الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:02 AM
الظهر 11:33 AM
العصر 2:18 PM
المغرب 4:42 PM
العشاء 6:02 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

في العقل الحر و التفكير و منهج العمل التنظيمي

الكاتب: بكر أبوبكر

مقدمة:

       ما المشكلة الحقيقية التي تعصف بالتنظيمات السياسية الفلسطينية داخليا وبتنظيم حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح؟ وما هي العوامل التي تفاقم أو تهدئ من المشكلات في بطن التنظيم؟ وهل كل المشكلات بالتنظيم السياسي وتحديدا الحركة ذات طبيعة خارجية ؟ أم لنا أن ننظر في ذاتنا أولا لنتحقق ونتقصى ونفحص ونشخّص فنصل للأسباب الحقيقية ونسعى معا لخوض الصراع لتجاوزها.

          إن المشكلات الداخلية في داخل التنظيم السياسي – وهي ما سنركز عليه هنا –تأتي من اتجهات ثلاثة إما بنيوية هيكلية ، أو انتهازية ذاتية مصلحية، أومنهجية وادارية، وقد يري الاخرون زوايا أخرى للنظر، لن نبخسهم فيها حقهم بأن يتعاونوا معنا ويفيدونا.

في كثير من التنظيمات السياسية كانت المشكلة الفكرية-الثقافية المرتبطة بفكر التنظيم أوأهدافه تقف كالطود الشامخ بين التيارات، يحاولون تجاوزه-الطود المشكلة- أو الالتفاف عليه او تسلقه، أو يقومون بالاحتراب كتيارات رافضين الخطوط الخارجة عن التيار العام، ولكن في الوقت الحالي تعاني كثير من التنظيمات في اليسار واليمين ومنها حركة فتح ضعفا في الأداء الفكري، ما يعني أن التيارات الفكرية المتصارعة حول الفكرة والسراطية (الاستراتيجية) والبرنامج غير موجودة،أولم تتفجر حتى الآن.

العقل الانتهازي

          إن الانتهازية كمشكلة أصيلة في التنظيم السياسي تغلّب الأهداف الذاتية-الأنوية (من الأنا العظمى في ذات الشخص) على الأهداف العامة ، وتغلّب المصالح الاقتصادية أو السلطوية المرتبطة بالشخص اوبالشخص وجماعته أو عشيرته على الهدف الوطني، وفي أحسن الاحوال فإن الانتهازي يستطيع أن يقنع ذاته أن الهدف العام (الوطني) مرتبط به شخصيا وبمصالحه الخاصة، حيث لا يرى التعارض الكبير إلا ان افترقتا ، ولا يستطيع أو لا يريد أن يفهم أن الوعي الوطني يقتضي منه التنازل، ويقتضي منه التخلي، ويطلب منه النظر أبعد من أرنبه أنفه، أو أبعد من مساحة مكتبه ومستشاريه المرتمين على أقدامه، وأبعد من أرجل كرسي السلطة الوثير، فالمسرح يمتلئ بالممثلين وليس هو اللاعب الوحيد أو النجم الذي لا يمكن أن يعوض، لذا يرى بوجوده حصريا قصبة النجاة للآخرين وللتنظيم وللوطن، وما هو كذلك.

          إن قصر النظر، أو غض النظر عن خطايا الشخص،أو تبريره الدائم لأفعالة وعدم قدرته على محاسبة الذات والمراجعة، وعدم رغبته بالتغيير والإصلاح، أو عدم قدرته على التسامح والاستيعاب ينبع من خوفه الشديد من فقدان المكانة-مكانته وهيمنته، وينبع من فقدانه الدور الذي لا يراه مرتبطا إلا به، وإلا بموقعه وإلا بمصالحة التي يفترض بها الامتزاج بالمصلحة الوطنية، فيقدّم الخاص المحدود على العام ضمن تبرير يراهُ منطقيا وما هو إلا تعبير عن خوف ورعب وتوجس من التغيير ورفض للاعتراف بالأخطاء وإصرار على رذيلة الشخصانية (أو انفجار الأنا العليا) التي قد تصل به لحدود التحكم في مصائر الآخرين والاستبداد (الدكتاتورية)، وكأن الكون يتمحور حول ذات هذا الشخص ولا ينفك يطلب رضاه أو وجوده، فإن غاب غابت الشمس وأن بقي فقط فالحياة مستمرة .

