الأراب أيدول.. الممثل الشرعي
الكاتب: كايد ميعاري
قبل عدة شهور إستضافت أسطنبول مؤتمرا بعنوان التجمع الدولي للمهندسين الفلسطينيين، برعاية رسمية تركية، وفي هذه الإيام يتزامن عقد مؤتمر في طهران مع دعوة لآخر في تركيا، وعنوان كل هذه الفعاليات دعم القضية الفلسطينية.
هذه المؤتمرات بحد ذاتها لا تشكل خطرا وجوديا على منظمة التحرير الفلسطينية، وذهاب وسائل الاعلام الرسمية، والقيادة السياسية لرفضها وتضخيم اثرها على التمثيل الفلسطيني فيها من المبالغة ما فيها. لكن هذه الفعاليات خطيرة في دلالتها الرمزية فهي اولا: تعيد الى الذاكرة الفلسطينية، مرحلة ما بعد النكبة التي كان فيها الفلسطينيون عبارة عن ورقة تنتقل من ملف عاصمة عربية إلى اخرى.
وثانيا تكشف حجم التراجع في دور مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، المنتشرة جغرافيا، لكنها محدود الفعل والتأثير للدرجة التي إستطاعت فيها مبادرات فردية، وأهلية، وسياسية تجاوزها دون مشاورتها او حتى دعوتها. وما الغضب الذي خرج على لسان عديد من القيادات فلسطينية حول مؤتمر تركيا او مناجاة البعض الآخر سوى مضيعة للوقت لعلمهم المسبق بأن نوايا المنظمين والمستضفين على حد سواء ليست بريئة.
بكل الأحوال، قد تفتح هذه الفعاليات الفرصة امام القيادة للتعجيل في عملية ترميم منظمة التحرير، وتجديد الدماء فيها، بما يجعلها أكثر تعبيرا عن مكونات الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده، وحتى يكون ذلك، لابد من الإبتعاد عن نهج التقاسم، والإبتزاز ما بين الفصائل الفلسطينية، والعودة لإرادة الشعب التي تدعي الأطراف كافة تمثيله.
إذن الخروج الآمن للقيادة ومنظمة التحرير متوافر وبقوة ويتمثل بالشعب، وما نحتاجه هو فقط ارادة اخذ القرار وتنفيذه، بما يخلق تفاعلا حقيقيا ما بين صانع القرار ويخرجه من قوقعته داخل الغرف المغلقة الى فضاء الشعب، ويعيد الإعتبار لمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.
ويمكن إعتبار الحالة التي استطاع كل من أمير دندن، ويعقوب شاهين خلقها في برنامج " أراب أيدول" ومن قبلهم محمد عساف نموذج يمكن الاقتداء به، ويعبر عن جاهزية الشعب للعطاء المادي والمعنوي لكن ذلك يتوقف على قدرة القيادة على تأدية أدوارهم بصورة مقنعة.
