أماكن اصطفاف ذوي الإعاقة ليست لهم
بقلم: ولاء حسن بالو
تخطيط المدن بشكل يتناسب واحتياجات المواطنين ركن اساسي من اركان مشاريع التنمية البشرية التي تتيح خلق بيئة أكثر جذبا واستشرافا، وليكون هذا التخطيط ناجحاً يفترض ان يتم بشكل مدروس يعتمد بالاساس على طبيعة المدينة وتضاريسها واحتياجات سكانها اضافة الى الخطط المدروسة بعناية للطرق والارصفة واماكن اصطفاف المركبات والمواصلات العامة، اضافة الى تخصيص مواقف للاشخاص ذوي الاعاقة والاخذ بعين الاعتبار المرافق العامة في مناطق المدينة المختلفة وسهولة الوصول اليها مثل المستشفيات والعيادات والبنوك والاسواق.
اغلب المدن الفلسطينية تعاني من مشاكل في عدد المواقف التي توفرها لسكانها وللزوار القادمين من المدن والمناطق الاخرى، حيث يشكوا المواطنون من عدم موائمة وكفاية المواقف بشكل يتناسب وعدد المركبات، وان وجدوها فعليهم بذل جهد لايجاد المكان المناسب دون مخالفة القانون، وهو ما يتطلب ايجاد حلول بديلة مثل توفير مواقف على حدود المدن والاستعانة بالمواصلات العامة بدلا من دخول المواطنين الى وسط المدن بمركباتهم الخاصة.
اما الاشخاص ذوو الاعاقة، فان توفرت اماكن الاصطفاف الخاصة بهم، تجدها محتلة من قبل غيرهم، او ان الوصول اليها صعب للغاية اما بسبب اماكن وجودها، او بسبب المساحة الضيقة للوصول اليها او حتى مساحة الاصطفاف غير المناسبة وارتفاع الرصيف بشكل يعيق حركتهم. واليك ان تتخيل درجة معاناتهم اليومية صيفاً شتاء وخاصة في طقس بارد نسبياً كطقس رام الله على سبيل المثال، او احتمالية تعرضهم لحوادث خلال محاولاتهم الاصطفاف او النزول من مركباتهم.
في كثير من الاحيان يضطر الاشخاص ذوو الاعاقة الى الخروج مبكراً للوصول الى اماكن الاصطفاف الخاصة بهم بسهولة، وقبل ان يحتلها الاخرون. اما المؤسسات فالاجابة دائماً حاضرة لديها "تم اعتماد مشاريع جديدة لإنشاء وحدات مواقف اظافية لتغطية احتياجات ذوي الإعاقة، الا ان مثل هذه الحلول في العادة تأخذ وقتاً طويلاً."
وتزداد معاناة الاشخاص ذوي الاعاقة في ظل غياب محاسبة ومخالفات رادعة لمنتهكي حقوقهم سواء في الوقوف في الاماكن المخصصة لهم او في توفير المؤسسات والمنشآت مواقف تتناسب والمواصفات العالمية، على ان لا تكون مجرد يافطة ومساحة يصعب الوصول اليها او الاصطفاف فيها.
من المؤسف جدا غياب المسؤولية التي تقع على عاتق إدارة المؤسسات بشكل عام والجهات المختصة تحديداُ وعلى رأسها البلديات لمعالجة هذا الأمر وإزالة العبئ الثقيل عن صاحب الإعاقة.