          إن المشاكل والشخصيات الانتهازية تحرق الكفاءات عمدا، بل و تبرر ذلك بكل جرأة تصل لحد الوقاحة، فهي لا تعترف بالفكرة المجاورة لها أو المخالفة لها أو حتى تلك المُصاغة بشكل مختلف ولكنها في ذات السياق، كما لا تعترف باتساع المساحة وعمق الاقتراب فتلجأ لكل الأساليب القانونية أو غير القانونية أو بتطويعها بتعسف يتم فيه ضرب الصغير ليعتبر الكبير، فيسير مع القطيع بلا رأي ولا عقل ولا روح ويردد (الحائط الحائط/الحيط الحيط..) أو أنا ومن بعدي الطوفان.

لهيب وصلاة وريح

          إن العقلية الانتهازية عقلية مهيمنة وعقلية استئثارية، وعقلية مصلحة تفعل مفاعليها في ذات الشخص فينتكس، وقد لا يعود ليستقيم حتى لو صام وصلى وقام ولصوت الدعاء علاّ أبدا، فالمنتكس قد دخل في طور جديد ابتعد فيه عن الجادة، واقترب فيه من فوهة الجحيم، وهو ينظر إليها إما لاهٍ أو مستمتع أومحمّل بكل الحطب اللازم لاستمرار اللهيب بإرادته أو دون وعيه.

          إن التنظيم السياسي الذي تسود فيه الشخصيات أو العقليات أو المشاكل ذات الطبيعة الانتهازية تنظيم هو كالورقة في مهب الريح، لا تثبت في مكان ولا تصمد على منهج أو فكرة أو استراتيجية، بل يتقافز بين الأفكار والمنهاج كالزئبق تماما حيث تتوه الخواص فيه ما بين الصلابة والسيولة، فتكون الميوعة في الأفكار والمواقف والسياسات الى الدرجة التي تظهر فيها التناقضات والتضارب جليّة، ولكنها وهنا الطامة الكبرى حيث تجد من يبررها ويشير إليها (للشيء ونقيضه) بأكف الراحة وببسمات الفرح.

( العضو) انتماء أصيل و  ( مساهمات) دائمة

          أما النوع الثاني من المشاكل في التنظيم السياسي فهي المشاكل البنوية، أي تلك المتعلقة بالأطر والهياكل وعندما نتكلم عن الأطر أو الهيكل التنظيمي الرابط بهرم السلطة بين القيادة والقاعدة أفقيا، فإننا لا نتحدث عن أرقام وكتل مصمتة، وإنما نتحدث عن أعضاء/عضوية، عن بشر، عن شخصيات لها عقول وأجساد وأرواح تحتاج للسُقيا، وتحتاج لأن تظل دوما متأهبة الروح و نشطة العقل ومشاركة بالميدان، وذات قيم متجذرة.

          إن الفرق واضح بين التعامل مع الأطر كمواقع تجسّر (تصنع جسرًا) للأهداف الذاتية والانتهازية أوكمواقع تجسّر لبذل الجهد لتحقيق الأهداف الوطنية.

          وفي حوارات بناء أو تعديل (النظام الداخلي/الدستور) تظهر الشخصيات منها تلك التي تريد إنتاج النظام (القانون أو الدستور الحاكم في التنظيم) من منظور أين أكون أنا فيه! أو من منظور كيف نكون معا (ككادر وأعضاء) فيه، والمنظوران مختلفان كليا ومتصادمان.

          إن العضوية في التنظيم السياسي بحد ذاتها أي ك"عضوية" هي مكسب وهي جائزة وهي مهمة وهي باب مفتوح للمشاركة، ومن هنا يأتي بذل الجهد طواعية والالتزام أخلاقيا ضمن شعارنا الذي لا يموت (إن التنظيم التزام اخلاقي وعمل تطوعي) وعليه فالعضوية ]مساهمات[ كثيرة

 تفترض توقد الإرادة والقدرة وبذل الجهد على أداء الواجبات، وتوفر الوقت، وأحيانا كثيرة توفر المال من الشخص يصرفه على العمل التنظيمي،ودون ذلك فإن العضوية ساقطة لا قيمة لها.

      إن مكسب العضو في التنظيم هو بكونه منتمٍ للحركة التي ما هي إلا بوابة فلسطين وبوابة النصر باذن الله تعالى، وماذا يريد الشخص من مجد أكثر من أن يكون جزءًا من هكذا حركة؟

وما يضيره أن يرى الى جانبه الشخصيات التي لا يطيقها ولكنه يعمل لإصلاحها او يصارع لتغيير مواقفها ومنهجها؟

أو ما يضيره أن يهتم بذاته أولا ويحصنها، حتى لو فسد الآخرون، فهو المحور وإشعاعه يجب أن يصيب ضمن عقل الجماعة أولئك الانتهازيين او المخربين.

