الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 3:54 AM
الظهر 12:40 PM
العصر 4:20 PM
المغرب 7:53 PM
العشاء 9:26 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

في الميزان .. 

الكاتب: أحمد صيام

وسط الانجازات غير المسبوقة التي اخذت تتراكم في الساحة الدولية لصالح القضية الفلسطينية مؤخرا ، وآخرها اعتراف دول اوروبية بالدولة الفلسطينية ، ومن قبلها ، اصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس حكومة دولة الكيان ووزير دفاعه ، اضافة الى مذكرات مماثلة بحق رئيس حركة حماس يحيى السنوار ومسؤول كتائب القسام محمد الضيف ورئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية ، ومن قبل ايضا ، نزول الاف الطلبة في اكبر واهم الجامعات الامريكية والاوروبية الى الشوارع في احتجاجات تندد بالعدوان الاسرائيلي وحرب الابادة الجماعية التي تشنها دولة الكيان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم الاراضي الفلسطينية ، سبقتها حملات تضامن شعبية اجتاحت العواصم الغربية وبعض العواصم العربية ، تدعو الى وقف فوري للعدوان البربري الذي استهدف البشر والحجر وشتى مناحي الحياة في فلسطين ، وربما هناك انجازات اخرى من دون شك سيكون لها تأثير مهم على القضية الفلسطينية . 
وفي المقابل ، غضب ومزيد من التهور غير المحسوب ، وغطرسة وعنصرية وممارسات مخالفة لارادة المجتمع الدولي تقوم بها دولة الكيان وجيشها بحق ابناء الشعب الفلسطيني ، ومؤامرات يقودها العم سام لحماية طفله المدلل وبمشاركة عرب وعجم ، الهدف منها تصفية القضية الفلسطينية ووضع خطط لتهجير اما طوعي او قسري للشعب الفلسطيني عن ارض الاباء والاجداد وتمرير المخططات الصهيوامريكية المبنية على التهام الحقوق الوطنية الفلسطينية . 
وهنا يتبادر الى الاذهان : ما السر وراء تسارع تحقيق مثل هذه الانجازات ، في وقت جرى فيه اهمال متعمد لمسار القضية الفلسطينية ، وارتياح للوضع القائم ، حيث توقف مفاوضات السلام ومزيد من الاحتقار والازدراء للموقف الفلسطيني والذي بات عاجزا غير قادر على مجاراة قطار التهويد الصهيوني المزود بوقود عربي ، متصهين ، وربان ، امريكي مستعمر ، وغير مبالي ، اوروبي متردد ؟ ثم واما هذا التسارع ، هل القيادة والشعب الفلسطيني جاهزون لمتطلبات المرحلة القادمة ؟ وما المطلوب الان لاعادة الامور الى نصابها الصحيح واستكمال احقاق الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة على طريق اقامة الدولة المستقلة ؟ 
في عرض مختصر للمسار الفلسطيني ما قبل السابع من تشرين اول (اكتوبر) الماضي ، نجد تراجع ملحوظ لمكانة القضية الفلسطينية في الاهتمام العربي والعالمي ، الامرالذي شجع دولة الكيان الى مواصلة مخططاتها التهويدية وابتلاع مزيد من الاراضي الفلسطينية لصالح المشاريع الاستيطانية ، وفرض مزيد من القيود على عمل السلطة الفلسطينية واحراجها واظهارها بمظهر العاجز عن اداء مهامها وعملها في خدمة ابناء شعبها ، وعزف السيمفونية القديمة المتجددة والضرب على وتر الاصلاحات ومحاربة الفساد ، ومحاصرة الفلسطينيين بشتى الاشكال بحيث بات عملهم محصور على بيانات الادانة والشجب والاستنكار دون اي نتيجة تذكر ، الى درجة وصل الامر الى حديث في الوسط الرسمي الاسرائيلي ، جهارا نهارا عن ضرورة انهاء السلطة الفلسطينية تحت ذريعة ممارسة ما اطلق عليه " الارهاب السياسي " . 
