الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 3:54 AM
الظهر 12:40 PM
العصر 4:20 PM
المغرب 7:53 PM
العشاء 9:25 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

لغز مقتل رئيسي

الكاتب: عمر حلمي الغول

تحطم طائرة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي ومرافقيه اول أمس الاحد 19 مايو الحالي، نجم عن تعرضها لحادث ما، اجبرها على الهبوط الاضطراري والصعب بالقرب من مدينة جلفا الواقعة على الحدود مع أذربيجان، على بعد 600 كيلو متر شمال غرب طهران العاصمة الإيرانية، وفق المصادر الرسمية. وكان الرئيس رئيسي يستقل طائرة من موكب يضم 3 طائرات هليكوبتر، تم العثور صباح يوم امس الاثنين  باكرا على  موقع تحطم  الطائرة،  نجم  عنها  رحيل  الرئيس الإيراني ووزير خارجيته حسين امير عبد اللهيان، وحاكم مقاطعة أذربيجان الشرقية الإيرانية، مالك رحمتي، وإمام جمعة محافظة تبريز، محمد علي آل هاشم بالإضافة لطاقم الطائرة وحرس الرئيس.
مصرع الرئيس الإيراني ومرافقيه ترك العديد من الأسئلة المثارة، ومنها: ما هي طبيعة الحادث التي تعرضت لها طائرة الرئيس؟ هل هو إطلاق صاروخ من الجو او من الأرض عليها؟ وهل يقف وراء الحادث قوى داخلية إيرانية، أم قوى خارجية مثل إسرائيل والولايات المتحدة؟ ولماذا بالأساس طائرة الرئيس هي التي تعرضت للحادث، ولم تتعرض أي من الطائرتين المرافقتين؟ ولماذا قطع الرئيس الأميركي جو بايدن اجازته وعاد للبيت الأبيض؟ هل للولايات المتحدة أصابع في تحطم الطائرة الرئاسية، ام واشنطن وتل ابيب كانوا وراء سقوط الطائرة ومقتل الرئيس ومن معه؟ وهل تحطم الطائرة له علاقة بالهجومي الإيراني على إسرائيل في 13 ابريل الماضي؟ اولم يكن متفقا على سيناريو المسرحية، ام انه حدث خروج عما تم الاتفاق عليه؟ ولماذا لم يكن المستهدف المرشد الأعلى، على خامئني صاحب اعلى واوسع السلطات والصلاحيات الإيرانية، ام المستهدف رمزية الجمهورية الإيرانية باستهداف رئيسها؟ من هو صاحب المصلحة الأساسية بتحطم الطائرة ومقتل رئيسي؟ هل تم العبث بمحركات الطائرة او أجهزتها الفنية او خزان الوقود؟ هل حدث خلاف داخل الطائرة بين رئيسي ومرافقيه، او بين مرافقيه مما دفع أحدهم لاستخدام السلاح وأثر على تحليق الطائرة، أم ان مرافقي الرئيس تنازعوا فيما بينهم، او مع أحد من طاقم الطائرة؟ هل سبب استهداف طائرة الرئيس لكونه أحد المرشحين المحتملين لتولي خلافة المرشد الأعلى، ام لأنه كان عضوا في "لجنة الموت"، التي شكلها الخميني عام 1988، وأصدرت احكاما بإعدام المئات من المعارضين؟ وهل لمنظمة مجاهدي خلق والمعارضة الإيرانية دور بذلك الحادث؟ وهل للمقاومة الوطنية والقومية العراقية والمقاومة الاحوازية العربية علاقة بمصرع الرئيس رئيسي؟ وهل للدول المجاورة لإيران يد فيما حدث. لا سيما وان هناك خلافات في مسائل مختلفة تتعلق بالمصالح المتعارضة مع جمهورية ايران؟
أسئلة عديدة تطرح نفسها على المراقبين والمعنيين بعملية الاغتيال، لكن كل الأسئلة الافتراضية حول تحطم الطائرة الرئاسية حتى اللحظة الراهنة لا تحمل جوابا على لغز مصرع الرئيس الإيراني، الذي مازال ملتبسا وغامضا، ولم تفك شيفرته حتى الان. كما ان المصادر الرسمية الإيرانية الأمنية والسياسية والدينية لم توجه حتى اللحظة أصابع الاتهام لاحد. وكأنها تحاول استقراء ردود الفعل الداخلية والإقليمية والدولية، فضلا عما توفر لدى الأجهزة الأمنية الإيرانية من معلومات، وما تسعى للحصول عليه من مصادرها ومعطياتها عن الحادث الخطير.
إسرائيل نفت مسؤوليتها عن الحادث، وقال احد المسؤولين، الذي لم يذكر اسمه لوكالة "رويترز" "لسنا نحن من يقف وراء الحادث"، وحرص المسؤولون الإسرائيليون على عدم التعليق على تحطم الطائرة الرئاسية. لكن هذا لا يعني انها خارج دائرة الشبهة. كما ان الإدارة الأميركية قد لا تكون بعيدة عن ذلك لقرص اذن إيران بهدف ضبط إيقاع العلاقات البينية، كما حدث مع اغتيال قاسم سليماني سابقا وغيرها من المناكفات المحسوبة بين الطرفين الأميركي والإيراني.
ومن من القوى الداخلية من خصوم ومنافسي الرئيس الإيراني الراحل صاحب المصلحة في استهداف طائرته ومقتله؟ مع ان الرجل يعتبر من المحافظين، ومحسوب على التيار المتشدد، ومقرب من المرشد الأعلى. بيد ان ذلك لا يسقط الحسابات الشخصية لدى العديد من المرشحين المحتملين لخلافة خامئني، الذي بلغ 85 عاما، واستباق رحيله في ابعاده عن المنافسة اللاحقة على كرسي الخلافة. خاصة وان ولايته الرئاسية قاربت على نهايتها.
سيبقى اللغز مطروحا على بساط البحث والاستقصاء الى ان تعلن الجهات الأمنية الإيرانية عن الجهة، التي تقف وراء تحطم طائرة الرئيس إبراهيم رئيسي من وجهة نظره، ولا اعتقد انها ستحيل ملف الاغتيال لمجهول، حتى لو البست المسؤولية لأي جهة خارجية لإخراج نفسها من دائرة الإفلاس. والا ستفقد مكانتها وقدرتها الأمنية، وتضعف من هيبتها الداخلية والخارجية على حد سواء. لكن تحميل إسرائيل او اميركا المسؤولية سيكون له تبعات ورد فعل، وبالضرورة لن يكون ردا يتجاوز سقف المناورة المحسوبة بينها وبين تلك القوى، لأنها لا ترغب بالدخول في صراعات لا تريدها. الأيام القادمة بالضرورة ستحمل جوابا.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...