        قال لي الكاتب والأديب المبدع يحيى يخلف رافضا التكالب حول المواقع التنظيمية المتقدمة: يكفيني فخرا أن يشير لي الناس في الشارع قائلين أنظروا هذا المبدع من حركة فتح.

بدون (مساهمات) تتراكم الطحالب

          قلنا أن مقدمات الفعل/العطاء]المساهمات[ في داخل التنظيم السياسي هي بالرغبة الأكيدة بالعمل، ثم توفر القدرة والإمكانية والإرادة لدى هذا الشخص/العضو للعمل، وامتلاكه أو تخصيصه للوقت (وأحيانا كثيرة لجزء من ماله، أو روحه) فداء للوطن، وعملا في داخل إطار التنظيم، وإلا كانت النظرة بغير ذلك نظرة انتهازية بحته لا ترى في التنظيم إلا مكاسب مادية أو شخصية أو سلطوية، فيقع التنظيم والأعضاء في فخ التدمير البنيوي (التنظيمي) ليتحول التنظيم الى صراعات قوى ونفوذ تحطم الأطر، وتلقى في سلة النفايات القيمة باحترام الأطر، بل وحينها قد تُعلى من قيمة الاتصالات المستترة (السرية) في التنظيم التي تؤهل لنشوء التكتلات المصلحية، ولتراكم الطحالب أو النباتات المتسلقة.

مدعوون على عرس أم مشاركون؟

          إن بناء النظام على قاعدة أن ]العائدات[ هي بمقدار ]المساهمات[ لكل عضو في التنظيم تفترض 4 صفات رئيسة، إذ أنها تفترض

 1-روحا متأهبة للعضو،روحا خلاقة روحا إيجابية لا انتكاسية ولا سوداوية ولا تشاؤمية، كما تفترض

 2- سعيا حثيثا للأمام بالجهد المتواصل وتراكم العمل الفردي ضمن بوتقة الجماعة، كما تفترض

 3-عقلا خلاقا نشِطا لا يكل التفكير والتدبير، ويعي معنى الانتماء والالتزام وأهمية الابداع والانجاز، ويصر على دوره النظامي بالمشاركة (في الاجتماعات الدورية والممارسة الديمقراطية، وتثقيف الذات، والنقد والتقييم، والقيام بالنشاطات بقوة و بمحبة، وبالمراجعة الذاتية...).وفي كل ذلك فإن

 4-رباعية الاسهامات هذه هو أن يكون مرتبطا بالأخلاق الثورية، وبقيمنا العربية الاسلامية الحضارية بشقيها الاسلامي والمسيحي، وبقيمنا الثورية التي تحافظ على عنفوان الانطلاقة وحكمة النظر في الواقع ورغبة التصدي للعوائق،وخوض ]الصراع[ الرئيس ضد الاحتلال والعدوان أولا، وفي المجتمع ضد التخلف والجهالة.

          وفي التنظيم السياسي نخوض ]الصراع[من أجل  تحقيق نهضوية بنيوية تفعّل كل اجزاء العمل ضمن فرق عمل (وحدات تنظيمية فاعلة) وضمن مجموعات، وليس كأجراء أو حشود مدعوين لأعراس أوبيوت عزاء بمجرد أن ينفض العرس ينفضون وهكذا دواليك.

الإهمال التنظيمي آفة

       إن اهمال العضو يأتي من ذاته، أو من مسؤوله، أو من سوء إدارة البنية التنظيمية (غالبا ما يقع ذلك من رأس الهرم)، فلا يجب على العضو هنا أن يتخلى عن الهدف الجامع، ولا عن ضرورة استمراره ببناء ذاته، سواء قدم له الآخرون دعما هو واجبهم أم لم يفعلوا، فهو ملزم امام الله سبحانه وتعالى، وأمام فلسطين وأمام ذاته أن يطور نفسه يوميا دون أن يكون دافعه لذلك إلا الإخلاص لله ولفلسطين وللحركة ولذاته، وبلا كلل بل وبإصرار ومحبة.

