الشاباك يطالب بمواجهة إرهاب المستوطنين "بكلّ قوّة".. فهل تخشى إسرائيل انفلاتهم؟
تتزايد التحذيرات داخل إسرائيل من تنامي نفوذ المجموعات الاستيطانية المتطرفة، في ظل اتهامات بأن الحكومة والجيش يوفران لها الغطاء السياسي والعسكري منذ سنوات.
وفي الوقت الذي يحذّر فيه جهاز المخابرات الإسرائيلي من “خطر إرهاب المستوطنين”، يرى خبراء أن هذه الدعوات لا تتجاوز محاولة لامتصاص الضغط الدولي، بينما تتغذّى هذه الظاهرة على دعم رسمي مستمر منذ عقود.
قال الباحث في الشأن الإسرائيلي عليان الهندي، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن التصريحات الصادرة عن رئيس جهاز المخابرات العامة حول “تعاظم إرهاب المستوطنين” تفتقر إلى الكثير من الحقيقة، “خاصة أن الحديث يدور عن سياسة رسمية تقودها الحكومة ويحميها الجيش”، على حد قوله.
وأوضح أن ظاهرة المستوطنين بدأت مبكرًا في أواخر عام 1992 وتطورت تدريجيًا إلى أن وصلت إلى مستواها الحالي.
وأضاف أن أعداد المجموعات المعروفة باسم “شبيبة التلال” تتراوح بين 15 إلى 25 ألف مستوطن، موزعين على مئات الجمعيات التي تتلقى ميزانيات من مختلف الوزارات الإسرائيلية، ومن الجامعات كذلك.
وأشار الهندي إلى أن جامعة “أريئيل” مثلًا تعتبر العمل في المزارع وفي الضفة الغربية جزءًا من النشاط الأكاديمي، فيما تُسند لهذه الجمعيات ميزانيات من الجيش ومن الوزارات، إضافة إلى دعم كبير من وزارة التربية والتعليم التي تمنح مئات آلاف الدولارات لنشر ثقافة “نفي الآخر والتعامل معه بالقوة”.
وبيّن أن الدعوة التي أطلقها رئيس جهاز المخابرات، وهو بالمناسبة من عائلة مستوطنين وأحد أشد الجنرالات تطرفًا، “لا تتجاوز ذرّ الرماد في العيون”، معتبرًا أنها محاولة لتهدئة ردود الفعل الدولية والأوروبية والأميركية ليس أكثر.
ولفت الهندي إلى أن دولة الاحتلال تدرك تمامًا خطورة هذه العصابات المتطرفة على نفسها، مستشهدًا بأن التربية التي تلقاها المستوطنون والدعم الذي حصلوا عليه طوال عقود انفجر سابقًا باغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين، وبهجمات واعتداءات على جنرالات الجيش.
وأضاف أن جزءًا من الاحتجاجات داخل إسرائيل يعود إلى اعتداءات المستوطنين على الجنرالات والجنود الذين يوفّرون لهم الحماية، مؤكّدًا أن العديد من وسائل الإعلام والنخب الاجتماعية في الداخل تحذّر من أن إطلاق يد المستوطنين دون رادع قد يرتدّ على الدولة نفسها مستقبلًا.
وقال إن ذلك انعكس بالفعل في السنوات الأخيرة، خاصة في الاعتداءات على الأكاديمية اليسارية داخل إسرائيل، ما دفع مئات المحاضرين والأكاديميين إلى مغادرة الجامعات والانتقال للعمل خارج البلاد.