الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

مفاجأة غزية .. ولكن في التوجيهي

الكاتب: حسن البطل- جريدة الأيام

سأطرح سؤالاً يبدو ساذجاً وسخيفاً وهو: ما الفرق بين نمط الزراعة الأميركية المؤللة والواسعة، ونمط الزراعة الفلسطينية، وخصوصاً الغزية.
بعض الجواب: الزراعة الغزية تبدو حثيثة وحقلية اقرب الى البستنة، وتشغل فيها عشرات الآلاف، وربما مئات الآلاف، وتنجح مع ذلك في بعض منتوجات التصدير.
لكن في نمط الزراعة الأميركية يشغل حوالي مليون مزارع ما نسبته ١٪ من السكان، لكنهم يطعمون أميركا ونصف سكان العالم المحتاجين للصادرات الزراعية الأميركية.
الفارق أن المزارع الأميركي يذهب الى الكليات الزراعية، ويتخرج خبيراً أكاديميا في فروعها المختلفة، واهمها إدارة المزارع. أما في غزة بالذات فإنه يتعلمها بالخبرة.
في نتائج التوجيهي هذا العام، عشرة أوائل في الفرع العلمي معظمها مكرر، وأيضا في الفرع الأدبي. خمسة أوائل في الفرع التجاري، وثلاثة في الفرع الصناعي.. وواحد فقط في الفرع الزراعي وهو خليل يونس المصري.
مفهوم أسباب النجاح بنسبة 80،7 في الفرع العلمي مقابل 54،9 في الفرع الأدبي، لكن اقل من 17 الفاً تقدموا للفرع العلمي مقابل اكثر من 58 ألفاً تقدموا للفرع الأدبي.
كان هذا هو الحال، تقريباً، في نسبة الفروع العلمية المتدنية، الى ان باشرت سورية سياسة تعليمية قبل 40 سنة قلبت النسبة لصالح الفروع العلمية.
في خطة وزارة التربية الفلسطينية إحداث انقلاب تدريجي لصالح العلوم، التي يجد خريجوها فرص عمل اكثر من خريجي العلوم الإنسانية. لكن في بعض الدول المتقدمة، كما في النرويج والسويد تصل نسبة الالتحاق بالعلوم الى 91٪.
توقعتُ ان يكون الأول في الفرع الزراعي من الخليل، او جامعة خضوري، لكن المتقدم الوحيد والأول الوحيد جاء من شمال غزة.
يعني هذا مثلا أن خطة جيدة لتطبيق أسلوب خفض كلفة انتاج العلف للحيوانات بنسبة 50٪ طموحة وبحاجة لدراسة تطبيقها عملياً، في غياب غريب لخريجي الفرع الزراعي في نتائج التوجيهي، رغم وفرة نسبية في الخبراء الفلسطينيين في الهندسة الزراعية.
لا احتاج لمن سيقول لي ما اعرفه، وهو ان حقلاً زراعياً لمنتوج واحد، كالبطاطا والذرة وقصب السكر، اكبر من قطاع غزة بكامله، لكن المزارع الاميركي خريج كليات زراعية، ويحسب مسبقاً حساباً صحيحا بين الحقل والبيدر، وسعر الربح الوفير او القليل، ونادراً ما يمنى محصول واحد او اكثر بخسائر معظمها بفعل أمراض نبات، او لأسباب طبيعية، مثل الجفاف او الفيضانات المدمرة.
كان سباق بين الهند والصين حول إنتاج الرز، وبالتالي سعر طبق الرز الحيوي، وكانت الهند سباقة الى هذا، لكنها ليست سباقة على سعر طبق الرز الياباني، المدعوم من الحكومة بثلاثة أضعاف دعم الحكومة الأميركية لسعر الرز، رغم اعتراض اميركا على سياسة انتاج الرز، لكن حكومة اليابان تعتبر هذا الدعم بمثابة خط احمر قومي.
في الزراعة الفلسطينية لا وجود لـ "خط احمر" في انتاج القمح والرز، ومعظمه يأتي عن طريق الاستيراد مع تعبئة محلية، وكان المستهلك في فلسطين يفضل الرز المصري، الذي صار بالكاد يغطي حاجة محلية، لكن الناس هنا تميل للرز الأسترالي غالباً، والأميركي أحياناً، مثل ماركة "الأنكل سام" و"الأنكل بنز".
الفرع الوحيد الزراعي الذي ينال التشجيع والدعم والإرشاد الفني هو قطاع الزيتون، لكن الدعم قليل لمزارعي هذا القطاع في السنوات الماحلة.
انهى توحيد أسعار المنتوجات الزراعية الأوروبية حروباً زراعية بين دول السوق وصار الاتحاد الأوروبي سوقاً اقتصادية واحدة اكثر رخصا من قبل، حتى في نطاق السوق المشتركة الأوروبية، وصار الاقتصاد الزراعي الأوروبي لكل دولة يعتمد على المحصول المطلوب اكثر في باقي الدول الأوروبية، وحل التعاون مكان التنافس بين الأسواق. الآن هناك تنافس بين الكتل الثلاث في الإنتاج الزراعي، وهي اقتصاد الزراعة الأميركية، ثم الاوروبية، ثم الآسيوية.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...