الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:44 AM
الظهر 12:39 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:15 PM
العشاء 8:34 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

التعايش مع الكذّاب أم المواجهة؟

الكاتب: بكر أبو بكر

عايشت أنت كما هو أنا العديد ممن تميّزوا بالنزاهة أو المحبة أو الاستقامة والرعاية، وأولئك الذين تميّزوا بالعطف والاستجابة والمصداقية والنزاهة. فإن كان هذا واقعك وحياتك فأنت بألف نعمة من المولى عز وجل.

ولكن قد تكون صادفت أيضًا في حياتك شخصًا أو أكثر ممن هم بعيدون كل البعد عن مكارم الأخلاق أو عن النزاهة والأمانة المطلوبة، حيث تجد أن المصداقية والأمانة والنزاهة والشفافية هي جزء لا يتجزأ من مكارم الاخلاق ومن المروءة، وعلى الطرف النقيض تجد الكذب والغش والاحتيال والحسد والحقد والمراوغة والتآمر.

لعلك لم تصادف كثيرًا تلك الشخصيات الموبوءة بإذن الله، ولعلك صادفت واحدًا أو أكثر، وهنا تقع المصيبة خاصة إن كان مقربًا منك، بمعنى أنه قريب لك أو حبيب أو صديق أو جار. وما بالك إن كان يجاورك أو يدخل في شرايينك! كزميل الدراسة أو الحارة أو العمل أو العائلة (أخ، أب، زوج..) فهو يجاورك أو لصيق بك قسرًا وتتعامل معه يوميًا! فأنت في هذه الحالة ستفقد الكثير من طاقتك العقلية والنفسية والروحية والكثير من الصفاء والهناء والسعادة وأنت تتعامل معه مضطرًا أو رغبة في إصلاحه.

التعامل مع الشخصيات  السلبية أو الموبوءة، والكذابة غير النزيهة تعاملٌ كما يقول علماء النفس صعبٌ جدًا، فما بالك بشخص من هؤلاء داخل تنظيم (منظمة) مجتمعي أو تنظيم ثوري أو تنظيم سياسي إنه بالفعل عالة على المؤسسة، ونموذج وصورة سلبية جدًا لا تؤثر عليك شخصيًا كصديق له أو قريب او زميل وإنما على صورة المنظمة (المؤسسة) العامة ما يعود عليك بالسوء والاحتقان والتشويه والانقباض الدائم وربما الابتعاد.

حالة الفهم للشخص الآخر، ونوع الكذب الذي يمارسه حين يتكرر تجعلك تفكر مليًا وتحدد طريقة التعامل غير المضرة لك بما لا يستنزف طاقتك الجسدية والعقلية والنفسية، ويهيجك ويثير مشاعرك ويجعلك تفهم هل من إمكانية لرأب الصدع والإصلاح أم لا؟ 
ويجعلك تقدر الطريقة بالإصلاح إن رغبت وإن تسنّت لك من جهة أو كان الطرف الآخر (الكذاب) يتقبل أم لا؟

فكرة الإصلاح للشخص –إن رغبت ولست بحال أن تصلح كل العالم فعليك أولًا بنفسك-بعد الفهم فكرة غنية، وتحتاج لتفكر وخطة بالتعامل غالبا ما يكون التدريج منطلقها، وإن كان الشخص ممن لا يعترفون بإساءاتهم وأخطائهم وهم كثُر لسوء الحظ حيث يعتبرون ذلك سُبة وعار تصبح هنا عملية التدخل لإصلاحهم شبه مستحيلة أو استنزافية.
في حالات محددة قد تضطر لمواجهة الكذّاب بأكاذيبه ما يحتاج منك لتقدير المنافع والأضرار التي قد يكون منها بالنهاية قطع علاقتك به.

من الأساليب المستخدمة بالتعامل مع الكذابين غير المواجهة اللطيفة أو الشديدة أو الاستعانة بصديق أو قطع العلاقة قد تجد أن فكرة الابتعاد التدريجي أو وضع مسافة بينك وبينه وحدود معينة هي الأهم. وفي كل الأحوال فإن الحالة معقدة وتحتاج لمبضع جراح دقيق التعامل يقيس المزايا والمخاسر لاسيما إن كان غير النزيه أو الكذاب أو السلبي مقربًا منك جدا.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...