الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

إنهاء الانقسام بالأفعال وليس بالتصريحات والأقوال

الكاتب: حديث القدس – القدس

هناك تقارير حول اتفاق على تشكيل حكومة "توافق" بين حركتي فتح وحماس، وتفاهم بشأن تفعيل "الإطار القيادي لمنظمة التحرير". وهذا كله يندرج في نطاق جهود إنهاء الانقسام بين جناحي الوطن الفلسطيني، وعبر الجولات المكوكية التي تقوم بها الوفود بين الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عدة أسابيع.
ونظرا لكثرة هذه التقارير المتفائلة وتكرار ترديدها في وسائل الإعلام من جهة، ثم تحولها إلىفقاقيع هواء سرعان ما تتلاشى بعد أيام وربما ساعات من الإعلان عنها من الجهة الثانية، فإن المواطن الفلسطيني العادي أصبح لا يلتفت إلى هكذا تقارير، ويتعامل معها على أنها مجرد كلام في كلام وزوابع متلاحقة في الفنجان.
ويشعر الفلسطينيون أن الانقسام تحول بسبب مرور الزمن عليه إلى ظاهرة راسخة، وانبنت عليه مصالح فئوية وحتى شخصية أحيانا، وبالتالي فإن إنهاء الانقسام وإن كان من المفروض أن يكون قرارا فلسطينيا بامتياز، فإن قوى إقليمية ودولية منتفعة من هذا الانقسام تمارس ضغوطها على الفصيلين الفلسطينيين الكبيرين للحد من أي تحرك جاد لتوحيد الوطن.
اسرائيل مثلا تتخذ من الانقسام ذريعة، وهي أصلا ليست بحاجة لأي ذريعة لتجميد أي مبادرة تستهدف إنهاء الاحتلال. وهي تدعي أن أي اتفاق مع السلطة الفلسطينية لن يكون ناجعا حسب زعمها، لأن حماس تسيطر على قطاع غزة ، وهي تعارض أي تسوية سلمية تستند إلى حدود ١٩٦٧.
وهذا الادعاء الاسرائيلي باطل من أساسه، فهناك اتفاق بين الحركتين على تخويل صلاحيات التفاوض لمنظمة الحرير الفلسطينية التي يرأسها أبو مازن. وهذا ما نص عليه التفاهم الأخير بين الحركتين في أيار ٢٠١٣ في القاهرة.
وتنسى اسرائيل والقوى الدولية المساندة لها أن القرار هو بيد الشعب الفلسطيني الذي رفض الانقسام منذ لحظاته الأولى، وكان وقوع هذا الحدث المأساوي صادما للفلسطينيين الذين كانوا متفائلين عام ٢٠٠٧ بأن تصمد حكومة الوحدة الوطنية، وأن تظل غزة تحت راية السلطة الفلسطينية الواحدة- كائنا ما كان الفصيل أو الحزب الذي يفوز في الانتخابات التشريعية والرئاسية.
وما يريده أبناء الشعب الفلسطيني الآن هو إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة مهما كان اسمها أو توصيفها فهي حكومة الانتماء لفلسطين وللشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية. لأن كلا من فتح وحماس هي أداة لتحقيق تطلعات الشعب كله بكل فصائله وقواه السياسية والمذهبية، والانتماء لفلسطين والشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية هو الأصل وهو الغاية. أما الانتماء لأإيفصيل فهو وسيلة لتحقيق تلك الغاية، المتمثلة في المصلحة العليا للشعب الفلسطيني كله.
ولن يكون لأي تصريح أو بيان حول إنهاء الانقسام مصداقية إلا إذا تبلور على أرض الواقع وتجسد في أطر سياسية وأمنية موحدة، وارتفع الانتماء لفلسطين والشعب والقضية على كل الاعتبارات الفئوية والفصائلية والشخصية، وعاد الجميع إخوة متضامنين متحدين تحت راية الوطن الواحد ولخدمة الأهداف الوطنية المنشودة في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة الكاملة على أرضها ومياهها وأجوائها ومواردها الطبيعية وقرارها السياسي.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...