الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:15 AM
الظهر 12:36 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:31 PM
العشاء 8:56 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

‎على وقع المقاومة الجنينيّة وعملية "عيلي": عهد جديد في الضفة ؟

الكاتب: فادي أبو بكر

 

تزداد الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلّة وحشيةً يوماً بعد يوم، ويزداد الوجع الفلسطيني أكثر فأكثر، وتشتدّ الصعوبات المعيشيّة والماليّة. ووسط كل هذا وذاك، ما زالت روح الصمود والتصميم الفلسطيني في مواجهة الاحتلال متّقدة، ومتجددة في سعيها لتحقيق الحرية وزوال الاحتلال.

 وقد أثبتت المقاومة الجنينيّة التي استخدمت استراتيجات جديدة وتكتيكات مبتكرة في مواجهة قوات الجيش الإسرائيلي خلال اقتحامها مدينة جنين ومخيمها في 19 حزيران/ يونيو 2023 ؛ اضطّرت الاحتلال إلى استدعاء المروحيات العسكرية للتدخّل لإنقاذ الجنود الإسرائيليين من كمين المقاومة، وما تبعها في اليوم التالي من عملية فدائية نوعية أسفرت عن قتل 4 إسرائيليين وإصابة 4 آخرين -بينهم حالات خطيرة- بإطلاق نار في مستوطنة "عيلي" الواقعة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، قدرة الفلسطيني على تحدّي القوة العسكرية الإسرائيلية وتنفيذ عمليات في الأماكن التي يعتقد الاحتلال أنها آمنة، لتحطّم بذلك أسطورة "الجيش الذي لا يقهر"، ووعودات الحكومة الاسرائيلية اليمينية  بتحقيق الأمن الشخصي للإسرائيليين.

وكما كان للمقاومة الجنينيّة أثرها الكبير في تشكيل عهد جديد للمقاومة في الضفة خلال انتفاضة الأقصى عام 2000، تعود اليوم بروح جديدة لتلهم الشباب الفلسطيني، وتسهم في تغيير ديناميكية المواجهة وتعزيز روح الصمود والعزيمة في صفوف الفلسطينيين.

تعكس المقاومة الجنينيّة وعملية "عيلي" تحولات في استراتيجية المقاومة الفلسطينية، تعزز الثقة والثبات في قدرة الفلسطينيين على الصمود وتحقيق النصر في وجه الاحتلال، وترسّخ فكرة أن الاحتلال لن يحقق الاستقرار والأمان طالما الشعب الفلسطيني مستعد للنضال والتضحية من أجل حريته.

وتأتي هذه النماذج البطولية لتذكّر العالم بأن الحق في المقاومة مكفول وفقاً للقانون الدولي، وأن الفلسطينيين لديهم الحق في الدفاع عن أنفسهم بجميع الوسائل المشروعة بما فيها المسلّحة. وأن العمليات الفدائية تأتي في سياق الرد الطبيعي على الجرائم  المتواترة والمتعاظمة من قبل جيش الاحتلال ومستوطنيه بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

وقد انشغلت الصحف العبرية في التركيز على هذه القضية، حيث وصفت إحدى الصحف جبهة الضفة الغربية بأنها معقّدة أكثر من المسألة الإيرانية، وكثرت الانتقادات للجيش الاسرائيلي، لعدم وجود تقييم جديد للاوضاع في الضفة الغربية، واقناعه للحكومة الحالية والسابقة بأن عمليات الاعتقال والتصفية ستمنع انتشار الهجمات. وأشار محللون ومراقبون إلى غياب معادلة ردع اسرائيلية ناجعة، وأن عمليات الجيش الإسرائيلي وإن كانت ناجحة على المستوى التكتيكي إلا أنها لم تحقق شيئاً على الصعيد الاستراتيجي.

وقد تناولت بعض الصحف، توقعات اسرائيلية لحدوث عمليات أخرى على شاكلة عملية "عيلي"، وما يقلق ويؤرق مضاجع الاحتلال الاسرائيلي، واقع أن معظم العمليات الفدائية تأتي من منطلقات وتخطيطات فردية، وأنها تواجه جيلاً لم يعد يعرف الخوف، بل ويسعى شبابه إلى القتال بشجاعة وبشكل لافت. وفي نفس السياق أفادت مصادر اعلامية اسرائيلية ودولية، بأن الجيش الإسرائيلي يعد خطة لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية في المستقبل المنظور القريب.

وعلى وقع المقاومة الجنينيّة وعملية "عيلي"، وما يتم تداوله بخصوص عملية عسكرية اسرائيلية واسعة في الضفة، يبدو أننا أمام عهد جديد يتطلّب مزيداً من الصمود والعزيمة والتكاتف، حيث أن الوحدة الوطنية والعمل النضالي بشكل متكامل ومنسّق هو مفتاح النجاح في مواجهة الاحتلال.

نعم، المخاض عادةً ما يكون عسيراً، إلا أن هذا العهد الجديد يعزّز أمل الفلسطينيين في تحقيق حقوقهم وبناء مستقبل يعيد لهم حقهم في الحرية والحياة الكريمة والاستقلال..

\\

 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...