"داعش" وشهية اليهودية لإسرائيل
الكاتب: رأي الراية
عنوانُ المشهد ما قبل الأخير في مسلسل أحداث منطقة الشرق الأوسط وفي قلبه سوريا والعراق ولبنان يتمثل ب "حرب" أو "معركة الإستنزاف الدائرة حالياً بين تنظيم الدولة الإسلامية المعروف ب"داعش" من ناحية والأكراد والجيش العراقي وجيش النظام وقوات المعارضة السورية العلمانية من ناحية أخرى برعاية دول التحالف الدولي بزعامة واشنطن.
نعم، هذه التسمية المحقة والواقعية لما يجري حالياً في المنطقة من حرب استنزاف في سوريا والعراق لا يريدُ "العم سام" انهاءها إلّا إذا رسخت الدويلات الثلاث المبنية على اساس قومي وطائفي هي "الكردية" في الشمال و"السنية" في الوسط والجنوب للشيعة،،، إذاً هي حرب "اللامنتصر واللامهزوم"،، ولذلك فإن غارات التحالف وعملية التسليح التي يقوم بها لصالح بعض القوى على الأرض تهدف لإحداث هذا التوازن والحفاظ على شكل الحرب التي تأخذ شكل "الإستنزاف" على الأقل لفترة معينة تتحقق خلالها اهداف "العم سام" وبعض الدول الإقليمية والغربية.
وكتحصيل حاصل نشوء دويلات على اساس قومي وطائفي بالمنطقة العربية سيؤسس وسيمهد لإسرائيل ويقوي عينها لمطالبة دول المنطقة والعالم والأمم المتحدة بالإعتراف بها كدولة يهودية، من باب أنه ما دامت دول بالمنطقة نشأت على هذا الأساس فلماذا يُمنع على "اسرائيل" ذلك؟!!.
إذاً هي الحجة التي أريد بها أن تكون النتيجة الأسمى لصنع "داعش" السُنية لتزيد شهية تل ابيب وإلحاحها في المطالبة بالإعتراف بيهوديتها خلال السنوات المقبلة لتُصبح واقعاً.. نعم كذلك...بغض النظر عن حسم المعركة مع "داعش" أم لا، وإن كنتُ أظن أن المعركة ستطول بناء على حبكة المسلسل الذي كُتب السيناريو الخاص به بقلم "العم سام"، إلّا أن أبرز ما سيترسخ خلال الفترة القادمة "مطالبة اسرائيل" بالإعتراف بيهوديتها.. لماذا؟؟؟
الجواب: لأن "داعش" ودولة خلافتها بحدودها التي أعلنت عنها قبل أشهر والتي تتركز في مناطق سنية بالعراق وسوريا، يعني التأسيس لدويلات في المنطقة العربية على اساس قومي وطائفي (الدويلة الشيعية- الدويلة السُنية- الدولية الكردية)،،، وللعلم إدارة الدول الغربية لمعركة "كوباني" عن بعد، هدفه استنزاف داعش والأكراد بما يؤدي في نهاية المطاف إلى تكريس "الدويلات" سابقة الذكر.
ولعل تأجيل الغرب لدعم الجيش العراقي في سبيل حسم معركة "الموصل" بالعراق يأتي أيضاً ضمن إطالة أمد المعركة وتكريس الدويلات الثلاث.. وبالتالي، وكنتيجة منطقية، وهذا الأمر بالنتيجة الحتمية سيدفع تل ابيب للمطالبة بكل جرأة وبوتيرة متصاعدة خلال الفترة القادمة سواء عبر المجتمع الدولي أو دول المنطقة (فُرادى) للإعتراف بها ك"دولة يهودية" أُسوةً بالدويلات التي بدأت تترسخ بالمنطقة العربية على أساس قومي وطائفي.
