الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

يريدونه بعيدا عن الكاميرا

الكاتب: نبيل عمرو

أستعيد من الذاكرة نصيحة مهمة قدمها هنري كيسنجر، أشهر وزير خارجية امريكي، للقيادة الإسرائيلية في أوج الانتفاضة الفلسطينية الأولى ..قال "افعلوا كل شيء ولكن بعيداً عن الكاميرا".

قال ذلك بعد ان لمس الأثر القوي للصورة التلفزيونية التي انتشرت في جميع ارجاء العالم، حيث قام الجنود الإسرائيليون المدججون بالسلاح، بسحق عظام شاب فلسطيني بالحجارة.
هذه الصورة الى جانب صورة محمد الدرة، وصور أخرى مماثلة، أثرت على الرأي العام وبددت مقولة ان إسرائيل هي الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.

وحين قام جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي بزيارة لاسرئيل وأعلن اثنائها عن طرح عطاءات لبناء استيطاني جديد ، غضب بايدن وصدرت عن أمريكا تعليقات مفادها لماذا ونائب الرئيس في القدس.

أستذكر هذه الوقائع وانا اتابع المحادثات التي تجري في واشنطن وبعضها داخل البيت الأبيض، بين فريقين عاليي المستوى حول كيفية تنسيق المواقف في مسألة الاستيطان تحديداً، وما تسرب وأعلن من نتائج لهذه الاجتماعات التي استهلكت مئات الساعات بين القدس وواشنطن، فإن النقطة المركزية فيما تسرب وأعلن هي بالضبط كما يلي:

" لا مانع عند واشنطن من استيطان في مناطق معينة وبأحجام متفق عليها شريطة أن لا تقوم إسرائيل باستيطان على طريقة بينيت" ، مما يحرج أمريكا امام العالم الذي ادان باجماع غير مسبوق أي شكل من اشكال الاستيطان.

ويظهر جليا كذلك ان الاستيطان الهادئ والمتدرج سيحظى اما باظهار القلق من جانب واشنطن على مصير مسيرة سلمية محطمة، او تمرير الاستيطان الهادئ على اعتبار انه لا يتجاوز الخطوط الحمر الوهمية لموقف أمريكا من الاستيطان.

هذه بالضبط هي رؤية وسياسة واشنطن – ترمب، وهي لا تختلف من حيث النتائج عن سياسات كل الإدارات السابقة التي مهما انتقدت وادانت، الا انها جميعا وقفت بالمرصاد امام أي احتمال لممارسة اخف العقوبات على إسرائيل، حتى تحولت قرارات الجمعية العامة ومجلس الامن في هذا الشأن وغيره من الشؤون المتصلة بالقضية الفلسطينية، الى قرارات رمزية اهملتها إسرائيل تماما بل وردت عليها بمزيد من الاستيطان.

المعالجة الامريكية الإسرائيلية لهذه المسألة الحساسة فرضت نوعا من التجزئة المدمرة للحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، التي لا يمكن ان تتحقق الا اذا انتهى الاحتلال والاستيطان. فها هم الامريكيون والإسرائيليون يغرقوننا بالتفاصيل التي تحل تدريجيا محل الأساسيات، كم بناية سيقيمون في المستوطنات القائمة، واي المناطق من القدس سيستوطنون فيها او يمتنعون عنها، وأين تنقل عاموناه التي فككتها المحكمة وستعيد بنائها السياسة، وهل الاستيطان يحل بالاعتراف بتجمعاته الكبرى التي تلتهم اعلى نسبة من الأرض الفلسطينية، تضاف الى الغور الذي تقول إسرائيل انها ستسيطر عليه الى الابد، وابحث أيها الفلسطيني عن دولة في الركام الذي تبقى بعد كل هذا.

هذه بالضبط هي سياسة أمريكا تجاه إسرائيل وتجاهنا وعلينا ان نقتنع بأن المداولات القائمة الان وقد تصبح نهجا دائما هي تكريس وتشريع للاستيطان القائم، وتمهيد لمزيد من استيطان زاحف، ولكن بأقل قدر ممكن من الصخب.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...