التجني والتجاهل وإرضاء الغير

الكاتب: ميسون كحيل

لا ادري ما الهدف من أن يتبع بعض الكتاب او المحسوبين على فصائل محددة مهنة التضليل السياسي والنضالي في شرح الحالة الفلسطينية، فالواجهة النضالية الفلسطينية معروفة للقاصي والداني و لا يستطيع أحد ان يقلل من هذه الواجهة التي هي الثورة الفلسطينية التي أطلقت شرارتها وطلقتها الأولى حركة التحرير الوطني فتح أما ما تبعها فلا تمثل ولا تصل لمستوى ان تكون واجهات نضالية ليس تقليلا منها بقدر ما هي إلا تبعات وطنية لحقت والتحقت بالثورة الفلسطينية. والحقيقة ان ما اضعف هذه الثورة و القرار الفلسطيني المستقل ليس إلا الإنحراف عن الثورة من خلال الإنصياع لقوى خارجية تم على اثرها تأسيس حركات إسلامية أخذت على عاتقها مسارا لا يعطي أهمية لمنظمة التحرير، و تهدف الى إضعاف السلطة الفلسطينية و محاولات حشر القيادة الفلسطينية كما فعلت مع ياسر عرفات من خلال ما يسمى عمليات استشهادية اختفت وانتهت وغابت مع تغييب ياسر عرفات! أملا ليس بقرب الخلاص من الإحتلال كما يقال بل للخلاص من المشروع الوطني و السلطة الوطنية و الشرعية الفلسطينية نحو هدف عرض انفسهم كبديل وليس التحرير والعودة. ومع تغييب القائد والزعيم ياسر عرفات رحمه الله بدون قوسين بدأت فكرة تنفيذ الخطة، فبعد ان كانت ترفض اتفاقيات أوسلو اصبح القبول بها مباح مع دخول الإنتخابات في يناير 2006  لتنفيذ خطة البديل وبشكل رسمي الى ان وصلت الحالة الفلسطينية ووضعت في دوامة التمثيل الشرعي الفلسطيني بدلا من ان تكون سندا.

و من جهة اخرى، فقد نجحت اسرائيل في فرض الإنقسام من خلال انسحابها عن قصد من القطاع عام 2005،  وتم ذلك بعد تغييب الشهيد عرفات وليس قبل. ودعمت بطريقة أو اخرى في توفير المساعدة لإنهاء دور السلطة في القطاع، وعلى مدى اكثر من 17 عاما اغمضت عيناها عن كل ما يحدث في القطاع.

اليومٍ؛ يستمر العبث في الساحة الفلسطينية، ويدعي من يدعي ان هناك ثلاثة من الأركان السياسية ويدعو الشعب ان يفاضل في اختياراته بينها، ويصنف حركة فتح على هواه، ويحدد موقفه من فتح بتمزيق شكلها الخارجي، وتسميات لا معنى لها، فيصنف ويصب السموم ليقول فتح الرئيس الذي يراه انه خارج الخدمة؛ وكأنه هو لا يزال في الخدمة ثم يحدد بأن هناك فتح غير الرئيس وان كان من خرج من رحم حركة فتح متمردا على سياسة الرئيس لكنه أي كاتب الأشاوس لا يعلم بأن فتح هي فتح، وان وكل من هو فتح فإنه يمثلها دون تصنيف متعمد، والقصد منه واضحا ليس حبا في زيد ولكن كرها في عمرو أي كرها في فتح. وعليه الا يتحدث في ما لا يعنيه، و أهل مكة ادرى بشعابها وفتح قادرة على لملمة اركان فتح في لحظة ما.

وأما أخر الأركان فقد تكشفت الصورة و ادرك المواطن الفلسطيني عامة والغزاوي خاصة حقيقة شعبية هذا الركن الذي يحاول الكاتب ان يخلق مبررات تراجع شعبية الركن المفضل لديه. وهو لا يعلم ان المواطن الفلسطيني في قطاع غزة ليس كما يعتقد هو ولا يرى ما يراه هو ان هناك ثلاث مشاهد ستلاحق توجهات واختيارات المواطن في القطاع لأن المواطن الذي تُرك (بضم التاء) وحيدا يدرك جيدا الأسباب التي ساهمت في الوصول الى هذه الحالة من الدمار الشامل، ولا ان هناك ثلاثة من الشخصيات أو أكثر أو اقل من اجل مستقبل قطاع غزة بعد ان تضع الحرب أوزارها. وإذا كان الرئيس عباس خارج خيار الكل الفلسطيني، فإن الكل الفلسطيني لن يقرر في ظل هذه الفوضى وهو قادر على تحديد موقفه في التوقيت المناسب. وعليه دون التقليل من احد يجب عدم سماع اقوالك فلا احد يقبل ان يأتي بالطريقة التي تريد فمن اراد ان يكون لا يكون عبر التملق من جهة  والذم من جهة اخرى و ورغم الخصومة عليك الإبتعاد عن التجني والتجاهل وإرضاء الغير.

كاتم الصوت: المواطن يعاني ويشعر بالقهر و ضياع الحال بينما البعض يدعوه للإختيار بدلا من ايجاد حلول يشعر فيها المواطن بالراحة والأمان.

كلام في سرك: لاعتبارات تتعلق بعدم القدرة على المساهمة في توحيد الصف الوطني فإن دعوة المواطن على الاختيار في هذا التوقيت عجز و خرف. فمن اراد مصلحة الجميع لا يفرق بينهم ولا يحاول تمزيق الصف بل في ترميمه وجمعه كما فعل نبي الله يوسف.

رسالة: لا تسمع كلام بائع الكلام والخرفان والباحث عن شو اعلامي يستهدف فيه حركة فتح. فالأصدق من يلملم جراح فتح لا من يستمع الى كارهيها. احتفظ بالإسم