الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"حماس" تتحدى

الكاتب: نبيل عمرو

راقبت ومنذ اعلان الرئيس محمود عباس بأنه سيحسم أمر الانقسام خلال هذه الفترة، ردود فعل «حماس» على هذا القرار، ولفت نظري آخر تصريحات للسيد أبو مرزوق اختصاصي الحوار مع «فتح»، فبعد الترحيب الملغوم بوفد فتح، وبعد الفتوى بأن أعضاء الوفد ينسحبون منه الواحد تلو الاخر، بعد ان عرفوا حقائق الوضع في غزة ..." وكأنها كانت خافية على أحد" ، بعد ذلك استخدم أبو مرزوق حرف الـ "لن" القاطعة، وخصوصا فيما يتصل بعقد المجلس الوطني، وقال بالحرف " لن ينجح عباس في عقده بعد قرار الاجماع الوطني في بيروت، بتشكيل مجلس جديد وعقده خارج الوطن".

كان حسن النية لديّ قد دفعني الى توقّع موقف أكثر مرونة لاخراج حالة الانقسام من دائرة الاستحالة، وفتح باب جديد على أملٍ إنهائه، بعد أن اوصدت كل الأبواب وعلى مدى عشر سنوات بحيث صار الانقسام أشبه بالقدر الذي لا راد له.

كل وقت صالح لانهاء الانقسام، وحق أهل غزة في الحياة يستدعي ذلك، وحق القضية الوطنية في البقاء يتطلب ذلك، وصورة الشعب الفلسطيني التي تشوهت بفعل الانقسام تلح على ذلك، وهذا ما جعلني أتوقع من «حماس» رغم عدم رضاها عن موقف فتح الأخير الذي يمكن اختزاله .. بهذا وإلا. موقف يتجاوز العصبوية التنظيمية لمصلحة خروج معقول من الدوامة العاصفة التي تعيشها غزة، ولا تملك حماس منطقا مقنعا للتنصل او القاء المسؤولية على الاخرين، فحماس هي من يملك المفاتيح، فهي في غزة الآمر الناهي والمتحكم وبصورة مطلقة في كل حركة وسكنة، حتى حين يقرر البسطاء والطيبون فعالية تجاه امر عام كالأسرى، تراها تمنع او تحجّم، لهذا فمالك الأوراق الفعالة هو من يُرتجى منه تقديم المرونة لا إثقال المحاولة بشروط تعجيزية لا تقتصر على ما يتصل بشأن غزة وانما تطال الوضع الفلسطيني برمته.

هنالك احتمال بأن يُفتح الملف الفلسطيني على حوار إقليمي او دولي، وهنالك زيارة سيقوم بها الرئيس محمود عباس للبيت الأبيض، وعلى الأرض هنا اضراب للسجناء كتحريك لجبهة فاعلة من جبهات العمل الوطني الفلسطيني، يقابل ذلك استيطان إسرائيلي إن لم يحظ بدعم أمريكي مباشر، فالاعتراض التقليدي عليه تراجع من الرفض والادانة اللفظية الى التأييد والتبني الفعلي مع بعض التحسينات، فما هو موقع القضية الوطنية من ذلك كله؟، وأي جهة إقليمية أو دولية ستنظر بجدية حتى لمطالب الحد الأدنى الفلسطينية؟.

ان إدارة جديدة في واشنطن، ومع مزاج رئيسها المتقلب والمفاجئ والخطر، لا بد وأن تتقدم بمقترحات بدأت مؤشراتها بالظهور من خلال ما تحدث به المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات، فإن رفضناها فالامر يحتاج الى بيت فلسطيني موحد لمواجهة رد الفعل الأمريكي والإسرائيلي المشترك علينا، وإن قبلنا مجرد مناقشتها فذلك أيضا يحتاج الى بيت فلسطيني موحد، كي لا يلتهم الانقسام وتناقض المواقف ما تبقى من رصيدنا هو قليل.

هل نُظر للأمر من هذه الزاوية من قبل حماس في الدوحة او غزة؟ ام ادخل هذا الامر في مفاعل المحاججة العبثية التي يبدو فيها سباق النفوذ هو الاعتبار الأول والأخير؟

ستكون رسائل بائسة حين يقتصر الامر على اثبات من هو صاحب الكلمة العليا في الامر، فإن لم يتفق القوم على مخرج من الدوامة التي تعصف بالجميع، فأين يبيعون النفوذ، ومن يشتريه والأرض التي نقف عليها جميعاً مشققة متآكلة لا حياة فيها ولا عليها.

المأساة تكبر كل يوم، والقهر يستفحل في الصدور، والخطر واقف خلف الباب، والتحدي لمجرد اثبات من هو صاحب الكلمة العليا لن يفضي إلا الى مضاعفة القهر والعذاب واليأس. فهل نتوقع جديداً يخرجنا من الدوامة؟ أم نسجل هذه المرحلة على حساب سلسلة من الفشل الذريع؟!

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...