الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:29 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:44 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الحل الاقليمي قفزة نحو الوهم

الكاتب: رأي الراية

يروج قادة الاحتلال والاعلام العبري بشكل مكثف ومتزايد لفكرة الحل الاقليمي، بمعنى تجاوز الشعب الفلسطيني وقيادته، واستغلال فوضى الربيع العربي لتمرير مخططات قديمة أكل عليها الدهر وشرب، ليس لأن المجتمع الدولي لا يريد ذلك، بل لأن الفلسطينيين (2.5 مليون في الضفة، و1.5 في الداخل و 2 مليون في غزة)، أي 6 مليون رقم لا يقبل القسمة على الخيانة ولا الترحيل ولا التدجين والترويض، فأهلنا في الداخل جعلوا الكنيست وطرقات فلسطين ساحة لتعزيز الهوية الوطنية في مواجهة التدجين الاسرائيلي، وعمليات السور الواقي (1+2) وكل الحواجز وعمليات الهدم، لم تجبر فلسطيني واحد على ترك أرضه وبيته الصخري والرحيل، ولا ثلاثة حروب في غزة استطاعت أن تفتح أبواب الهجرة الجماعية، لأن الفلسطيني لم يبق له سوى وطنه، وكل العواصم تضيق بصاحب المخيم، والشعب الفلسطيني لم يكن يوما ما عابرا ولن يكون كذلك.

الحل الاقليمي بالإزاحة الى دول الجوار أو مد الولاية العربية الى اجزاء من الوطن بات من تفكير الماضي ونسج الخيال، فالأردن ومصر يدركان أن الدولة الفلسطينية مصلحة وأمن قومي لهما، وحق ناضلت من أجله كل الشعوب، فالوعي لا يشطب بخطة جبانة، والحلول الظالمة لا تمرر في مرحلة استثنائية، فكل من مصر والأردن دول لها حدود وسيادة انتزعتها بالدماء، ولا يمكن أن يبتلع شعب شعبا اخر في زمن يوثق فيه كل حدث، فالحكومات المجاورة تعمل من اجل استقلال قرارها وتخوض حروب متقدمة تعتمد على الحكمة والذكاء وطول النفس من اجل سيادتها وشبكة مصالحها الاستراتيجية.

العالم بما فيه الادارة الأمريكية الراحلة وقريبا الادارة الجديدة يدركون أن الاحتلال سبب الصراع وأن الاستيطان سرقة منظمة تمارس يوميا، ولن يقبل العالم الذي دفع مئات مليارات الدولارات من أجل حل الدولتين وتأسيس بنية لدولة فلسطينية تشكل  اضافة نوعية للعالم، وتساهم في الاستقرار والحضارة والعلوم والفن، لذلك حلم نتنياهو بالقفز على الواقع هو مغامرة سياسية سترتد عليه بعد صفعات مجلس الأمن والأمم المتحدة، ومؤتمر باريس، ومطالبات عدة برلمانات أوربية حكوماتها بالاعتراف بدولة فلسطين، كما أن كل من روسيا وألمانيا يدركان جيدا أن اليمين الاسرائيلي مشعل نيران وليس لديه أي رغبة في السلام.

نذكر جيدا كيف كان المساس بالسياسي الإسرائيلي محرم من خلال قانون معادة السامية، لكن اليوم العالم يمقت الجنوح الاسرائيلي للقتل والاستيطان، ويعلن قادة السياسة والرأي والاعلام بوضوح أن اسرائيل تقترب من مفهوم الدولة المارقة.

لذلك على حركة حماس والفصائل الأخرى الاتحاد حول معصم الوطن ومساندة مشروع تحويل السلطة الوطنية المؤقتة الى دولة فلسطين من خلال انتخابات ديمقراطية وشراكة سياسية تعيد للقضية الفلسطينية زخمها وتدفع عن شعبنا شبح المؤامرات والاستفراد الاسرائيلي من خلال المراكمة على الانجازات وتجاوز حفرة الانقسام.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...