الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:38 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

.. جي ؟

الكاتب: حسن البطل

مسبقاً، استبعدوا علاقة العنوان أعلاه بمؤتمر قمة لاساكا G20 (حضرته 37 دولة) للدول العملاقة اقتصادياً. له علاقة بمهن اقتصادية زائلة أو آفلة، مثل مكوجي، عربجي، بويجي، كندرجي.. فهذه اللاصقة اللاحقة جزء من ميراث التركية في العربية.

صار لـ «مكوجي» القرية غسالة أوتوماتيك، ثم مكواة على البخار، ثم غسالة على الناشف. انقرضت مهنة الحنطور(جي) أو «العربجي».. (ربما سوى في المناسبات الملوكية الإنكليزية). لا أعرف متى غربت مهنة «البويجي» في رام الله، لكن ـ فيما أعرف ـ هناك دكانة «كندرجي» وحيدة في ساحة المنارة، وفي ميدان ياسر عرفات المجاور، هناك «دكانة المدخّن». وفي أول شارع ركب ـ الرئيسي، وهي الأخيرة في الشارع، بسطة على الرصيف لعلب الدخان، والمناديل الورقية، والعلكة.. وما شابه. أما دكانة أخرى لـ «أبو خالد» تبيع كراكيش وخردوات بيتية، فقد رفعوا مكانها عمارة ذات سبعة طوابق.

الدكاكين العتيقة جرى تحديث بضائعها قليلاً أو كثيراً، لكن صارت تسمّى «ميني ماركت»، والأكبر «سوبر ماركت».. والأكبر «مول» وسنصل إلى «كانيون» مثل إسرائيل. في تونس يدعونها «مفازة» من مخازن.

مع هذا، صدفة عثرت على ماكينة حلاقة أبي وجدّي المعدنية في دكانة برام الله ـ التحتا تجاورها دكّانة أكبر صارت «ميني سوبر ماركت». لكن لا تبيع ماكينة حلاقة أبي وجدّي. ما وجه المفارقة بين دكانتين متجاورتين، عتيقة يملكها عجوز واحد، وحديثة يديرها شباب؟

لما اشتريت تلك الماكينة المنقرضة، المزدوجة بشفرة «ناسيت» أعاد لي صاحب الدكّان نصف شيكل.. في دكانة قريبة أشتري قنّينة ماء كبيرة بسعر 2,5، وليس 3 شواكل في الـ «ميني» والـ «سوبر ماركت» اشتريت من دكّانة خضار وفواكه حبّة «أفوكادو» كبيرة بـ 8 شواكل، وتعلّل البائع أنها «آخر الموسم». لم أسأله لماذا لا يعيد لي فراطة من نصف شيكل مثلاً. دكّانة خضار وفواكه أخرى تسامحني إن كانت فراطة جملة مشترياتي كذا شيكل.. وكذا فراطة أقلّ من نصف شيكل، وإلاّ عليّ دفع شيكل كامل إن زادت الفراطة على نصف شيكل!

لعملة الشيكل المعدنية خمس مفردات في إسرائيل، وأربع أو ثلاث في فلسطين التي لا تتعامل مع عملة العشر أغورات، ونادراً مع نصف الشيكل، وللعملة الورقية أربع مفردات 20- 50 – 100 – 200 .. والحبل على الجرّار.

تبقى بضائع مشتركة في الدكاكين القديمة لأصحابها من العجائز، وبين دكاكين «ميني» و»سوبر ماركت».. إلخ، لا تعدو عن المناديل الورقية وزجاجات الماء، والمعلّبات، وأكياس مقرقشات البطاطا والبقوليات، وأما هذا «المول» فهو سوق للشروات الكبيرة «بيغ شوبنغ» والبيع بالفراطة والبنكنوت، و»الفيزا» و»الماستر كارد» والتخفيضات الموسمية، والتبريد صيفاً، والتدفئة شتاءً!

انقرضت مهنة الـ «عربجي» وتطورت مهنة الـ «مكوجي»، وأَفَلَتْ مهنة «الكندرجي» و»البويجي».. وسبقتهم إلى الزوال مهنة رفو الملابس أو «الرثّا» في زمن الملابس من الخيوط التركيبية، وزمن موضة سراويل الجينز المرقّعة والممزّقة.. وأمّا محلات الخياطة فصارت في معظمها تفصّل قليلاً الملابس الجديدة، وتعدّل كثيراً الملابس الجاهزة.

ما الذي تغيّر، أيضاً؟ زمان كانوا يقولون: «دكاكين سياسية».. والآن يتحدثون عن كتل اقتصادية وحروب تجارية، بدل معسكرات سياسية أو أيديولوجية، وحتى أحلاف عسكرية.

محلات الحلويات الشرقية تبقى محلات، وأما الحلويات الغربية فصارت تسمى «باتيسيري»، والمقاهي الشعبية صارت كافتيريات باذخة.. لكن في أيام الجمع بخاصة، ترى في رام الله ـ التحتا طوابير الصباح أمام مطاعم الحمص والفول والفلافل، وعلى مدار اليوم وأيام الأسبوع لا تخلو محلات «الشاورما» من زبائن.

«نداء أخير» !
أنا الفلسطيني المولود في حيفا أضُمّ صوتي إلى «نداء أخير» للبناني إلياس خوري حول جهود ترميم وإعادة بناء «القائمة المشتركة» العربية. خلال عشرة أيام، ستنتهي مهلة تشكيل قوائم الأحزاب المتنافسة في انتخابات الكنيست. هاكم فحوى البيان:

«تابعت، في البداية، ضرورة استعادة «القائمة المشتركة» بشغف، وسرعان ما تحوّل الشغف إلى سأم، والآن نحن على عتبة الشعور بالاحباط واللامبالاة.
«تفاصيل الصراعات على المواقع تثير السأم، ووصول هذه الصراعات إلى مرحلة الشلل، هو تعبير عن أن المرض الذي أصاب الجسم السياسي الفلسطيني في الضفة وغزة، وصل إلى الجليل والمثلث والنقب (...)

«هذا النداء مُوجّه، أساساً، إلى الرفاق في الجبهة والتجمُّع أولاً، لأن عليهما تقع مسؤولية إنقاذ «المشتركة» من التهافت، وإعادة الموضوع إلى الموضوع (...) المواقع في القائمة لا أهمية لها.

«أوقفوا هذه المماحكة وانصرفوا إلى العمل قبل أن تصير استعادة ثقة الجمهور بهذه القيادات مستحيلة».

اضيف: لماذا الأحزاب الإسرائيلية أشطر من تلك العربية في مجال التحالفات الانتخابية؟!

من هو سائق الحنطور، وركابه.. ومن هو الذي يتعلّق بمؤخرة العربة.. «يا عربجي كرباج.. ورا.. ورا»!

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...