الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:18 AM
الظهر 12:46 PM
العصر 4:26 PM
المغرب 7:45 PM
العشاء 9:12 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

( النكبة ) .. يوم  صار المستحيل اسماً لنا! 

الكاتب: موفق مطر 

معنى النكبة : بقاء لاجئ فلسطيني ، أراد العودة الى بيته وأرضه ودياره وقريته ومدينته حيث كان ، وكان ابويه، وكان أجداده منذ الأزل ، لكن منظومة احتلال واستعمار استيطاني وعنصرية صهيونية تمنعه، وألا يدرك الدعاة والمبشرون بالحرية والعدالة والحقوق ،  والقوانين الدولية والانسانية في العالم ، أن الظلم قد أنشأ دولة ، لُقِبَت "اسرائيل " منذ 76 سنة !  يوم اعتبرت جريمة اغتصاب ثقافة الأمم  نصرا واستقلالا ،  ، ويوم وئدت مبادئ وقيم وأخلاقيات الانسانية ، ودفنت معها مستلزماتها من التشريعات والقوانين الدولية ، هو ذات يوم تفعيل اعصار المشروع "الاستعماري- الصهيوني " ليعصف بمصير وحقوق ووجود الشعب الفلسطيني وبمستقبله على ارض وطنه التاريخي والطبيعي فلسطين.
النكبة في اعتقاد الظالمين المحتلين والمستعمرين بأن أرض فلسطين لا تعرف اصحابها الأصليين ، فالأرض كالأم الوالدة ، تملك مفاتيح وأسرار معرفة ولدها ( ابنها ) من بين ملايين أبناء آدم  .. والنكبة أيضا نكران الظالم أن للأرض ذاكرة لا تمحى  ، وجهله الفرق بين ذاكرة ( الحق  الأزلي )  وذكريات العابرين التائهين ! .
النكبة ليست فينا ، وإنما بمستعمرين يدعون بلوغهم سدة المعرفة والعلوم والعمران والحضارة ، لكنهم لم يقصدوا فك ( كلمة سر ) تجذر البدوي بصحرائه، والأمازوني بأدغاله، والفلاح بسهله ، رغم رفاهية المدائن، وبريق المجوهرات ، لأنهم يخشون – لو فعلوا – لعم السلام الأرض ، ووفروا الحروب والمجازر وسفك الدماء ، وإبادة شعوب ، ومكان مصطلح ( اللاجئ ) اصلا في قاموس العلوم السياسية والانسانية..فالوطن ليس خيارا ، وإنما المادة اللازمة للحياة ، وللقيامة من بعد موت !..فالنكبة هي انقلاب مظلوم على انسانيته ، وترسيخه سادية الظالم،ومستعمر محتل عنصري ظالم ، يلمس مآسي اللاجئ ، لكنه ينكر حق العودة ، تماما كمن يريد لأجساد أبناء آدم ان تتحرك بلا أرواح .. وهو يعلم يقينا أن الوطن روحه ، وان في عودته المعنى الحقيقي الحياة ، فحق العودة للوطن كالحق بالحياة .. وعليه سيبقى الفلسطيني اللاجىء شاهرا مفتاح باب داره مابين الجليل والنقب وفي عكا وحيفا ويافا وصفد والقدس ، وفي كل مكان من فلسطين حتى تبلغ الانسانية سدة الأخلاق والعدل . 
غفل الظالمون ان جذور الشعب فلسطين في ارض وطنه  ضاربة في عمق الوجود الانساني في الدنيا ، وممتدة باسترسال حتى بلغت ابعد الحضارات  والثقافات الانسانية في الأرض والسماء ، وغفلوا عن الحقيقة  المعلومة بأن الغدر بقيم الانسان ، ونحت أصنام الباطل من رخام  الحق ، وإحراق صحف العدل ، وتسيد سوط الظلم  ، وبناء عرش للشيطان بالاحتلال والاستيطان  هو  المعنى الحقيقي للتيه والهلاك ! 
تحصن الشعب الفلسطيني بجذوره الحضارية الحية أبداً، فلم تنل النكبة هويته وثقافته وإرادته ، ولم يدفعه اعصار وتيار مؤامرة دولية  استعمارية كبرى الى المتاهات ! ولم تستطع استبدال ذاكرة الفلسطيني الطبيعية بأخرى صناعية ، فبقيت الشخصية الفردية بمثابة الحارس الأمين على الحق ألأزلي ، حتى صار كل فلسطيني وارثا ومورثا ومبدعا في رسم الخريطة الجينية للوطن !.. منذ فجر التاريخ وقبل بناء سفينة نوح ، حتى عندما انكسرت بعض فروع شجرتنا ، بقيت جذورنا هنا ، حتى اصبح المستحيل اسما لنا .. فهنا كنا وهنا باقون وهنا سنكون  .

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...