الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:10 AM
الظهر 11:44 AM
العصر 3:15 PM
المغرب 6:02 PM
العشاء 7:18 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

مدير منظمة "بتسيلم": خطاب رئيسة المحكمة العليا الأخير يؤكد انها تترأس "سلطة صامتة"، إرثها شرعنة فوقية اليهود على الفلسطينيين

الكاتب: حجاي إلعاد

في لب خطاب رئيسة المحكمة العليا إستر حيوت ضد "خطة القضاء على النظام القضائي" هناك ثمانية أمثلة على الأحكام المباركة التي أصدرتها المحكمة، والتي اختارت الرئيسة طرحها على الجمهور. يمكن الافتراض أنه، كما في كل كلمة في خطاب حيوت، تم اختيار هذه الأمثلة بعناية. ثمانية أمثلة لأحكام، وهي، بحسب الرئيسة، "من الوظائف المميزة لمحكمة في دولة  ديمقراطية ... توفير حماية فعالة لحقوق الإنسان والمواطن في الدولة".

حقوق جنود، وحقوق المثليين، وحقوق المتدينين، وحقوق الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وحماية المؤسسات التعليمية في مستوطنات محيط غزة، وحرية التعبير والحقوق الاجتماعية. فعلًا حرصت  الرئيسة حيوت على اختيار الاحكام تذكر،  وبنفس الحرص، اختارت ما تريد أن تتجاهله.
خلا كلام حيوت من حقوق إنسان في أي موضوع فلسطيني. هذه ليست مسألة ثانوية أو هفوة أو سهوًا عرضيا. في إسرائيل، داخل الخط الأخضر، هناك أقلية فلسطينية كبيرة، وفي كل المساحة بين البحر والنهر، يشكل الفلسطينيون نصف السكان. وبالذات، في الوقت  الذي أشادت فيه حيوت بـ "الحماية الفعالة لحقوق الإنسان والمواطن في الدولة"، فإن نصف البشر الخاضعين للسيطرة اسرائيل غائبون عن خطاب حيوت. وكل هذا مع العلم ان الحديث هو عن جمهور تنتهَك حقوقه بشدة، وباستمرار وعلى أوسع نطاق. كيف يمكن التحدث بصدق عن حماية حقوق الإنسان من دون حتى ذكر هؤلاء البشر؟

اختارت حيوت، بعناية، ما تقول. ومن منطلق رغبتها في تملق الجمهور اليهودي، حرصت على عدم الاستشهاد بأحكام تتعلق بالفلسطينيين، على جانبي الخط الأخضر. الحقيقة هي أن لدى حيوت  الكثير من المواد لتتعامل معها. بعد كل شيء، يمكنها أن تقتبس من الأحكام التي شرّعت ترحيل الفلسطينيين وتدمير مجتمعاتهم، من الخان الأحمر ومن مسافر يطا. كان بامكانها أن تقتبس من مئات الأحكام القاسية، التي تجيز بشكل روتيني العقاب الجماعي مثل هدم منازل عائلات مرتكبي عمليات مسلحة من الفلسطينيين. كان بامكانها أن تتحدث عن أحكام تروّج للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية أو تتناول السياسة الإسرائيلية ضد غزة. يمكنها أن تستشهد كيف أجازت المحكمة "لجان القبول" وقانون النكبة وقانون المواطنة وقانون أساس: القومية. ولكن في ما يتعلق بكل هذه الأحكام، اختارت حيوت أن تكون بالضبط ما حذرت منه. اختارت أن تكون "السلطة الصامتة".

لماذا صمتت حيوت عن كل هذا؟ 
حيوت، بالطبع، معنية بحماية الصورة الليبرالية - سواء للمحكمة أو الدولة اليهودية. لذلك، لا يمكنها أن تفخر بدور محكمتها - وأسلافها - في توفير الغطاء القانوني للدوس الممنهج على حقوق الإنسان للفلسطينيين في ظل النظام الإسرائيلي. 

من ناحية الصورة، فإن ذلك غير ممكن: فمن ناحية، عمل المحكمة الغني والواسع والمتنوع في شرعنة الأذيّة المتواصلة بالفلسطينيين؛ من ناحية أخرى، الرغبة في التباهي بحماية حقوق الإنسان. وفي غياب مفر، اضطرت حيوت إلى التزام الصمت في هذا السياق، وبالتحديد في خطاب تاريخي دراماتيكي كأنه هناك في الوسط "حقوق الإنسان" وحمايتها.
 
وأكثر من ذلك: في قلب الجدل الحالي في إسرائيل هناك نقاش، ليس حول القمع الفعلي للفلسطينيين - هناك إجماع واسع على هذا - ولكن حول مدى ووتيرة وتقنية الدوس على حقوقهم في تحت السيطرة الإسرائيلية. صحيح أن المحكمة أخلصت في الماضي، وتستمر الآن، بدورها المذكور أعلاه في إطار نظام التفوق اليهودي، لكن المزيد والمزيد من اليهود هنا - الذين اعتادوا وذوّتوا المبادئ الأساسية لـهذه الطريقة - يريدون المزيد والمزيد بشكل صارخ وأسرع.
تدمير المجتمعات الفلسطينية؟ عظيم، لكن لماذا يستغرق كل هذا الوقت؟ تدمير منازل العائلات؟ ممتاز، ولكن لماذا يعطون لهم حق الاستئناف (شكلي وأجوف). اطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينيين في غزة؟ المحكمة بالطبع لا تتدخل، ولكن لماذا أصلًا تناقش ذلك. قانون لجان القبول؟ رائع،  ولكن لماذا ليس في كل مكان ونطاق. قانون المواطنة؟ جميل، ولكن لماذا "كأمر ساعة" (ساعة مستمرة منذ عشرين عامًا). قانون أساس: القومية؟ شكرًا على أنكم أجزتم ذلك، لكن عارً عليكم حتى الاستماع إلى الالتماس.
 

هذا هو الانعكاس العميق للانهيار الفكري لسياسة التملق التي حاولت المحكمة قيادته: حتى لو اختارت حيوت أن تتجاهل الصورة الليبرالية وأضافت إلى الأمثلة الثمانية حفنة من مئات الأحكام المنسجمة مع التفوق اليهودي، فإن ذلك لن يكفي لإثارة إعجاب الجمهور بالمحكمة. لأن محاولة ركوب النمر، وترقيمه، وتحديد الوتيرة له، والحرص على ماكياجه وأسلوبه، تذهب سدى أمام أعيننا، لأن هذا هو بالضبط المكان الذي يقود إليه المنطق الداخلي لنظام تفوق مجموعة على أخرى.

الرئيسة حيوت لا تقول الحقيقة عندما تتحدث عن حماية حقوق الإنسان من "السحق" ، لأن ما تسعى إلى حمايته هو دور المحكمة في مواصلة الدوس على  حقوق الإنسان الفلسطيني. في المقابل، فهي صادقة تمامًا عندما تسعى للدفاع عن "المبادئ الأساسية للطريقة". لكن "الطريقة" هي بالضبط إحدى ركائز النظام في إسرائيل التي تستوجب التغيير: التغيير الجذري.
 
يوضح الصمت المدوي في لب خطاب حيوت، همسًا، ما يسعون عادة وبقوة لإنكاره: لقد أوضحت أن الحصن الوحيد الذي تحميه المحكمة هو حصن لليهود. ليست حقوق إنسان عالمية، بل حقوق إنسان يهودية، في دولة يهودية.

(حجاي إلعاد هو مدير عام منظمة بتسيلم التي توثق ممارسات الاحتلال)

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...