الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:02 PM
العشاء 8:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

عن الانتخابات مرة أخرى

الكاتب: صادق الشافعي

 

 

السبت الماضي كان مقالي عن الانتخابات بعنوان «يا صبر أيوب» أرسلته الى هيئة التحرير، كما يجب، بعد ظهر الجمعة وقبل صدور مراسيم الانتخابات مساء ذلك اليوم.


لست الوحيد الذي يكرر الكتابة حول الانتخابات ولا أظن انها ستكون المرة الأخيرة لي ولغيري.
احدى فقرات مقال الأسبوع الماضي قالت:
«بهذا تبدو الانتخابات وكأنها هدف قائم بذاته، لا علاقة له بما قبله، ولا هي، وهو الأهم في حالتنا بالذات، مقدمة ضرورية ولازمة لإصلاح ثم إعادة ترتيب وتوحيد ما بعده، وبهذا يبقي الحال ما بعد الانتخابات بأسئلته الكبرى محمولاً على أجنحة القلق والخوف...».
واكتفى المقال المذكور بإيراد خمسة من تلك الأسئلة الكبرى وكلها تتعلق بحال الانقسام في الحكم والتمثيل والمؤسسات والأجهزة.
بعد أسبوع من صدور المراسيم، وكل الجدل الذي دار ويدور حولها وحول الانتخابات فان الفقرة المقتطفة من المقال السابق ومعها اسئلتها الكبرى ما تزال صحيحة وحقيقية.


يؤكد ذلك عدد من الملاحظات الأساسية:
* الأولى، غياب أي حديث جدي وبأي مستوى عن الأساس السياسي الذي ستقوم عليه الانتخابات، وهو امر جوهري بعد كل الجدل الخلافي الذي يصل حد الاتهام المتواصل حول «برنامج أوسلو» والتنسيق الامني واتفاقاته الأخرى، وحول الحل السياسي ومشاريعه ومفاوضاته وأهدافه، وحول طبيعة العلاقة مع دولة الاحتلال و..و..


محمود العالول نائب رئيس حركة فتح أكد على هذا الامر حين قال «ان حوارات الفصائل المرتقبة في القاهرة ستخصص للانتخابات فقط، ولن تناقش أي ملفات أخرى، ولا علاقة لها بالمصالحة».


وفايز أبو عيطة امين سر المجلس الثوري لحركة فتح اكد نفس المحتوى حين قال «ان الانتخابات لن تنهي الانقسام لكنها خطوة هامة... ان لقاء القاهرة سيناقش آليات الانتخابات وسيتمخض عنه ميثاق شرف لاحترام نتائج الانتخابات».
التنظيم الوحيد الذي أثار غياب هذا الأساس بجدية كانت الجبهة الشعبية، دون ان تقرر هيئاتها القيادية بعد مشاركتها بالانتخابات من عدمه إذا استمر غيابه.


*  الثانية، ضبابية الموقف حول انتخابات القدس، مع رائحة استعداد لتعامل «واقعي!؟» مع هذه المشكلة في حال استمر رفض دولة الاحتلال لإجراء الانتخابات في القدس ولم تنجح معها الوساطات الدولية، كما هو متوقع وبقوة.
حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات المركزية قال «لا ضمانات لإجراء الانتخابات في القدس المحتلة حتى اللحظة»، لكنه يأمل ان تجري من خلال ضغوط محددة.
وأضاف «هناك خطط بديلة نحتاج الى بحثها مع الفصائل... إذ يجب ان يتمكن أهالي القدس من المشاركة في الانتخابات».


* الثالثة، عدم حصول أي حراك وطني حول الانتخابات بذاتها تأييداً ودعماً للفكرة بحد ذاتها، والأهم المرجو من ورائها، وهو ارتباطها بالعناوين التي تحتل المكان الأول في اهتمام الناس، بما يغني العملية الانتخابية ويكسبها بعدها الجماهيري الاوسع.


لم يحصل الحراك على أي مستوى مجتمعي (قيادات محلية، اتحادات شعبية جمعيات رجال أعمال ....الخ) ولم يتم الإعلان عن الدعوة حتى على مستوى الهيئات الوسيطة في التنظيمات ( مجلس شورى، مجلس ثوري، لجنة مركزية....).
الشيء الوحيد الذي يتم الحديث عنه هو النية لعقد اجتماع في القاهرة للأمناء العامين لفصائل النضال الوطني برعاية مصرية وبمحتواه العملي المحدد المتعلق بالانتخابات، كما تمت الاشارة.


إذاً لماذا هذا التمسك والحماس للذهاب الى الانتخابات كهدف قائم بذاته بتجاهل للأسئلة الحراقة الكبرى التي تفرض نفسها فوراً بعد الانتهاء من فرز الاصوات والمرتبطة بعنوان المصالحة وإنهاء الانقسام.


يمكن تفسير موقف السلطة، وعمودها الفقري حركة فتح، بالرغبة الصادقة في:
- اعادة تجديد وترتيب وتفعيل ودمقرطة اجهزة السلطة الوطنية وتفعيل الحياة الداخلية فيها.
– التجهز والاستعداد للتعامل مع مرحلة الرئاسة الاميركية الجديدة بعد ان زال كابوس إدارة ترامب وما تحمله الإدارة الجديدة من احتمالات لحركة سياسية دولية أكثر واقعية تجاه القضية الوطنية الفلسطينية وأقل سفوراً في انحيازها لدولة الاحتلال، ومع توفير درجة مناسبة من القبول الجماهيري لهذه الحركة.


إذا كان يمكن تفسير موقف السلطة بهذا الشكل فكيف يمكن تفسير موقف حركة حماس؟
التفسير الوحيد الذي تبناه وكتبه البعض هو سعي حركة حماس لاكتساب شرعية إقليمية ودولية، وهو الشيء الذي ما زال أكثر ما تفتقده حماس رغم ما حققته من حضور على الأرض وما بنته من تحالفات لكنها لا تغني ولا تسدّ عن غياب تلك الشرعية.


ولا بد من الملاحظة في هذا المجال الدور النشط الذي تلعبه دولة مصر ومعها الأردن بالدرجة الأولى ثم دول أخرى في تقريب العلاقة والتعاون بين السلطة و»حماس» من جهة، وفي التحضير لدور أفضل وأقوى للسلطة في أي عمل سياسي قادم وفي أي مبادرة ومفاوضات لحل سياسي مع توفير درجة من التفهم والقبول له من حركة حماس.


ما زال هناك وقت كاف لمعالجة الملاحظات الأساسية المشار اليها والوصول الى اعلى درجة ممكنة من التفاهم الوطني حولها، وأيضا حول قضايا الانقسام المركزية.


يشجع على ذلك ويؤكد امكانية النجاح فيه توفر مناخ سياسي وجماهيري على درجة من الإيجابية والتقبل أفضل من أي وقت مضى.
لماذا لا يكون اجتماع القاهرة بداية لورشة عمل مفتوحة لتحقيق ذلك بدلاً من ان يبقى منفرداً بذاته ومعزولاً عما بعده.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...