الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:22 PM
العشاء 8:43 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الصهيونية بين ترف السلطة ومعضلة الأمن

الكاتب: د. رمزي عودة

لم يخطر ببال هيرتزل عندما أسس الحركة الصهيونية أن تتحول دولته المنتظرة الى واحة للديكتاتورية والشخصانية. وفي أسوء الأحوال إعتبر هيرتزل ان "دولة اليهود الديمقراطية" ستجذب الحلفاء من الدول الغربية. وبعد أكثر من 120 عام على مؤتمر بازل الأول، تحولت دولة هيرتزل الى دولة دكتاتورية بجدارة، وإستحق نتنياهو لقب "ملك تل أبيب" بجدارة، حيث تقترن الملكية بالسلطوية والبقاء في الحكم لأكثر مدة ممكنة.
نتنياهو  زعيم حزب الليكود الاوحد، انفرد عن بقية رؤساء الدولة العبرية بالحكم لاكثر فترة زمنية زادت عن ال 12 عاما متتالية، ولم يطق أن يبتعد عن السلطة التي أقصاه عنها  تحالف لبيد وغانتس قبل عامين، وبرغم ملفات الفساد التي تلاحقه، نجح في تشكيل تحالف يميني متطرف قبيل إنتخابات الكنيست ال 25 في أوائل الشهر الجاري، ليفوز في اختيار رئيس دولة الاحتلال له بتشكيل حكومة بزعامته. ومن أجل أن يحقق نتنياهو حلمه بعودته للحكم، وفي ظل هشاشة الخارطة السياسية وتشرذمها في الكنيست الاسرائلية،  أعلن نتنياهو عن نجاحه في عقد اتفاق مع بن غفير زعيم حزب "القوة اليهودية" المتطرف. ومنح الاتفاق الأخير حقيبة الأمن الداخلي  برغم أن بن غفير نفسه متهم بالإرهاب والتطرف وملاحق لفترة طويلة من قوات الشرطة الاسرائلية. من جانب آخر، منح الاتفاق صلاحيات واسعة لبن غفير تشتمل حسب مصادر إعلام عبرية على شرعنة البؤر الاستيطانية ، وتعديل قانون الانفصال (عن غزة) بهدف شرعنة البؤرة الاستيطانية "حومش" (شمالي الضفة) بما يسمح بتواجد يهودي هناك للدراسة في المعهد الديني التوراتي، وإنشاء مزيد من الطرق الالتفافية، وتوسيع شارع 60 وتخصيص الميزانيات اللازمة، إضافة الى ذلك حصل بن غفير على صلاحيات واسعة للتنكيل بالفلسطينيين وقمع إحتجاجاتهم ضد الاحتلال.
في الواقع، خاطر نتنياهو بعلاقته الباردة في الأصل مع الولايات المتحدة التي لم تخف إنزعاجها من إستلام بن غفير أي حقيبة في حكومة نتنياهو، كما خاطر بتحطيم سمعة  دولته في العالم أجمع باعتبار حكومته تضم متطرفين مستوطنين وإرهابيين. و خاطر نتنياهو أيضاّ بتفكيك أنظمة الدولة وتأسيس جيش خاص لخدمة بن غفير على حد تصريح "غانتس". وبالمحصلة، فإن إسرائيل تتجه الى مزيد من السلطوية والتطرف في عهد حكومة نتنياهو الجديدة، ولن يكون بمقدور الأخير أن يدافع عن ديمقراطية دولته وإحترامها لحقوق الانسان في ظل وجود مجموعة وزراء في حكومته يدعون علناً الى قتل العرب وتهجيرهم وهدم المسجد الأقصى. وفي كل هذه المخاطرات تبقى الرغبة في السلطة هي العامل الحاسم لدى نتنياهو، والذي  خضع لابتزاز الصهيونية الدينية وعرّض بالمقابل أمن ومصالح دولته للخطر.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...