شكرا بلال جاد الله.. وداعاً بلال
الكاتب: بثينة حمدان
استشهد الصحفي بلال جاد الله مدير بيت الصحافة، بلال الخلوق الكريم الداعم المتعاون أبو الجميع وصديق الجميع بلا استثناء والذي تعتبر مؤسسته من المؤسسات الاعلامية الهامة في قطاع غزة فهي مقر وكالة سوا للأنباء، وتنتج تقارير دورية حول واقع الحريات الاعلامية والانتهاكات بحقها من قبل الاحتلال الاسرائيلي، وهي ملتقى الأصدقاء والأجانب والدبلوماسيين والاعلاميين بل وبيتهم الدائم لاسيما في أجواء هذه الحرب حيث تضررت المؤسسة وتم انشاء موقعاً بديلاً توفرت فيه كل المعدات المطلوبة للاعلاميين بما فيها معدات السلامة كي تستمر الخدمة الاعلامية وتبقى غزة ناطقة بالحرف والصوت والصورة شاهدة على جرائم الاحتلال الاسرائيلي ضد الانسانية، كما ساهم البيت بتدريب وتخريج كوادر اعلامية كثيرة وكنت ممن تشرفوا بالمساهمة بورشات تدريبية حول الصحافة الانسانية وصورة الفلسطيني في المواقع الاعلامية الغربية
وفي هذه الحرب كما دوماً ساهم بلال بإطلاق صحفيين جدد للميدان، منهم من ليس له علاقة بالاعلام لكن ولصعوبة ظروف غزة وتقطيع أوصالها، وجد بلال من يسلمه الراية فسلمه الكاميرا، لأن الحقيقة يجب أن لا تتوقف ويجب أن تنتقل وتنتشر رغماً عن أنف المحتل ورغم الموت الكثير!!!
كان آخر اتصال بيننا قبل أيام للاطمئنان على أول شهيد في بيت الصحافة بيت الكل الصحفي احمد فطيمة، فوجدته يسألني عن فلان وفلان ممن انقطع الاتصال بينه وبينهم في هذه الحرب اللانسانية على الإنسان الفلسطيني الطيب المدني الذي لم يجد في هذا العالم أباً أو أماً ولا عائلة حقيقية تستطيع أن توقف هذا القتل المتعمد للانسان وللانسانية بمعانيها.
رحم الله بلال، فقد قتله الاحتلال في اليوم الرابع والأربعين وهو في طريقه نازحاً إلى الجنوب ليلحق عائلته التي نزحت قبله وبقي هو صحفياً صامداً ثابتاً في مهمته رغم خطورة المكان، رحم الله بلال؛ لن تكون غزة بعدك وبدونك غزة.. سينقصها بلال. والكثير الكثير من الطيبين.
هاتفني بلال بمكالمة فائتة انقطعت بسبب ضعف شبكة الاتصالات وعاودت الاتصال به تكراراً مباشرة ولم انجح. فماذا كان سيقول لي!؟
وداعاً بلال... شكرا بلال، لك بصمة سيذكرها التاريخ.