مسيرة العودة هل تقرب صفقة تبادل للأسرى؟
الكاتب: ماجد سعيد
لم يكن حديث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في يوم الأسير الفلسطيني عبثيا عندما قال ان المقاومة لديها ما يحقق الحرية للأسرى ٬ فالحديث عن مفاوضات بين الحركة وإسرائيل عبر طرف ثالث وهي مصر حول صفقة تبادل محتملة اخذ في الآونة الأخيرة يتزايد.
لكن على الرغم من ان المعلومات تقول ان تل ابيب طلبت من القاهرة قبل نحو سنة التواصل مع حركة حماس بشأن ما لديها من جنود إسرائيليين او رفاة جنود ولم يتم احراز تقدم حتى الان في هذا الملف كما يقول مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي٬ الا ان مسيرة العودة وما احدثته من ارتباك في إسرائيل يبدو انه اخذ يدفع باتجاه إيجاد حل لمشاكل قطاع غزة لا سيما الحصار الذي لن ينتهي اذا ما حلت قضية الجنود او رفاة الجنود الذين في قبضة حماس.
اليوم يجري الحديث عن حل الرزمة الواحدة٬ وقف مسيرة العودة وابرام صفقة تبادل للأسرى بالتوازي مع رفع الحصار وتطبيق المصالحة الداخلية٬ لكن حماس ترى في نفسها انها الأقوى سياسيا خاصة مع مسيرات العودة التي ستصل اوجها في الخامس عشر من الشهر المقبل الموافق لذكرى النكبة٬ وان على إسرائيل ان ترضخ لطلبها سواء في رفع الحصار او اطلاق سراح من تريده حماس من الاسرى٬ وهذا سيعطيها نصرا معنويا يمكنها من تحسين شروط مفاوضاتها مع السلطة بشأن المصالحة التي ستكون حماس في غنى عنها بعد ذلك اذا لم ترضخ السلطة لشروطها.
حماس تشترط ان يطلق سراح ستين اسيرا من صفقة شالي ممن اعيد اعتقالهم من جديد واعادت إسرائيل لعدد منهم احكامهم القديمة٬ قبل الحديث في تفاصيل أي صفقة جديدة٬ واعتقد ان الحركة التي كانت صفقة شاليط أولى إنجازاتها في ملف الاسرى ستأخذ بالتأكيد العبر منها في أي صفقة مقبلة٬ ولهذا يقول احد الصحفيين الإسرائيليين ان المفاجأة لن تكون اليوم بإنجاز الصفقة وانما في فحواها وما تحمله من تفاصيل.
إسرائيل تعلم ان ملف الاسرى يشكل بالنسبة للفلسطينيين جرحا نازفا٬ لذلك فهي تمارس ساديتها فيه٬ وفي المقابل يتشبث الفلسطينيون بامل إتمام الصفقة عل الام تتمكن من معانقة ولدها٬ لكن يبقى هنا التساؤل عن مدى تجاوب إسرائيل مع مطالب حماس؟ فيما الإجابة فهي لدى كتائب القسام وحدها٬ فحالة من بيدها من جنود اسرائيليين ربما تجيب عن السؤال.
