الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:13 AM
الظهر 12:36 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:32 PM
العشاء 8:58 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

وحدة ساحات حرب الإبادة

الكاتب: عمر حلمي الغول

تأكد باليقين القاطع ان شعار وحدة الساحات، الذي طرحته بعض القوى الفلسطينية واللبنانية غير موجود فيما بين الأطراف المنادية به، وان شاءت الرغبة الاسقاطوية الارادوية عمل مقاربة للشعار على ارض الواقع، فيمكن اعتبار المناوشات الجارية مع قوات حزب الله في الجنوب اللبناني في حدود ما سمح به القرار الدولي 1701، والصواريخ او المسيرات المنطلقة من اليمن تجاه إسرائيل، التي لم تصل، لانه تم اسقاطها بعد خروجها، وان وصل منها شيء، فهو غير ذات شأن، بالإضافة للسيطرة على سفينتين إسرائيليتين، شكلا من اشكال الوحدة الشكلية.
وذكرت فيما سبق، ان الشعب العربي الفلسطيني لا يتمنى ان تتورط أي قوة عربية في حرب تدميرية. لانه يريد السلامة للاشقاء العرب، ويكفي ما حصده الشعب الفلسطيني من موت وابادة ودمار وتجويع وحصار. لا سيما وان الولايات المتحدة والغرب الأوروبي الرأسمالي جاء باساطيله وحاملات طائراته وغواصاته الى ساحل شرق المتوسط للحؤول دون فتح اية جبهات عربية ضد إسرائيل المهزومة والجريحة. كما ان موازين القوى ليست متكافئة، أضف الى ان الدولة الإقليمية المؤثرة في قرار ما يسمى "محور المقاومة" ليست معنية بالانخراط في اية حروب مع إسرائيل، واعلن قادتها مواقفهم بشكل رسمي وبمنتهى الوضوح، ودون مساحيق.
اذا اين تجسد شعار "وحدة الساحات" ؟ في الحقيقة قامت دولة الاستعمار الإسرائيلية بالتكامل مع حلفائها من الغرب الرأسمالي بتكريسه، ووضعه موضع التنفيذ من خلال حربهم على كل التجمعات الفلسطينية، وبالتالي تمثلت وحدة الساحات بوحدة الأعداء بقيادة الولايات المتحدة، وتمثل في : أولا حرب الإبادة على قطاع غزة منذ 55 يوما، رغم وجود الهدن للايام الخمسة الماضية، والتي لا تحمل في طياتها معالم الهدن الحقيقية، وانما هي هدن شكلية ونفعية لتأمين الافراج عن الاسرى الإسرائيليين والأميركيين، والتي نجم عن حرب الإبادة استشهاد وجرح حوالي 60 الفا من أبناء الشعب العربي الفلسطيني، وتدمير بالحد الأدنى 50 الف وحدة سكنية تدميرا كاملا، و240 الفا من التدمير الجزئي، واستباحة المستشفيات والمراكز الطبية والمدارس والمساجد والكنائس والبنى التحتية؛ ثانيا الحرب المفتوحة في الضفة الفلسطينية بما فيها القدس العاصمة، والمشتعلة أساسا قبل انفجار نيرانها في محافظات الجنوب الفلسطينية، والتي سقط خلالها قرابة 250 شهيدا، وشملت كماً من الاجتياحات والاقتحامات للمخيمات والمدن والقرى، وتدمير البنى التحتية في جنين ومخيمها، ونابلس ومخيماتها وطولكرم ومخيماتها وقلقيلية والخليل ومخيماتها ومسافر يطا، وبيت لحم ومخيماتها، وسلفيت وطوباس واريحا ومخيمها ورام الله والبيرة ومخيماتها، وحدث ولا حرج عن العاصمة الأبدية القدس الشرقية ومخيماتها واحيائها وحوضها المقدس وفرض التقسيم الزماني والمكاني داخل المسجد الأقصى، وشطب (الستاتوس كو) المعتمد منذ عقود؛ ثالثا تكميم الافواه وقمع اية مظاهر حراك وطني في مدن وبلدات وقرى الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة للتضامن مع أبناء الشعب في القطاع، واعتقال كل من يهمس همسا حتى لو كان ضمنا وبشكل غير مباشر، وفرض نظام قمع عنصري وحشي غير مسبوق على أبناء الشعب في مناطق ال48؛ رابعا حرب تنكيل وبطش ضد جبهة اسرى الحرية بشكل همجي ومروع وتكسير عظام المعتقلين بمختلف اجناسهم واعمارهم: أطفالا ونساءا وشيوخا وشبابا، واخراجهم عراة من المعتقلات. كما اخرجوا العمال من حملة تصاريح العمل بطريقة مهينة ومذلك وعراة دون ملابس ونهبوا أموالهم وجوالاتهم وملابسهم واعادوهم الى قطاع غزة، بما يتنافى مع ابسط معايير القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية بشأن اسرى الحرية، وتم اغتيال 6 مناضلين من ابطال الاسر تحت التعذيب والاعتداءات الوحشية دون أي وازع أخلاقي او قيمي، وبالإضافة لذلك، اعتقال ما يقارب 3500 مواطن فلسطيني منذ السابع من تشرين اول / اكتوبر الماضي (2023) في حملة مسعورة وشعواء لترهيب أبناء الشعب الفلسطيني؛ خامسا عمليات تشويه وتحريض لكفاح الشعب العربي الفلسطيني على المستوى العالمي، ونشر أكاذيب ومنتجة أفلام مزيفة ومزورة، بالإضافة لاسباغ طابع الحرب الدينية على الشعب الفلسطيني، واستعادة نتنياهو وغالانت وغيره من الفاشيين من اركان الحكومة الاساطير والخزعبلات الدينية، ودعوة الوزير عميحاي الياهو باستخدام القنبلة النووية ضد الشعب الفلسطيني وغيرها من الجرائم الدامية؛ سادسا مواصلة حرب الاستيطان الاستعماري على الأرض، ورصد الموازنات الخاصة بمئات الملايين من الشواكل لتوسيع البناء في القدس العاصمة وفي مختلف محافظات الضفة، فضلا عن الدعوة لاعادة استيطان قطاع غزة، وارتباط ذلك بتوسيع وتعميق التطهير العرقي في كل الأرض الفلسطينية من رأس الناقورة الى ام الرشراش.
هذه اللوحة تشير الى ان إسرائيل سادتها بقيادة واشنطن نفذت حرب الإبادة ضد التجمعات الفلسطينية، ولم تنس مواصلة حربها على المنابر الدولية، وضد الجاليات والنشطاء الفلسطينيين والعرب والامميين الذين يدعمون القضية الفلسطينية في بقاع الأرض. ومع ذلك إسرائيل اللقيطة مآلها الزوال شاء من شاء وابى من ابى. لانها أولا هزمت، وانكسرت، وهزيمتها الأولى، هزيمتها الأخيرة ولو بقيت لحين؛ ثانيا افلاس وفشل مشروعها الكولونيالي؛ ثالثا كونها لا تمت للجغرافيا السياسية والثقافية بصلة؛ رابعا كونها لا تقبل القسمة على أي حل سياسي وفق قرارات الشرعية الدولية؛ خامسا لافتراض نفسها فوق القانون الدولي، وتجاهل التحولات الدراماتيكية الدولية الجارية في العالم؛ سادسا لان مركباتها الخزرية لم تتمكن من بناء مجتمعا متجانسا، ونتاج تعمق التناقضات التناحرية بين مكوناتها الاثنية والدينية والطائفية والمذهبية والثقافية .. الخ

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...