الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

عشرة أيام من التنجيم السياسي

الكاتب: نبيل عمرو

الى أن يعود الرئيس محمود عباس من لقائه المرتقب، الذي بولغ كثيراً في تعليق الآمال عليه، سيظل المحللون السياسيون مجرد منجمين يستنتجون ولا يحسمون، وستظل الأسئلة التي بلا جواب هي سيدة الموقف.

سبب ذلك يعود الى عوامل عدة، أولها شخصية الرئيس ترامب، ومواقفه المتقلبة من كل القضايا التي تصدى لها في الحملة، وبعد أن صار رئيساً، ورغم أن أمريكا دولة مؤسسات عريقة ومستقرة، الا ان ذلك لا ينتقص من صلاحيات الرئيس في اتخاذ مواقف معينة، خصوصا على صعيد العلاقات الخارجية، وفي أمريكا تجد أصابع إسرائيل مغروسة في المؤسسات والبيت الأبيض ورجال القرار.

كان واضحا تأثر الرئيس ترامب بما وضع بين يديه من معلومات وفرتها إسرائيل وزرعتها في ذهنية صاحب القرار في البيت الأبيض ومن يحيطون به. وأكاد اجزم بأن وفدنا الذي غادر الى واشنطن للتحضير لزيارة الرئيس عباس ومحادثاته هناك، لن يخرج بجديد يختلف عما قاله مبعوث الرئيس ترمب لدى زيارته للمنطقة، واجتماعه بأطراف المعادلة بما في ذلك اجتماعاته في كواليس قمة البحر الميت.

ماذا سيقول ترامب لعباس؟ نشر كثير منه في الصحف، غير ان المهم في هذا الامر ان نعرف طريقة ترمب في العمل الشرق أوسطي وما هي أولوياته بالضبط. على الصعيد الاستراتيجي يبدو واضحا ان ترمب ومن معه في الإدارة يريدون ترميم العلاقة مع الحلفاء التي تضررت بفعل سياسة أوباما، التي زرعت بذور شك في نفوس الحلفاء، الذين لم يفارقهم الخوف لحظة من بيع أمريكا لهم مع اول منعطف.

إدارة ترامب حريصة على استرضاء السعوديين ووراءهم الكنز الخليجي، وحريصة كذلك على طمأنة مصر التي دمرتها إدارة أوباما، بفعل سوء التصرف مع نظام مبارك وتهيئة المنصة للاخوان المسلمين، وإدارة ترمب كذلك حريصة على ترشيد علاقتها الاستراتيجية المحسومة مع اسرائيل ، واذا كان في الامر بعد ايراني واقليمي فالشأن الفلسطيني لابد وأن يتأثر بالتعبئة الإسرائيلية والطلبات التعجيزية التي لا يكف نتنياهو عن تقديمها كشروط لمجرد الحديث مع الفلسطينيين أولا.

سيدخل ترامب في عملية ترميم وصيانة العلاقات مع الحلفاء من مدخل محبب ومقنع للجميع، هو الامن الإقليمي ، ومصطلح الامن الإقليمي يحدده هدف مشترك يسعى ترمب الى جمع الحلفاء حوله.

في قلبه محاربة الإرهاب، وتحصيل حاصل تطويق ايران وتقليم اظافرها، وفي هذه الصورة الواضحة والتي تعمل إدارة ترمب بنشاط ملحوظ لتظهيرها.. أين تقع المطالب الفلسطينية المحقة ولكن المحدودة الأوراق المتداولة في اللعبة؟

استنتج ان ترامب سيمنح عباس أذنا صاغية لشكواه المحقة ومطالبه العادلة، وقد يقول كلاما طيبا ومشجعا، مثل التلميح او التصريح بتأجيل نقل السفارة الى القدس، والاستعداد لرعاية انطلاقة جديدة لمفاوضات مفتوحة الى اسقف ولا شروط، وسيترك لصهره ولمبعوثه أمر الاشتراطات التي يتعين تلبيتها لاستمرار أمريكا في رعاية المفاوضات، وقد نشرت حديثا هذه الاشتراطات منسوبة الى مصادر في الإدارة، مع ان المبعوث الرئاسي الأمريكي طلبها صراحة من كل من التقى به، وسيكون في الامر مغريات اقتصادية، وهذا هو ما تحبذه إسرائيل بديلا عن مغريات سياسية هي على غير استعداد لهضمها والتعامل الإيجابي معها، فماذا يمكن للفلسطينيين ان يحصلوا عليه اكثر من هذا؟

الفترة المقبلة ستشهد امتحانا للكفاءة الفلسطينية في التعاطي مع الخيارات الصعبة، وسيكون متعبا كثيرا الانتقال من أرضية الاشتراطات الحاسمة التي قال عباس انها مفتاح العودة الى المفاوضات، ليجد نفسه مضطرا للعودة دون كل ما تقدم من اشتراطات.

الوضع صعب ومعقد، والتعاطي بانفعال ونزق مع ما سيطرح سيزيد المأزق الفلسطيني عمقا واستحالة، والبيت الفلسطيني أساسا في حال يرثى لها قبل ترمب وبعده.
ستنجلي الأمور بعد عودة عباس من لقاءه، والى ان نصل الى هذه النقطة سيظل المنجمون يقرأون حركة النجوم وما تنبئ به.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...