الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:02 PM
العشاء 8:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

أيارنا هذا نكبوي ونكسوي معاً؟

الكاتب: حسن البطل

لم يكن في بال القائل: «نيسان أقسى الشهور» أن يكون ختامه انتكاسة للديمقراطية الفلسطينية في تأجيل الانتخابات، ومن ثم يسلمنا نيسان القاسي إلى أيار النكبوي. لكم أن تتخيلوا كيف كانت ستتزركش الميادين والحيطان ومفارق الطرق ـ لولا انتكاسة آخر نيسان ـ بحملة الدعاية لـ 36 قائمة انتخابية في سباق الانتخابات الثالثة.
شعبنا في الشطر الغربي من بلادنا كان في كل نيسان، حسب النكبة في روزنامة الشهور اليهودية، يذهب إلى القرى المدمّرة والمهجّرة، كما يذهب في كل أيار حسب، روزنامة الشهور الميلادية، حاملاً أعلام البلاد، وهتاف وشعار: استقلالهم نكبتنا».
بدلاً من أن نذهب، أيار هذا العام، إلى صناديق الاقتراع للتشريعي الثالث، قد نذهب إلى تظاهرة تبدأ في ساحة المنارة، وتسير إلى المقاطعة، التي اتخذت قرار التأجيل والانتكاسة، وسيكون على لجنة الانتخابات المركزية، إن طال التأجيل ولم يزمن عملياً إلى الإلغاء، أن تبدأ الشوط الديمقراطي من أوله: تحديث السجل الانتخابي، فالطفل الذي كان في الحضانة العام 2005، صار ناخباً في العام 2021!
في انتخابات التشريعي الأول، قال إسرائيليون، إن ديمقراطية ثانية فلسطينية تولد، باعتبار أنهم أصحاب الديمقراطية الأولى، فهل انتكست بعد تأجيل انتخابات التشريعي الثالث، أم أنها وُئدت كما يدعي المتشائمون؟
منذ ذلك الحشد الاحتفالي بنصف قرن على النكبة الأيارية، حيث وقف عرفات ودرويش تحت النخلات الستّ في ساحة المنارة، قامت اللجنة الوطنية لإحياء النكبة بتزنير أعمدة الإنارة بأسماء القرى المنكوبة، تدميراً وتهجيراً ... وإلى هذا العام      الـ 73 للنكبة لا تزال تزنّر أعمدة الإنارة في مدينة رام الله بالذات.
في ساحة نيلسون مانديلا، هناك على عمود إنارة مزنّر بعبارة «الخالصة.. سنعود يوماً» فتساءلت: لماذا لا يكون الاحتفال المركزي النكبوي في تلك الساحة الرحبة، التي تتسع لجماهير غفيرة، بدلاً من ساحة الأسود الأربعة الضيّقة، وذات عجقة سير السيارات، كما ساحة الساعة ـ المغتربين، التي سُمّيت ساحة ياسر عرفات؟
في الشطر الشرقي من البلاد، كما في شطرها الغربي، يرفعون أعلام البلاد، وأسماء القرى الـ 450، لكن مسيرات اللاجئين في الشتات العربي، سورية مثلاً، كانت في فيها النساء تسير صامتة متّشحة بالسواد، في كل أيار النكبوي.. حتى العام 1965.
سيظلّ صاحب ذلك التمثال العملاق يرفع قبضته، و»يتعربش» الأطفال جلوساً على أقدامه، كما ستظل عبارته محفورة في البال: جنوب أفريقيا لن تصير حرة ما دامت فلسطين غير حرة.
بعد أن صار مانديلا أول رئيس لجنوب أفريقيا الحرّة، زاره قائد فلسطين، وحمل واحداً من أحفاد مانديلا.. وأيضاً، كانت صورة حميمية حيث جلس القائدان، وقد خلعا الحذاء، على كرسيين متجاورين. جنوب أفريقيا تحرّرت من «الأبرتهايد»، وفلسطين مهددة به!
سيمرّ «أقسى الشهور» بوصفه انتكاسة للديمقراطية الفلسطينية، كما سيمرّ أيار النكبوي، وفيما تبقّى من العام الـ 73 للنكبة ستمر كذلك لعبة شدّ الحبل وعضّ الأصابع مع إسرائيل، حول التصويت المقدسي الذي يختلف عمّا كان عليه فيما سبق من تصويتات، منذ اتخذ رئيس السلطة موقفاً قاطعاً وحاداً من «صفقة العصر» ومكانة التصويت المقدس فيها.
قبلت لجنة الانتخابات المركزية أوراق ترشيح 36 قائمة، ورفضت قائمة واحدة فقط، ومن هنا حتى نهاية هذا العام سنرى هل ستتغير خارطة القوائم، أم ستبقى كما هي؟ وهل ستذهب حركة فتح بثلاث قوائم، أم تتجمع في قائمة واحدة؟
منذ صدرت مراسيم الانتخابات الثالثة على ثلاث مراحل: للتشريعي ورئاسة السلطة والمجلس الوطني، انقسم الجمهور الفلسطيني بين متفائل ومتشائم، وانتهى اجتماع القيادة آخر نيسان إلى قرار هو حالة من التشاؤل، أو التأجيل.. هذا إن لم يتأجّل التأجيل، وأجريت الانتخابات الثالثة قبل انعدام العام 73 للنكبة.

المدينة الثانية؟
في حقبة السلطة، أقيمت أول مدينة جديدة فلسطينية في الضفة، منذ قرون عديدة، هي مدينة روابي العصرية، لكن منذ النكبة العام 1948، لم تسمح إسرائيل بإعادة إسكان أو بناء قرية مهجّرة أو مدمّرة واحدة، كما لم تسمح ببناء قرية جديدة أو مدينة جديدة لقرابة مليوني فلسطيني في إسرائيل.
في نيسان هذا العام، أطلقت السلطة مشروع بناء مدينة ثانية جديدة في منطقة أريحا تسمى «سما قرنطل» تتسع في المرحلة الأولى لاستيعاب 15 ـ 20 ألف نسمة، وتكون ذات بنية عصرية. هناك القدس، وهناك الأغوار.. وهناك المنطقة (ج).

9,88 ثانية
قبل نصف قرن، قام عدّاء سويدي ربما، بكسر حاجز الـ 10 ثوان في سباق المائة متر، وصار الرقم الجديد هو 9,99 ثانية.
الآن، تمكّن عدّاء أميركي هو ترايغون روميل من كسر الرقم إلى 9,88 ثانية. السباقات الرياضية هي: أعلى، أقوى وأسرع.
.. لكن سباق الحرية والديمقراطية شأن آخر.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...