الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

امرأة وراء أوباما

الكاتب: سما حسن

دخل الرئيس الأميركي السابق، أوباما أحد المطاعم مع زوجته، فتقدم صاحب المطعم من الزوجة وألح في الحديث معها على انفراد، وحين عادت من الحديث المنفرد سألها زوجها عمن يكون هذا الشخص، فقالت له إنه الرجل السابق في حياتها، فضحك أوباما وقال إنها لو تزوجته لأصبحت اليوم زوجة صاحب المطعم، فردت بهدوء بأنها لو تزوجت هذا الرجل لأصبح رئيس أميركا!

يبدو رد ميشيل مبهراً ومفحماً، فهي تؤمن تماماً بأن وراء كل رجل عظيم امرأة، ولولا أنها تؤمن بأنها السبب الأقوى وراء نجاح أوباما ووصوله لحكم أكبر دولة في العالم لما ردت بهذا الرد، فهي متأكدة أنها صنعت زوجاً مميزاً ورجلاً مميزاً، وأن بإمكانها أن تصنع أي رجل ليكون في مكان أوباما الرئيس.

الواقع المعيش يؤكد ذلك، والأمثلة البسيطة بعيداً عن الرؤساء كثيرة، فأمي رحمها الله كانت تردد مثلاً شعبياً فلسطينياً بأن الرجل جنة والمرأة هي البناء الذي يبني هذه الجنة ويعمرها، فالرجل يمكنه أن يجني المال ولكن المرأة تستطيع أن تدير المال وتعرف كيف تنفقه، والمرأة تستطيع أن تغزل بأي شيء لو لم تتوفر لديها أدوات الغزل والخياطة.

كم من الزوجات أحلن حياة أزواجهن لنعيم، وكم من زوجات جعلن حياة أزواجهن عذاباً، وجعلن الفرار من البيت نجاة، وكم من زوج دخل السجن بسبب الديون، وكم من زوج دخل باب العظماء والمشاهير والأثرياء بسبب اقتصاد وتدبير الزوجة وحكمتها وحسن تصرفها.

وفي الأمثلة البسيطة من حياتنا: كم بكت عيون النساء بسبب غدر الأزواج، وكم من مرة سمعنا ورأينا بأن مكافأة نهاية الخدمة بالنسبة للزوجة التي أهدرت عمرها وصحتها من أجل بيتها وزوجها هي الزواج بأخرى شابة تعيد للرجل شبابه.

الأمثلة كما نقول كثيرة، والنساء اللواتي يرفعن الرجال ويقابلن بالوفاء قليلات، والنساء المخذولات أكثر، فما المطلوب من الرجال العرب، وما الذي نطلبه من النساء العربيات؟ هذان سؤالان في جملة أسئلة صعبة، ولا يمكن أن نتوقع أن زوجة تستطيع بسهولة أن تصنع من زوجها رئيساً، وفي نفس الوقت تخرج من البيت الأبيض دون غنائم من مجوهرات وسيارات وثياب، فنحن أمام معادلة صعبة، أمام امرأة تريد أن تصنع رجلاً عظيماً ويبقى كذلك حتى خارج أسوار البيت الأبيض، امرأة لا يهمها أين تعيش بعد انتهاء الفترة الرئاسية، ولكنها بكل ثقة تعرف أن زوجها سيبقى رجلاً مميزاً في أي مكان وأي عمل وتحت أي منصب أو مسمّى.

نرجع للقول إنها معادلة صعبة وإن المرأة التي تستطيع بكل ثقة أن تحول صاحب مطعم إلى رئيس دولة هي عملة صعبة أيضاً، فالنساء للأسف وفي شريحة واسعة منهن لا يردن من الرجل سوى أن يعمل ويعمل ليجلب المال، ما يسبب انهيار البيت وتباعد الأبناء وتشتت العائلة، وغياب أو موت الحب، فالإمساك بمنتصف العصا من أصعب الأمور التي تقدر عليها المرأة، فأي امرأة تستطيع أن تصنع رئيساً وتحافظ على بيتها وسلامة أركان حياتها الزوجية، وتثق وبكل غرور بأن المنصب لن يهز زوجها حين يتركه، هذه الأمثلة قليلة ونادرة، وزوجة أوباما كان من الممكن أن ترد رداً آخر لو كانت زوجة عربية في الموقف ذاته، ولكنه لن يكون رداً صادقاً، ولا عميقاً ولا يحمل سوى المجاملة وتسيير الأمور مع زوج "بصباص" ربما يطير لامرأة أخرى في أي وقت.

توقعت رد امرأة أخرى غير زوجة أوباما لو قال لها زوجها ما قاله أوباما لميشيل، ولأن الزوجات في غالبيتهن أصبحن لا يرغبن سوى برجل يجلب المال، ولا يرغبن برجل طموح لا يحركه المال بل هو الذي يحرك المال، فما بال الطلاق قد كثر لأن كل زوجة تعتقد أنها تزوجت صرافا آليا لا ينضب ماله، ولا تفكر بأن الزوج أرض زراعية متى زرعتها بالحب والحنان والتضحية ستنضج وتثمر أفضل الثمار، لا يمكن أن يحدث هذا أبداً، لا يمكن أن تكون كل النساء مثل زوجة أوباما في ردها على زوجها وهي تثق، هي امرأة واثقة وهذا يكفي......

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...