مؤامرة «الأقصى».. لماذا؟
الكاتب: مازن حماد عن الوطن القطرية
تحت ستار القنابل الدخانية الإقليمية الحاجبة للرؤية، يجري الاستيطان الخبيث والمبرمج، للحقوق الإسلامية التاريخية في باحة الأقصى والحرم القدسي، تلك الحقوق التي يعتدى عليها اليوم بحماية قوات الاحتلال الذي يزعم امتلاك اليهود حق اقتسام صلاحية الكينونة الدينية ـ ناهيك عن السياسية ـ داخل هذه الأماكن المقدسة والمملوكة حصرا للمسلمين، دون وجود أي سلطة متداولة أو متعاقبة، تمنح اليهود حرية التعبد ـ التدنيس أصلا ـ في حدود هذه الرقعة الطاهرة.
وفيما يستعد الكنيست لإصدار قانون يغرم أي فلسطيني يمنع يهوديا من إقامة شعائر دينية داخل الأقصى، مبلغ عشرين ألف دولار، يقحم النائب الليكودي المتطرف «موشي فايلغين» حركة حماس وتنظيم داعش في القضية، بحجة سيطرتهما على «جبل الهيكل»، أي الحرم، في إشارة إلى المقاومة البطولية التي يبديها حراس الأقصى ضد محاولات تدنيسه المستمرة والتي تصل إلى حد تناول الخمور وممارسة الرذيلة في ساحاته وزواياه، بذريعة السيادة عليه.
ويستفاد مما هو منشور في الصحف الإسرائيلية، وفي تقارير جمعيات مثل «عير عميم» اليهودية المختصة بمراقبة تحركات المستوطنين في القدس، أن الأقصى لا يواجه فقط خطر التقسيم المكاني والزماني على غرار ما جرى للحرم الإبراهيمي في الخليل، وإنما خطر بناء كنيس في الحرم ذاته، فضلا عن أن سبعا وعشرين جمعية استيطانية تعمل على مدار الساعة لتشييد الهيكل الثالث المزعوم بدعم رسمي من ست وزارات حكومية.
وظلت فكرة بناء الهيكل على حساب الأقصى وقبة الصخرة، تراود الصهاينة المهووسين على مدى عقود، لكنها شهدت في الأسابيع الأخيرة تقدما واسعا على خلفية انشغال العالم والإقليم بمخاطر داعش، حيث لوحظ تزايد هائل في عمليات اقتحام المتدينين اليهود الحرم «للتبرك» بالمكان.
ويتحقق هذا النشاط الاستفزازي المشين المدعوم رسميا بمنهجية وعلانية، بإسناد حكومي مادي ومعنوي سخي، يقرب موعد بناء الهيكل المعشش في الأدبيات الدينية والسياسية المريضة، الكامنة في نفوس الكثيرين من يهود إسرائيل.
