الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

انقذنا أيها البرتقالي!

الكاتب: ريما كتانة نزال

رام الله - رايــة:

نحاول ما بوسعنا مقاربة الآليات والقرارات الدولية، وبعض الوقت أشعر بأننا على استعداد للقبول بالبيْن وهو بدوره لا يقبل قبولنا. دون قناعة ربما؛ اصطبغنا باللون البرتقالي، حملنا ولبسنا المظلات والقبعات البرتقالية، سعيا وراء نصيحة الأمين العام للامم المتحدة في صبغ المحيط بالبرتقالي، متاجر ومطاعم ومدارس ومراكز خلال الايام الستة عشر، ما بين الخامس والعشرين من تشرين الثاني والعاشر من كانون الأول، وفي التواريخ رسالة حقوقية.

البرتقالي سمعته طيبة، لون ثوري فاقع، لون الثورة والتغيير والمعارضة والاحتجاج، تحمله الجماهير للتعبير عن عدم رضاها، وعن إرادة التغيير ومقاومة الظلم والاضطهاد. المرأة الفلسطينية في مسيرتها التي أطلقت حملة ستة عشر يوما للقضاء على العنف استخدمت البرتقالي، في محاولة منها للفت نظر العالم وإفهامه بأنها حلقة من سلسلة النضالات النسوية في العالم، وبأنها أحد القطاعات والشرائح الاجتماعية التي تعاني من الضغط والعنف والتمييز، وتتموضع في رأس قوائم المظلومين والمهمشين في العالم، فانتبهوا لنا يا عالم، ونرجو البرتقالي الفعالية.

لكن المرأة الفلسطينية التي تراقب الوثائق الدولية الصادرة، وخاصة تلك الصادرة عن الأمين العام، لاحظت خلو تقريره المكون من خمسمائة صفحة بمناسبة التقييم الدولي للقرار 1325، من إشارات واضحة حول المرأة الفلسطينية تحت الاحتلال، إلا من بضع كلمات شحيحة فارغة المعاني جاءت على استحياء.

بينما المشهد الفلسطيني مصبوغ بالدماء الحمراء، لا نعلم إن كان الأمين العام يرى الفروق الخاصة بين المظلومات والمضطهدات في الدول الحرة والمستقلة، وبين النساء المضطهدات والمظلومات في فلسطين المحتلة وفي غيرها من البلدان التي تعاني من الحروب والعسكرة. ولا نعرف إن كان يستطيع، من حيث المبدأ، الالتزام بتوصيفه الوظيفي كمسؤول عن حفظ وتحقيق ومراقبة السلام!

في استخدام البرتقالي، هل استطاع الأمين العام وضع الحدود والفواصل بين عنف وظلم يمارس بسبب القهر القومي والوطني ودوره في إنتاج أشكال متنوعة من العنف الاجتماعي، وبين ظلم يقوم ويتأسس على التمييز والتهميش والتجاهل القائم بسبب الجنس.

قد ينجح البرتقالي في لفت النظر إلى العنف الاجتماعي ويخلق حالة من التضامن والاهتمام بالعلاج، لكن العنف القومي والوطني في فلسطين لا يمكن العلاج بإيحاءات اللون ولا عن بعد.. بل بحاجة الى أن يقوم الأمين العام باتخاذ القرار بالحماية الدولية للمرأة الفلسطينية، أو على الأقل، أن يشير الى حالة النساء الفلسطينيات تحت الاحتلال في تقريره الاخير بوضوح.
انقذنا ايها البرتقالي. ستغطي الفلسطينيات الجدران العازلة باللون البرتقالي كوصفة ناجعة لتسهيل المرور ومحاربة سياسة الفصل العنصري، أو ربما يصبغن كرميد المستوطنات لتغطية نهب وسرقة الأرض على مرأى منه ومن العالم..وربما ننصحهن دهن قبة الصخرة المقدسة والحواجز والبوابات الحديدية باللون الاحتجاجي..!

قد تكون الحملة جاذبة وتصل إلى أهدافها في تسليط الضوء على العنف الاجتماعي، لكن في فلسطين حيث الاحتلال يجثم على صدور الناس حابسا الاوكسجين، يصبح على المعنيين المقررين وضع السياسات والتدخل لإنهاء الاحتلال ووقف عنفه. لأن السياسات العالمية التي ساوت بين الضحية والجلاد وتغطي على جرائمه؛ ستؤدي إلى القضاء على حياة النساء الفلسطينيات، قبل وضع أياديهن على أي حلقة من حلقات العنف الاجتماعي.

لا بد من الاقرار، دون استخدام مشاجب الاحتلال الذي نعلق عليه كسل وعجز وفشل، نقر بأن الحقوق الاجتماعية تُبَهَّت موضوعياً في ظل تصاعد معدلات عنف الاحتلال، ويجعل مسألة التركيز على العنف الاجتماعي مسألة موسمية ومناسباتية، بل تسبب الحَرَج للحركة النسائية إن أرادت أن تكون مفهومة لشعبها ومجتمعها ولا تنعزل عن أولوياته. فليس بمقدور الحركات الاجتماعية وليس النسوية فقط ؛ التركيز على المطالب الحقوقية ومنها قضية العنف؛ بينما مطلوب منها الإمساك بمسؤولية التصدي لعنف الاحتلال ومحاربته، فتصبح كالذي يسبح في غير بحره والتجديف عكس التيار الجمعي..فلا البرتقالي او المظاهر الزخرفية تنقذنا، وعلينا أن نكون نحن فقط.
 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...