الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:29 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:44 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

اصروا الاعتقال الاداري كما يحاصره الاسير

الكاتب: ماجد سعيد



الاسير محمد القيق واحد من حكايات الصمود، محارب كمن سبقه من اسرى معارك الامعاء الخاوية ضد الاعتقال الاداري.
هذا الاعتقال الموروث من عهد الانتداب البريطاني عندما وضع قانون الطواري لعام 1945 تمارسه اسرائيل ضد الفلسطينيين ممن لا تتمكن من اثبات قيامه بما يخالف قوانينها ويمكنها من احتجاز من تريد بصورة تعسفية، خاصة اصحاب الرأي، وممن لهم وجهات نظر وانتماءات سياسية على الرغم من أنهم لم يرتكبوا أي جرم او مخالفة لقوانينها العسكرية.
كم هي القصص التي سمعتها من ذوي الاسرى طوال سنوات العمل الصحفي التي زادت عن العشرين، لكن تلك السنين يبدو انها تزداد قساوة عندما يكون الاهل غير قادرين على معرفة متى يمكن ان يروا ابنهم حرا طلقا، فالمعتقل المحكوم حسم أمره واعد نفسه وذويه لسنوات او لفترة حكمه في السجن، غير ان المعتقل الاداري يظل يعيش سجنين، الاول ملموس بجدران وقضبان السجان، والثاني فترة تواجده في ذلك السجن حتى اللحظات الاخيرة من اشهره الستة التي يعيشها في المعتقل والتي قد يأتي قرار تجديدها وهو يجهز نفسه لمعانقة الحرية.
هكذا هو الاعتقال الاداري كابوس يسرق احلام الاسرى وذويهم، كالسيف تسلطه اسرائيل على رقاب شريحة كبيرة من الفلسطينيين لا سيما النخب والمثقفين كي تكسر روح الصمود في داخلهم، لكن السحر ينقلب على الساحر عندما يكون الاضراب سلاحا اقوى من سيف الجلاد.
كثيرة هي مؤتمرات وتظاهرات ومسيرات التضامن التي تنظم، نخاطب بعضنا بعضا فيها، وهنا اذكر اني دعيت الى واحد من هذه المؤتمرات التي عقدت خارج البلاد واستمرت ليومين وبعد انتهائها سألني واحد ممن نظموها، كيف وجدت المؤتمر؟ فاجبته كانت الخطابات رنانة، لكن الاسرى لم يسمعوها.
وهنا قصدت ان الاسرى لا يحتاجون منا الى مؤتمرات تصرف عليها الاف الدولارات ولا تلفتفت اليها اسرائيل ولا يسمعها العالم، هم يريدون منا اكثر من ذلك، ان نطلق مثلا حملة دولية متدحرجة لمناهضة الاعتقال الاداري، كتلك التي حاصرت الاستيطان عبر حملات المقاطعة الدولية.
لا ادعي اني نلت شرف الاعتقال، لكنني شاهدت مئات الاسرى لحظة معانقتهم الحرية كانوا كانهم في حلم لا يريدون الخروج منه، عيونهم وانفعالاتهم كانت تعكس شغفهم بلحظة انتظروها طويلا وعدّوا الثواني من اجل الوصول اليها، فلنفعل ما يمكن ان يحقق لهؤلاء ذلك الاحساس.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...