الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:10 AM
الظهر 11:44 AM
العصر 3:15 PM
المغرب 6:02 PM
العشاء 7:18 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

نكسة حزيران 1967 والثبات

الكاتب: الأسير ياسر أبو بكر

حرب 1967م، المعروفة بـ"نكسة حزيران" عند الامة العربية، أو ما تسمى "حرب الأيام الستة" عند الإسرائيليين، هي حرب وهجوم وصدامات عسكرية شديدة وقعت بين دولة الاحتلال وكل من: مصر، وسوريا، والأردن. في الفترة الواقعة بين الخامس من حزيران والعاشر منه عام 1967م؛ ونتج عنها احتلال إسرائيل شبه جزيرة سيناء، وقطاع غزة، والضفة الغربية، وهضبة الجولان.

ونتج عن العدوان الإسرائيلي الكاسح أو الحرب الهجومية هذه من قبل الاحتلال صدور قرار مجلس الأمن رقم 242، وانعقاد قمة اللاءات الثلاثة العربيّة في الخرطوم، وتهجير معظم سكان مدن قناة السويس في مصر، وكذلك تهجير معظم سكان محافظة القنيطرة في سوريا، وتهجير عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني من الضفة الغربية، ومحو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان/الاستعمار في القدس والضفة الغربية.

من الناحية السياسية أيقظت النكسة الأليمة الوجدان العربي وهزّته، ونبهت الشعور القومي إلى الخطر الذي بات يهدد كل الأمة العربية والاسلامية؛ وانعكس ذلك على التحرك العربي الذي أخذ اتجاهات عملية لما سمي إزالة آثار النكسة، ودعم مواقع الصمود، ودعم الثورة الفلسطينية صعودًا وهبوطًا، والاعتماد على جهود الأمة العربية، الى أن تحقق انتصار الأمة كلها في حرب اكتوبر/رمضان المجيدة عام 1973م.

وفي الحقيقة الأخرى التي تظهر جلية أن النكسة عام 1967م كانت أحد أهم الأسباب لتعملق الثورة والمقاومة الفلسطينية البطلة بقيادة حركة التحرير الفلسطيني- فتح التي ألتقاها الرئيس جمال عبدالناصر أواخر العام 1967 بعد أن كان يتمنع من اللقاء، وفي هذا اللقاء التاريخي طالب ناصر بإشعال حرائق بالمنطقة، فقال له ياسر عرفات بل سأشعل ثورة، وهذا ما كان من دخول الزعيم الخالد ياسر عرفات وصحبه الأبطال الى فلسطين وإشعالهم الثورة والمقاومة الفلسطينية التي أصبحت المنقذ الحقيقي للأمة العربية من حالة اليأس والقنوط والانكسار.

من ناحية أخرى، كما يذكر مركز المعلومات الفلسطيني: كشف شكل العدوان الصهيوني وطريقته وهدفه أمام العالم كله المزاعم الإسرائيلية والغربية التي كانت تستجدي العطف الدولي، وتحصل على دعمه بزعم أن إسرائيل ضعيفة أمام العرب الذين يتهددونها؛ ما أكسب العرب عطفاً دولياً ساعدهم فيما بعد على عزل إسرائيل عالمياً، وكان دوره كبيراً في تغيير الأسس الإستراتيجية لطرفي الصراع العربي الإسرائيلي.

لكن عسكرياً: تعرضت القوات العربية لخسائر كبيرة جدًا في عدوان حزيران بالقوى والوسائط، إلا أن ذلك بالمقابل ونتيجة مرارة النكسة دفع أبناء الأمة العربية وحكوماتها وقواتها المسلحة للعمل الدؤوب من أجل إعادة بناء القدرة القتالية والاستعداد، كما كان للثورة الفلسطينية بعملياتها التي تجاوزت الآلاف أن مهدت الطريق لانتصار حرب رمضان.

إننا نستذكر حرب حزيران 1967 لنعلم أن الدرب طويل، وأن قضية اللاجئين والنازحين واحدة وبعودتهم يتحقق الأمل فلا انفصال بين اللاجئين من العام 1948 وفي العام 1967م فكليهما من تتوجب عودته الى بلده فلسطين، وفي ذكرى النكبة ورغم المرارة كانت الثورة المنقذ الحقيقي والرافعة العظيمة للامة وهو ما نحتاج لمثله اليوم ومع اختلاف الظروف حيث نرى تشتت كامل أمة العرب بين المحاور والجماعات، وبين النزق والاهواء والمصالح الاقتصادية والسلطوية، وما بين الانبهار بالغربي والانصياع للإسرائيلي ما يجعل من الأمل معقودا بنواصي خيل مجمل الامة والشعوب العربية التي آن لها ان تفيق من رقدتها الطويلة وهي تتبع الغرب عمياء مهانة .

اما على صعيدنا الداخلي فلقد آن للعربي الفلسطيني أن يتنبه ويفهم ان ثباته على أرضه ووحدته سلاحه الأمضى، وان برنامجه النضالي المشترك هو طوق نجاته. ولا شرقية ولا غربية بل أيد عربية، وأيد فلسطينية مستقلة تسستنهض الامة ليكون لفلسطين أن ترفع علمها على مساجد وكنائس وأسوار القدس كما كان يردد الشهيد الخالد ياسر عرفات، رحمه الله مع الأنبياء والقديسين والشهداء اجمعين.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...