باختصار جل جهود السلطة الفلسطينية لم تجد نفعا الا ضمن هوامش محدودة للغاية لا تغني ولا تسمن من جوع ، بل كانت النتائج عكسية جدا وتمثل خطورة على المشروع الوطني الفلسطيني ، ففي الوقت الذي تظهر فيه السلطة الفلسطينية والعرب الجنوح للسلم ، تجد المجتمع الاسرائيلي واركان دولة الكيان تجنح لمزيد من التظرف والعنصرية ، وتنظر الى القيادة الفلسطينية بازدراء واحتقار ، وتترك قطعان المستوطنين والاليات العسكرية تعيث فسادا وتدميرا وقتلا ، وتفرلاض وقائع جديدة على ، الهدف منها زرع اليأس والاحباط وايصال الشعب الفلسطيني والشعوب العربية من بعدها الى ضرورة الاستستلام للامرالواقع . 
الى ان دقت ساعة الطوفان في السابع من اكتوبر الماضي ، والذي كشف حقيقة دولة الكيان ، وفشلها خلال ثمانية شهور من وحشية وبربرية في الرد وصلت الى حد الابادة الجماعية واستخدام شتى اشكال الاسلحة ومنها المحرمة دوليا ، وفي الجانب الاخر صمود اسطوري سيسطره التاريخ في صفحاته ، وجدت دولة الكيان نفسها تنزلق في حرب ومستنقع استزاف لا نهاية له ، تخسر فيه يوميا في الميدان من خيرة عناصرها  ، والاهم من ذلك تراجع ارصدتها السياسية في الساحة الدولية ، فقد خسرت دولة الكيان سمعتها وصيتها وفشلها في الاستمرار بحماية مصالح الغرب .
من دون شك ان الوحشية الاسرائيلية ايقظت العالم من غفوته ، واعادت فلسطين الغائبة عن المشهد العالمي وشعبها وآلامها ومعاناتها الى العقل البشري ، ولعل انتفاضة الجامعات الامريكية ومن بعدها الاوروبية فاجئت دولة الكيان ، وكان لها الاثر الاكبر في احداث الضرر غير المتوقع عن حقيقتها والتي كانت مغطاة بستائر صنيعة عجمية وعربية ، هذه الانتفاضة من كل بد ستساهم وفي المستقبل المنظور من تنشئة جيل قادم اتضحت له الصورة جلية لدولة كانت تزعم انها الديموقراطية الوحيدة بالمنطقة ، ما سيؤثر على ماهية الدعم المستقبلي الذي كانت تحظى به سابقا ، فهذا الجيل القادم من مثل هذه الجامعات هو من سيرسم سياسات واستراتيجيات المستقبل لان انتفاضته كانت ثورة حقيقية في تشكيل الفكر المستقبلي ، الذي سيشكل طوفان عالمي سيجتاح كل ما كان سابقا ولن ينجو منه احد ممن ساهم في ممارسة الوحشية بحق الابرياء ودعاة الحرية والسلام . 
فطوفان الاقصى كان المحرك الاساسي والنوعي للطوفان العالمي والذي كان وقوده طلبة اهم واكبر الجامعات العالمية ، والان بدات مرحلة قطف الثمار وحصار دولة الكيان بشكل اكثر شدة وصولا الى انتزاع الحقوق الوطنية المشروعة التي كفلتها الشرعية الدولية ، وكشف الطوفان ان تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة لا بد أن يستند إلى حل القضية الفلسطينية ، واقامة الدولة المستقلة ، وليس الى مبادرات اسرائيلية ومحاولات لتشكيل قيادات محلية تدير مناطق فلسطينية تكون تابعة لادارة الاحتلال . 
لذا على الفلسطينيين قيادة وشعبا ، الوقوف عند مسؤولياتهم والكف عن الهرج والمرج والبناء على ما تقدم وترجيح كفة الميزان الدولي بمزيد من المواقف الداعمة للحقوق الوطنية الفلسطينية ، والشروع بصياغة مشروع تحرري تتوافق عليه كافة القوى الوطنية والاسلامية والخروج بموقف واحد موحد يواجه المشاريع التصفوية ويتصدى للمؤامرات والمكائد والانتصار لدماء الشهداء واستغلال الوضع الدولي المؤيد لحقوق الشعب الفلسطيني والرافض لسياسات دولة الكيان ، الى جانب حملة دبلوماسية موحدة تطالب اولا بتحديد دولة الكيان والدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ، والضغط باتجاه انتزاع قرار اممي بهذا الشأن وانهاء الاحتلال الجاثم منذ اكثر من 76 عاما والبدء فورا بتحويل مؤسسات السلطة الى مؤسسات دولة .

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...