النظام السياسي في غرفة الانعاش

الرئيس انسان، يمرض، ويتعافى، وسيغادر المشفى اليوم انشاء الله، لكن النظام السياسي الفلسطيني هو المريض الحقيقي، انه يحتضر، وهو في حاجة الى انعاش فوري قبل ان ينهار ويأخذنا في طريقه....
انتهى العمل بالقانون الاساسي للسلطة منذ الانقسام البغيض جدااااا، وتوقفت الانتخابات، وتجمد البرلمان، وجرى استحضار مؤسسات منظمة التحرير القديمة المتآكلة في محاولة لبث شيء من الحياة في نظام سياسي محتضر....
لكن مؤسسات المنظمة التي اعيدت الى الحياة الاصطناعية، لن تكون قادرة على الاجابة على سؤال انتقال السلطة، والسبب انها استدعيت من فوق ولم تنهض من اسفل، انها تابعة وليست متبوعة...
ضعف النظام السياسي يفتح الطريق الى استغوال الطبقة السياسية. السياسيون يقيمون، اليوم، التحالفات والاصطفافات، ويعدون للمرحلة القادمة. بعضهم يقسم اغلط الايمان بان فلان لن يأخذها الا على... وآخر يقسم بما هو اكثر...
عندما يتفكك النظام السياسي، فان كل شيء متوقع، بما فيها حرب الاجهزة والميليشيات والاغتيالات.. بما فيها تدخل دبابات الجيش الاسرائيلي التي ستنتشر في محيط كل مؤسسة من اجل "الاستقرار" لان اسرائيل "تخشى على امنها"..
هل يعقل ان الشعب العربي الفلسطيني، بتاريخه السياسي العريق، وتضحياته الكبيرة، وتجربته، غير قادر على بناء نظام سياسي عصري وآمن؟؟ 
والا، فهل نذهب الى الادارة المدنية، ونتوسل اليها؟ .فكما قال الشاعر، فان الذئب قد يكون ارحم من اخوتي... يا ابي...