الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:21 AM
الظهر 12:36 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:27 PM
العشاء 8:51 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

سؤال عالماشي: الرهان.. والمرتهنون

الكاتب: موفق مطر

إن قيادة  حركة التحرر الوطنية الفلسطينية لم تراهن يوما على الدول الاستعمارية المسببة لنكبة الشعب الفلسطيني، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ، ولم تتكئ يوما على جدار الوهم ، والحسابات الخاطئة ، ولم تسلم اوراق الحق الفلسطيني والقرار الوطني المستقل إلا للقوة الأعظم في هذا العالم ، أي الشعب الفلسطيني ، فالرئيس أبو مازن قال قبل ايام في مقابلة لوكالة وفا:"إن الشعب الفلسطيني، بتضحياته وصبره، وصموده على أرضه، وإرادته لن يكسر، وسوف يفشل كل سياسات الاحتلال المدعومة من قلب أميركا وسوف تتلاشى المؤامرات جميعها امام حقيقة وقوة القدس، وثقل حضورها التاريخي والديني والتراثي، فالقدس بمقدساتها أكبر منهم جميعا"...فلا رهان إلا على الشعب الفلسطيني.

إن المنهج السياسي للرئيس أبو مازن، مستخلص من البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية ، المدونة خطوطه العريضة في وثيقة الاستقلال الصادرة عن المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988 ، بعد تشخيص دقيق للواقع الفلسطيني والعربي والدولي ، وتبلور حقائق تاريخية مرتبطة بالقضية الفلسطينية ، عبر أبحاثه العلمية ، وإشارته بالبنان ، الى الولايات المتحدة الأمريكية ، باعتبارها ( المستعمر المحتل )  التي يجب انتزاع الحق الفلسطيني منها ، أما المنظومة القائمة فعلا بالاحتلال والاستيطان ( اسرائيل ) فهي أداتها ، وقاعدتها لإحكام السيطرة على العالم العربي بمشرقه ومغربه!

نذكر مبتدعي عبارة: "الرهان على امريكا" ببعض أقوال علنية مذاعة ومنشورة للرئيس، ففي اكتوبر2023 قال:"إن أمريكا هي من تحتل فلسطين".. وقال أيضا:"هذه السياسة الأميركية تجعل من الولايات المتحدة شريكاً في جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ، وجرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس"...ويعتبر (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي "عدواناً،وغير أخلاقي، وعارا"؟! فكيف يراهن على أمريكا من يعتقد بأن "سياستها تهدد الأمن والسلم في العالم " وقوله في حديث لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية وفا :" تستمر أميركا في دعمها للاحتلال ولا تزال ترفض إلزام إسرائيل بوقف حرب الإبادة ، وتزودها بالسلاح والمال اللذين تقتل بهما أطفالنا ، وتهدم بيوتنا ، وتقف ضدنا في المحافل الدولية " ..فهل تراهم يعرفون معنى وأبعاد كلمة " إلزام " ؟! بالتأكيد لا.

 لم ينطق رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية أبو مازن ، كلمة واحدة ، أو جملة، يمكن لهؤلاء المساندين للفيتو الأمريكي باطنا!

 أخذها دليلاً على (الرهان  المزعوم)، اللاموجود إلا في مخيلتهم ، ونفوسهم الممتلئة بالخصومة المجردة من النبل، أما بضاعة  التشهير الفاسدة التي يتاجرون، فخالية من المنطق،والموضوعية، والأدلة المادية، ولم يقدموا برهانا واحدا مقنعا، فاكتفوا بتشويه الانجازات الوطنية، وإخلاصه  ومصداقيته في العمل لصالح انتزاع الحق التاريخي والطبيعي للشعب الفلسطيني،  ووظفوا الامكانيات التي وضعتها قوى خارجية تحت تصرفهم للتشويش على بصيرة الجماهير، و(راهنوا) على قدرة منظومة الاحتلال الاستعماري الاستيطاني العنصري، لضرب المشروع الوطني، وتدمير الانجازات الوطنية بالحملات العسكرية الدموية المدمرة،والاستيطان، وباستخدام حماس كقوة انقلابية ..فبعد سويعات على الفيتو الأمريكي الأخير في مجلس الأمن، ضجت فضائيات بقعقعة تعليقات وتحليلات رغبوية شخصية، وتمنيات متصادمة مع المصالح الوطنية العليا، عندما انطلقوا بالتوازي مع خربشات صحفية مطبوعة، بعملية تضليل كبيرة للجمهور الفلسطيني  والعربي تحت عنوان : أن القيادة الفلسطينية راهنت على الولايات المتحدة الأمريكية لكنها خسرت الرهان! ومن هؤلاء لا يفقه من المعنى الحقيقي لحق الشعوب في المقاومة المشروعة، سوى الطرب على أزيز الرصاص وانفجار الصواريخ القنابل،والتمتع حتى الثمالة بمشاهد استخراج جثامين الأطفال والنساء، وأشلاء الرجال من تحت ركام بيوتهم!

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...