بيت لحم تستعد لعودة السياحة بعد عامين من الانقطاع… والفنادق تبدأ حجز موسمي 2026
رام الله – راية
تستعد مدينة بيت لحم لعودة الحركة السياحية بعد أكثر من عامين من الانقطاع شبه التام، نتيجة تداعيات الحرب على قطاع غزة وما خلّفته من خسائر اقتصادية فادحة طالت المنشآت السياحية والفندقية.
وقال إلياس العرجا، نائب رئيس جمعية الفنادق في بيت لحم، في حديث لإذاعة "راية" إن الفنادق أعلنت بدء استعداداتها المكثفة لاستقبال الموسم السياحي الجديد، وسط آمال بعودة تدريجية للحجاج والزوار من مختلف دول العالم.
وأوضح العرجا أن العامين الماضيين كانا من "أصعب السنوات" على فنادق بيت لحم والقدس، التي تعتمد بشكل شبه كامل على السياحة الخارجية.
وأضاف أن توقف وفود الحجاج والسياح أدى إلى توقف العمل في جميع الفنادق تقريبًا، وإيقاف معظم الموظفين عن العمل.
وبيّن أن المحافظة تضم نحو 5 آلاف غرفة فندقية كانت تستوعب ما يقارب 8 آلاف سائح يوميًا قبل الحرب، بدخل يتراوح حول 300 ألف دولار يوميًا.
وقال: "هذه الإيرادات توقفت بالكامل خلال ما يقارب 750 يومًا، ما تسبب بخسائر لا تقل عن 300 إلى 350 ألف دولار يوميًا ذهبت من اقتصاد بيت لحم وسكانها".
وأشار العرجا إلى أن نحو 4000 عامل كانوا يعملون في القطاع الفندقي بمحافظة بيت لحم، لكن نسبة العاملين اليوم لا تتجاوز 10% فقط، أي ما يقارب 400 عامل. وأضاف: "معظم أصحاب الفنادق اضطروا لاستخدام مدخراتهم أو الاقتراض من البنوك حتى يتمكنوا من الصمود خلال فترة الحرب".
وحول جهود التعافي، أكد نائب رئيس جمعية الفنادق أن القطاع بالتعاون مع وزارة السياحة شارك خلال الأشهر الأخيرة في ثلاثة معارض دولية في لندن ورومانيا ودول أخرى، بهدف إعادة بناء الثقة مع شركات السياحة العالمية والتأكيد على أن بيت لحم مدينة آمنة وجاهزة لاستقبال الزوار.
وقال العرجا إن الإعلان عن موعد إضاءة شجرة الميلاد في 6 ديسمبر أعاد الأمل للقطاع، حيث بدأت الفنادق تتلقى اتصالات للحجز في العام المقبل، خاصة لشهري مايو ويونيو، إضافة إلى موسم الخريف في أكتوبر ونوفمبر 2026.
وأشار العرجا إلى أن التعافي الكامل للقطاع بحاجة إلى وقت، لكنه يأمل أن تعود الحركة السياحية إلى مستوياتها الطبيعية "في النصف الثاني من عام 2026"، إذا استمرت الأوضاع مستقرة وابتعدت المنطقة عن التوترات.
وشدد العرجا على أن أبرز ما يحتاجه القطاع السياحي اليوم هو الاستقرار والهدوء، مضيفًا: "إذا توفرت بيئة آمنة وخالية من العنف، يمكن للقطاع الخاص أن يروج للسياحة في بيت لحم بأعلى المستويات. لدينا كنيسة المهد والقيامة، مواقع أهم من الفاتيكان، ويمكن أن تكون وجهة رئيسية للحجاج المسيحيين والمسلمين من مختلف أنحاء العالم".
كما أشار إلى إمكانية التعاون المستقبلي مع السعودية لتنظيم زيارات دينية بعد موسم الحج إلى القدس وبيت لحم، بما يعزز السياحة الدينية في الأراضي المقدسة.