امتحانات التوجيهي فرصة لتصويب المستقبل

الكاتب: رأي الراية

رأي الراية:

بدأت امتحانات الثانوية العامة، والتي تشكل في وعي الأسرة الفلسطينية أهم اختبارات الحياة وبوابة المستقبل، وتبذل الأسر جهدها لمساعدة أبناءها على التفوق والنجاح.

الظروف التي يعيشها وعاشها طلبتنا في الضفة وغزة غير عادية سواء بفعل الهبة الشعبية أو أزمة المعلمين وما أهدرته من وقت ثمين للطلبة، فضلا عن المناخ الفلسطيني العام المرتبك، وبالتأكيد فان غياب ملامح المستقبل والخشية منه حاضره في العقل الباطن للأسرة والطالب، يضاف الى ذلك فقر الحال الذي يستقر في بيوت كثيرة من العمال وأصحاب الدخل المحدود.

معاناة طلاب وطالبات الثانوية العامة في قطاع غزة كبيرة ومتراكمة، حيث لا تتوفر لهم أبسط سبل الدراسة والمراجعة جراء أزمة الكهرباء التي تزور بيوت الغزيين 8 ساعات يوميا فقط، الكهرباء لا تعني انارة فقط وإنما هي مكون البيوت الرئيسي، وهي المروحة في أزقة المخيمات والشقق المغلقة بين جدران الاكتظاظ، مع ظروف اخرى تزيد من أعباء الطلبة والأسرة كان الله في عونهما.

ان الاهتمام بطلبة الثانوية العامة يعني صناعة المستقبل، وفتح الباب أمام جيل كامل يشق حياته بأمل وجد واجتهاد، فهل من مراجعة حقيقية للتعامل مع مستقبلنا برمته، خاصة من خلال تهيئة وتطوير الجامعات حتى لا تستقبل جيل جديد بعد شهرين بنفس الأخطاء والتخصصات القديمة والتعليم النظري.

ونحن نراقب توافد عشرات ألاف الطلبة على قاعات الامتحانات على أرض الوطن، نشعر بفخر بهذا الشعب الصامد على ارضه ويسعى بكل عزم للنجاح والتفوق، ليخرج للعالم أفضل معلمة وكثير من العلماء في رسالة حياة لآخر شعب تحت الاحتلال، لذلك على كل المسؤولين اعتبر هؤلاء الشباب أبنائهم جميعا واعادة النظر في وضع الجامعات وما تقدمه وزيادة المنح الخارجية، وتشجيع التعليم المهني لأن هذا المعيار الحقيقي للانتماء للوطن وهذا نهج المقاومة الذي لا يخسر.

خلال هذا الصيف سنفرح جميعا بمن اجتهد وثابر وسهر الليالي وقطف ثمار صبره ودراسته، وستدخل الفرحة على عشرات ألاف البيوت، قلوبنا مع الامهات التي تدعو لأبنائها بالنجاح، وثقتنا كبيرة في شبابنا ومدى قدرته على صناعة النجاح.