الشكوى لغير الله

الكاتب: د. موسى عليان

ما ان تطأ قدماي ارض البلاد، حتى اسمع الناس يشكون ويشكون من اوضاعهم المعيشية، رغم ان مستوى البعض منهم لا بأس به. هذا الشيء جعلني افكر كثيرا واتساءل عن سبب هذه الشكوى من الحياة وهل لها مبررات... ولكي لا ادخل في مقال انشائي طويل ولكي اوفر الوقت على القاريء، وضعت الاحتمالات التالية عن اسباب الشكوى:

١- ان الشكوى هي عادة اجتماعية مستأصلة ولا يمكن محوها.

2- انهم بذلك يدرؤن عين الحسد اذا ما عرف الناس حقيقة أوضاعهم٨، فشعبنا محافظ له موروثات قديمة.

3- بسبب الاحتلال الغاسم وعدم فهم سياسة السلطة الفلسطينية والفساد فيها.

4- انهم حقا يعانون من ظروف الحياة، او على الاقل في احد مستوياتها، فمثلا اذا كان وضعهم الاقتصادي جيدا، الا انهم تنقصهم الحريات مثلا او الشعور بالامن....الخ

5- انهم غير سعداء وغير قنوعين بالاصل ودائما يقارنون انفسهم بالغبر، وبالتالي لا يمكن ان يكونوا راضيين عن حياتهم مهما تحسنت.

6- يرغبون القيام بدور الضحية لان هذا الشعور يريحهم ولا يجعلهم يمارسون النقد الذاتي.

7- عجزهم عن تغيير نمط وطريقةالحياة التي يحلمون فيها بسبب جملة من الاسباب.

8- ان الشكوى اسلوب في بدء الحديث والتواصل مع الاخرين وكسر حاجز الصمت، كالطقس مثلا.

9- بسبب التناقض الثقافي في حياتهم، فهم يتعرضون باستمرار الى رسائل اعلامية ذات محتوى متباين جدا، مثلا افلام وبرامج غربية متحررة، وفي نفس الوقت رسائل دينية تنذرهم باشد العقاب، مما يجعلهم في وضع مشوش وقلق وتوتر.

10- القسوة التي يعاملون بها بعضهم البعض، كالحسد والحقد والاستغابة....الخ لدرجة انهم فقدوا الثقة بانفسهم وبمن حولهم، وفي نفس الوقت لا يساعدهم احد كي يفلتوا من هذه الدائرة الجهنمية التي يعيشون فيها.