الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:38 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

تطورات الإقليم ... تلفح سعد الحريري

الكاتب: عبير بشير

ترقص المنطقة على إيقاع حفلة سياسية صاخبة، وعلى الأرجح ستفضي في النهاية إلى انقلاب كبير في الإقليم، وتُشير المعطيات المتوفرة إلى عودة جلسات «التقارب» بين السعودية وإيران في بغداد بعيد شهر رمضان، وهذه المرة ستأخذ صفة العلنية بعد جلسة سريّة عقدت سابقاً. وتنطلق الجلسات هذه المرة من أجواء مختلفة عقب تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التي اعتبر فيها أن إيران «جارة» والتصريحات على المقلب الإيراني، والتي رأت في مواقف بن سلمان «تغييرات جوهرية».
وفي سورية، يتكرر المشهد، وتتحدث التسريبات عن أن السعودية بعثت برئيس مخابراتها إلى دمشق، حيث «دار حديث صريح ومعمق» مع مضيفيه، قد يفضي إلى قرار فتح السفارة السعودية في دمشق.
وتركيا أيضا ليست بعيدة عن مسرح الأحداث، بالنظر إلى التغيرات التي طرأت على السياسية الخارجية التركية، ومساعي أنقرة لفتح صفحة جديدة مع النظام المصري، التي خاضت معه جولات من القتال السياسي عقب ثورة 30 يونيو.
وفي خضم هذه التطورات، حل وزير الخارجية الفرنسية جان لورديان، زائراً للبنان، وهو يحمل عصا غليظة، وفي جعبته أكثر من تحذير لأهل السلطة وأكثر من حالة غضب، ملوحاً بسيف العقوبات، ومبشراً بلائحة يضعها الإليزيه من الشخصيات اللبنانية التي تعرقل رؤية الحكومة اللبنانية للنور. وهذا بسبب أن الفرنسيين باتوا على يقين من سعي السياسيين اللبنانيين إلى سحب البساط من تحت أقدام فرنسا.
وثمة تقدير سياسي، بأن التبدلات في الإقليم، ستلفح الواجهة اللبنانية، ومن هنا أتت زيارة جان  لودريان إلى بيروت، ليست بصفته وزير خارجية فقط، بل كممثل شخصي للرئيس ماكرون. إذ إنه ربما يسعى الفرنسي لاستثمار كل تلك الأجواء في مسعى أخير لتأمين اختراق ما في الملف الحكومي ودفع الساسة اللبنانيين صوب تقديم تنازلات «غير متوازنة»، تحت سيف العقوبات، وهناك من يقول إن باريس لم تعد تبالي بسحب التكليف من سعد الحريري، وتكليف شخصية أخرى.
فالفرنسيون، وصلوا إلى قناعة أخيراً، بأن لا غطاء سعودياً للحريري، وبأن احتمالات الجمع بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري معدومة، بعد تحول الخلاف بينهما إلى حالة «الكباش». وحتى لو تم تأليف الحكومة اللبنانية، فإن الخلاف سينعكس على يوميات المشهد الحكومي، الذي سيكون أسير هذا الكباش، في حين من المفترض أن يكون هناك تعاون بين الأفرقاء اللبنانيين في الحكومة ،لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وفي مقابل تلك المشهدية، بدأ التداول باحتمال «اعتذار» الرئيس المكلَّف سعد الحريري، ضمن «خيارات» يدرسها الأخير.
وربما لا يزال مبكراً الحديث عن قيام الحريري بالاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة، بانتظار جلاء المشهد الإقليمي، إذ ان هذه الخطوة قد تؤدي إلى أضرار كبرى على حالته السياسية، لا بل على استمراريته بالحياة السياسية ككل، ولكن يبدو بأن اعتذار الحريري قد يكون خياراً واقعياً في حال استمرت الضغوط الإقليمية عليه، وعلى وقع الجفاء الذي لمسه الحريري من الزائر الفرنسي.
على كل حال، ما أدهش المراقبين حقاً، هو أن يخصص وزير الخارجية الفرنسي الحيّز الأكبر من زيارته لمجموعات الحراك المُعارِضة في لبنان، الذين التقاهم مع عدد من النواب المستقيلين من مجلس النواب في مقر السفارة الفرنسية، أكثر من حديثه عن ولادة الحكومة اللبنانية، وهو بحد ذاته رسالة «نوعيّة» أراد إيصالها إلى المعنيين، بأن «مفتاح الحلّ» للأزمة ليس في الحكومة التي كانت فرنسا تدعم تشكيلها، وإنما في انتخابات تعيد رسم الخريطة السياسية بالمُطلَق، وتصرّ على رفض تأجيلها بالمُطلَق.
بهذا المعنى، تكون باريس قد انتقلت من ضفة إلى أخرى، فإذا كان المسؤولون اللبنانيون رافضين لمساعدة أنفسهم عبر تشكيل الحكومة، فلا بأس من «تغيير» في «الأجندة»، وتقديم مطلب إجراء الانتخابات النيابية في وقتها، ولو أنّ هناك من يعتقد أنّ الرسالة هنا قد تكون شكلاً من أشكال الضغط على المسؤولين، الذين تدرك باريس أنّهم لا «يحبّذون» خيار الانتخابات، بل يسعون لتأجيلها، ولا يبحثون سوى عن «المَخرَج» المناسب.
وفي الحديث عن بدلاء لسعد الحريري، في غمرة الحديث عن غضب فرنسي، وعن اعتذار محتمل للحريري، وعن تقارب سعودي – إيراني، وسعودي – سوري، عاد اسم القاضي نواف سلام للظهور مجدّداً. كما بات معروفاً، الفريقان الأميركي والسعودي لا يخفيان دعمهما له وتفضيلهما إياه على الحريري، وأُعيد داخلياً تنشيط الفريق الداعم لوصول سلام إلى السراي، والعودة إلى مسارات تسويق الاسم عبر الإعلام، والتي كانت قد اصطدمت برفض كامل وشامل من قبل فريق  الثامن من آذار، وصول قاضي محكمة العدل الدولية والسفير اللبناني السابق في الأمم المتحدة، رغم اتخاذ جبران باسيل موقفاً متميّزاً عن حليفه الشيعي نكاية بسعد الحريري.
وكشفت مصادر دبلوماسية، أن «نصائح عاجلة تلقاها سعد الحريري بضرورة ألا يدير ظهره للمتغيّرات الإقليمية الحاصلة، وأن يسعى إلى التكيّف ثم التكيف معها، وعدم المكابرة لئلا تؤدي التفاهمات غير التقليدية السعودية - الإيرانية والسعودية-  السورية، إلى خروجه من الحياة السياسية بطريقة دراماتيكية، تجعله خارج المعادلة نهائيا. وخصوصا مع استعادة ما حصل إبان التغيير الدولي الكبير الذي حصل بعد الاجتياح العراقي للكويت وتلزيم دمشق إدارة الملف اللبناني. وخصوصاً بأن الرياض ترتاح أكثر لتلزيم الملف اللبناني إلى سورية، بديلاً عن طهران.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...