الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:32 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:21 PM
العشاء 8:42 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

نصيحة مجانية

الكاتب: شادي زماعره

تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي اليوم من أهم وسائل الاتصال الجماهيري في العالم؛ بما أتاحته من تعدد أساليب النقل والوصول، واختلافها، بميزة المجانية، التي لم تكن متاحة سابقا، مما جعل المواطن مرسلا للرسالة؛ يكتب، وينشر ما يريد عبرها، دون قيود أو حدود أو حواجز، فأصبحت هذه الوسائل متنفسا للتعبير عن الرأي والتوجه في مختلف القضايا، ومساحة لا يستهان بها للتأثير.

ولكن العديد من الشخصيات والمؤسسات لا تعترف بهذه المساحة، ولا تقبل أن تتعاطى معها، بل وتمنع المواطن من الكتابة والتعبير والشكوى عما يزعجه على صفحاتها. وتتكرر الأمثلة اليومية التي تشكل دليلا على هذا التوجه، من اعتراض هذه الجهات على منشورات مواطنين أو ناشطين مجتمعيين، ينتقدون تصرفات معينة، فيتقدمون ضدهم بشكاوى رسمية، أو تبدأ اتصالات حثيثة تهدف إلى إزالة المنشور أو التعليق، وغيرها من التصرفات المقيتة التي يمكن تصنيفها في خانة تقييد حرية الرأي والتعبير، علما بأن التزام الناشر بآداب النشر وأخلاقياته، يمنحه حق النشر والنقد؛ ما دام على حق، وما دامت القضية ذات أهمية شخصية أو عامة.

هي رسالة ونصيحة، أوجهها لكل مسؤول أو جهة رسمية أو غير رسمية، ولكل شخص يتعرض للنقد عبر وسائل التواصل الاجتماعي: إن توجيه النقد لك، وتقبلك له، ليس عيبا فيك، ولا حراما على الناقد. والتعاطي مع الجمهور يرفع قدرك وقيمتك. ويمكنكم أن تتقبل رأي الآخرين بك على قاعدة الاستماع لهم، ومتابعة آرائهم ومنشوراتهم. لأنك بالتأكيد لست معصوما عن الخطأ والنقد؛ فإذا كان الناقد على حق، لا تتكبر على الاعتذار، واعمل مباشرة على حل المشكلة، وقدم شكرك لمن لفت نظرك إلى أي عيب لتتفاداه، وبنفس الطريقة التي أثيرت بها القضية.

إن الجهات والشخصيات التي تمارس الضغط لمنع المواطن من التعبير عن رأيه، وإن عبر عنه تمارس عليه أشد الضغوط حتى تجبره على إزالة ما كتب، هي ذاتها التي تمارس الترويج لنفسها، وتريد من الجميع أن يصفق لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ بحيث تتحول إلى مساحة لها لإبراز العضلات والإنجازات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

يجب أن نتوصل إلى قناعة بأن لوسائل التواصل الاجتماعي اليوم أهمية وتأثيرا كبيران جدا على الناس؛ فمن منا لا يملك حسابا عليها، ولا يتابعها، ولا يستقي أخباره منها؟ لذلك فإن التعامل معها في دوائر المسؤولين والمؤسسات يجب أن يكون فنا وموهبة، وإذا لم تمتلكهما الدائرة المحيطة بالمسؤول الذي يتعرض للنقد، فإنها ستسيء له، ولو كان لهذا المؤول مستشار أمين يعلم بأهمية وسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية التعاطي معها، لكانت الردود والمواقف مختلفة. وكم من مسؤول تقبل النقد وطبق القاعدة أعلاه فارتفعت شعبيته وزادت محبته بين الناس!

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...