الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الفلسطينيات !

الكاتب: خالد عيسى

 

الفلسطينيات نقطة عطر نون النسوة، ورِقة قواريها، تاء التأنيث بنقوش كنعانية، يطرزن حياتنا الفلسطينية كما يطرزن أثوابهن بنقوش غير قابلة للنقاش ان نقشت كالوشم في روحنا!

شقيقات "عناة"، على رؤوسهن جرار العسل، فخر فخّار اريحا، وغيرة غور الأردن، نخلات أرملات على أطراف البحر الميت، يصنعن من فضة الدموع قلائد تبكي على صدر المليحات في ملح البحر الميت، وعذوبة السكّر في بلح اريحا، حين تمدّ نخلة رأسها وتطل على القدس، واعتذار راهبة من عذريتها في"دير قرنطل" حين تصحو أنوثتها على مرج بيسان يغازل مرج ابن عامر .. بين القدس والناصرة !

الفلسطينيات أحضاننا بدل عن وطن ضائع، وحنان شتلة ميرمية تداوي "مغص" الحنين، ونعمة شقائق النعمان أحمر شفاه الجليل، خبز طابون الأمهات المغمس بزيت الزيتون، لهفة زهر اللوز على شبابيك الحبيبات، ونفاذ صبر الزوجات وحرقة أشواقهن أمام سجن "شطة"، وعناق الأيدي من بين القضبان، وشَكلة شعر البنات التي تحلم ان تُشترى يوما بالجنيه الفلسطيني بدل " الشيكل "!

الفلسطينيات نعمة التأنيث حين تربط "صرة" حياتنا بالتاء المربوطة، وجمع التأنيث حين يلم شملنا الى جمع مذكر سالم، وسلامنا المفقود بين دبابة "الميركافة" وطائرة "الاباتشي"!

الفلسطينيات شقاوة الحبيبات، يرسمن قلوبهن على الجدار العازل، وشقاء الشقيقات بالأخ المطارد، وحنين البنات لعودة الأب الأسير الغائب!
الفلسطينيات رحمة أرحامنا في هذا الظلام الظالم، ورِقة أحضاننا، تمسح عن جبيننا التعب بقبلة بطعم الزعتر!

الفلسطينيات أوطاننا الصغيرة في غياب الوطن، وتاء التأنيث الساكنة فينا، نقيم فيها بيوتنا حين تهدم الجرافة الإسرائيلية منازلنا، وصدر الحبيب حين يتسع لدموعنا المقهورة من وجع الاحتلال ، عندما تفتش مجندة اسرائيلية سراويلنا الداخلية على حاجز قلنديا بحثا عن حزام ناسف!

الفلسطينيات شقيقات أشواقنا حين يلسعها الحنين الى منقوشة زعتر في يافا، وقرص فلافل في عكا، ومسخن في سخنين، وصحن عكوب في الجليل، وبهاء حيفا من فوق حديقة البهائيين.

الفلسطينيات أوطاننا الصغيرة في اثواب مطرزة بنقوش كنعانية تزركش حياتنا الفلسطينية بالحب الصابر لشعب ايوب!

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...