الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

التحول الى التعليم الإلكتروني..هل يخلق إبداعاً ام مزيداً من التلقين؟

الكاتب: محمود حوامدة

لقد جاء انتشار فيروس كورونا (COVID-19) محفزاً للمؤسسات التعليمية في جميع أنحاء العالم للبحث عن حلول مبتكرة في فترة زمنية قصيرة نسبيًا، بعد أن كان التغيير في هذه المؤسسات يسير بوتيره بطئية جداً، سواء من حيث طرائق التدريس أو المناهج الدراسية. ففي شهر شباط المنصرم بدأ الطلاب في هونغ كونغالتعليم في المنزل عبر تطبيقات تفاعلية للمساهمة في التقليل من انتشار فيروس كورونا، وتبعتها الصين في توفير التعليم لأكثر من 120 مليون طالب من خلال البث التلفزيوني المباشر. وبالمثل بدأ الطلاب في جميع المدارس في معظم دول العالم في التحول الى التعليم عن بعد كخيار لا بديل عنه لاستمرار العملية التعليمية، وقد أطلق عل هذا التحول مسميات عديدة ما بين تعليم عن بعد وتعليم الكتروني وتعليم، وتنوعة الأدوات والتطبيقات التكنولوجية التي تختلف ما بين دولة وأخرى ومؤسسة وأخرى حسب الإمكانيات والبنية التحتية، كل ذلك ليس مهماً!

المهم، هل يمكن لهذا الانتقال أن يقود الى الابداع في التعليم؟ 

في إحدى المدارس اللبنانية التي اضطرت إلى استخدام التعليم الالكتروني في هذه الأزمة، قام الطلاب بتصوير وإرسال مقاطع الفيديو الخاصة بهم عن التدريب الرياضي إلى معلميهم كجزء من الواجب المنزلي، وقد علق أحد أولياء الأمور على ذلك قائلاً: " بينما استغرق التمرين الرياضي بضع دقائق، أمضى ابني ثلاث ساعات في تصوير الفيديو وتحريره وإرساله بالتنسيق الصحيح إلى معلمه". هذا الواجب المنزلي الذي كان نتاج استخدام التعلم الالكتروني قد دفع الطلاب إلى تعلم مهارات جديدة قائمة على الابتكار والإبداع. يقول أحد المعلمين في ولاية ميريلاند الأمريكية بعد تفشي فيروس كورونا وإغلاق المدارس هناك، بأن الطلاب الأذكياء الذي لا يحبون الصفوف المدرسية التقليدية قد أصبح بإمكانهم التعلم بشكل أفضل وإظهار إبداعتهم، وعلى الجانب الآخر هناك أيضاً الطلاب الضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة الذي يوفر للمعلم القدرة في التعامل معهم بشكل فردي، وتنمية مهاراتهم التي لم تكن ممكنه خلال تعلمهم داخل الصفوف التقليدية مع اقرانهم من الطلاب العاديين.

لا يقتصر هذ التحول الإيجابي على الطلاب فقط، فالمعلم أصبح لديه القدرة على الابتكار من خلال إعداد الخطط الدراسية التي لن تكون تعليمية للطلاب فحسب، بل لديها القدرة على إبقائهم مندمجين في الدرس خارج بيئة الفصل الدراسي التقليدية. قد يعاني المعلمون الذين يعملون لمساعدة طلابهم في تحقيق أهدافهم في بيئة التعليم الالكتروني، ولكن الواقع المشترك لسياق التعليم الفردي هو أن التدريس أقل أهمية بكثير من التركيز على ما إذا كان الطلاب يتعلمون. 

إن التعليم عن بعد سوف يدفع المدرسة الى التفكير في طرق أكثر شمولية لتقييم الطلاب من الاختبارات التقليدية، بالإضافة إلى أن الصورة سوف تكون أوضح عن الكيفية التي يمكن أن يلعب بها أولياء أمور الطلاب دورًا عمليًا في التحصيل الأكاديمي لأبنائهم.وقد يمتد هذا التأثير الإيجابي الى الأسرة في التعرف على الكيفية التي يتعلم بها أبنائهم، وبالتالي المساهمة في اكتشاف قدارتهم ومواهبهم خلال الحجر المنزلي. 

لقد أكدت جميع الدراسات التي تناولت التعليم الالكتروني بأنه وسيلة من الوسائل التي تدعم العملية التعليمية، وتنقلها من طور التلقين إلى طور الإبداع والتفاعل وتنمية المهارات ويجمع هذا اللفظ كافة الأشكال الإلكترونية للتعليم والتعلم. كما كَشفت إحدى الدراسات التي أجراتها وزارة التربية والتعليم الأميركية عام 2008 لتقييم كلا التعليمين التقليدي والإلكتروني؛ أن التعَلّم عن بُعد يتفوق على التعليم التقليدي داخل الفصول الدراسية، وأكدت الدراسة أن السبب الرئيس في ذلك هو توفير التعلم الإلكتروني الحاجة الحقيقية للطلاب، إذ يُقدم خبرات التعلم الأكثر ملائمة لهم بشكل فردي، وهو ما لا يوفره التعليم التقليدي من خلال الفصول الدراسية. وبالتالي، فإن التعليم الالكتروني يجب أن لا يكون أداه لنقل التعليم من التلقين داخل الغرف الصفية إلى التلقين من خلال منصات التعلم الالكتروني. فهناك العديد من المهارات الإبداعية والرقمية التي يمكن تطويرها من خلال النوع من التعليم، وخاصة بأنه سيتم التوجة الى الاستثمار بشكل أكبر في التقنيات الحديثة كتجارب الواقع الافتراضي والواقع المعزز والخبرات التعليمية الشخصية.

في دراسة بحثية أجراها مجتمع "Global Shapers" قبل ظهور جانحة فيروس كورونا على 25 ألف مشارك من الشباب من مختلف أنحاء العالم، فإن التعلم الإلكتروني لم يعد البديل للتعليم التقليدي ، بل يُعتبر هو المستقبل في مجال التّعْليم كله نظراً لزيادة عدد الطُلاب الذين يدخولون إلى عالم التعلم عن بُعد، والالتحاق بالمساقات عالية الجودة من خلال الإنترنت. وسيزداد هذا التوجه بعد ظهور فيروس كورونا ويجب على المؤسسات التربوية وذوي الاختصاص أستثمار ذلك في استثارة الجوانب الابداعية في العملية التعليمية، وان لا ننتقل من تلقين داخل الغرف الصفية الى تلقين إلكتروني.

 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...