          أما من زاوية إهمال المسؤول لواجباته تجاه العضو فهنا تتأصل عقدة الإطار، والاتصالات الصحيحة (الاتصالات بمعنى بناء العلاقات وإدامتها وطريقة التواصل الدوري بين الأعضاء) التي إن ارتبطت بعقلية المنفعية والانتهازية أو عقلية دعوات العرس أو بيت العزاء الموسمية -وليست الاجتماعات الدورية- أي التعامل مع الاعضاء فقط حين الحاجة لهم للحشد أو التجمهر نقول حينها على مثل هذا التنظيم السلام، فلا ]مخرجات[ ولا ]المساهمات[ وبالتالي لا ]عائدات[إلا تكريس المصلحية والانتهازية والمنفعية. (العائدات: وهي ما يعود على الشخص أو الجماعة بالمنفعة العامة، ومنها الذاتية إلحاقًا من خلال: مشاركته، ورضاء الله والضمير، وأهمية الدور الذي يقوم به، وبالثناء على انجازاته، واكتساب المكانة والاحترام والمحبة)

الاستغلال والمنفعية والفردية في الإطار

          إن التنظيم السياسي فكر وهدف ومصالح جامعة، والتنظيم السياسي إطار جامع للتنوع في القدرات البشرية، بمنطق أو بمنهج إدارتها تحقيقا للتعاون والتكامل بينها بعقلية الفريق.

يدخل  التنوع التنظيمي في نهر العطاء المتدفق والعمل ليكون الناتج أو ]العائد[ تراكميا وكبيرا بحيث لا يقارن بناتج فعل الفرد المجرد ، ومتى كان الفرد لوحده قادر على الإبداع بعيدا عن الإطار فلك أن تدرك أن المشكلة كبيرة في الاتصالات التنظيمية، ولك أن تدرك إن المصلحة أو المنفعية أو(الاستخدام) وليس (الاستثمار) لأبناء التنظيم هو حقيقة ما يحصل.

اذا لا بديل عن المشاركة الدورية لكل عضو في التنظيم، فالمشاركة في الهيكل التنظيمي (وضمن وحدته التنظيمية) بأدواتها الخمس هي حقيقة الدور والمكانة والإحساس بالوجود، والمؤشر الصائب إننا نقترب من تحقيق الاهداف الكبرى.

 الأدوات الخمسة لمشاركة العضو بالإطار تتمثل:

1.    بالاجتماع الدوري للإطار وعبر محضر وخطة وبرنامج معروف،

2.    والتقرير الدوري عن النشاط، والمهمة (العمل الواجب) إذ لكل شخص مهمته ومسؤوله الواضح،

3.    والهيكل التنظيمي: إذ الكل منخرط ضمن الهيكل،

4.    وبناء ذاته والمحيط بالثقافة والتفكر والعطاء

5.    وحُسن الاتصالات بين الأعضاء والجماهير)

مدرسة الليوث أم النمور؟

          إن العضوية مقدسة من حيث أن تكاتفها وتكاملها وتعاونها يعني جهدا مركزا، ويعني نجاحا جماعيا ويعني انتصارا يتلوه انتصار، بإذن الله وهمّة الفرسان، من حيث أن المشاركة  للعضو أصيلة وبالأدوات الخمسة المذكورة، ولنكررها فهي  تتمثل بالتالي بأهمية

 1-حضوره الدوري لاجتماعاته السياسية والتثقيفية والعملية

 و2-تقديمة لتقاريره عن أدائه ومهمته ومراجعاته وإبداعاته كلجنة وكمسئول لجنة في اطاره

 و3-بممارسته لدوره (حيث يكرس ويظهر ويثبت شخصيته وقدراته لأقرانه وللتنظيم) عبر المهمة الثابتة، والتكليف المؤقت، أي عبر العمل والنشاط المناط به

 و4-بنقده لذاته وسعيه الدؤوب لبناء ذاته فكريًا وثقافيًا وتطوير ذاته وشخصيته، وتمسكه بأهداب الفضائل والقيم وتطوير قدراته الروحية

و5-وبوجوده أصلا ضمن إطار وباحترامه لإطاره وسرية ما يدور فيه وحسن تواصلة مع زملائه ومع الجماهير.

العضو الذي يحترم قدسية عضويته وخصوصية إطاره (إن لم يكن له إطار عليه المطالبة بذلك) ضمن أخوته أو فريقه لا يعمد-على سبيل المثال- إلى نشر الغسيل القذر بالفضاء فيزمجر مجروحا حين يكتئب أو يتضايق أو لا يوافق على شيء ما، عبر تحويل المجموعات الالكترونية (على الواتس أب وغيرها) أو منصات التواصل الاجتماعي (في الفيسبوك وغيره) أو المقاهي بديلا متيسرا عن الإطار التنظيمي، فلكل خصوصيته وسرية مداولاته مع علنية فكر الحركة، أو علنية توصيات الإطار أو قراراته حسب النظام ونوع التوصية او القرار وحسب التدرج التنظيمي.

       في التنظيم السياسي المشتت الذي تنخره عقلية الفردية والنزق والانتهازية يحصل الانقطاع والانعزال للأفراد ومنه تبرز عقلية الاقصاء مقابل الأنا والاستئثار، إذ تتأسس مدرسة النمر الانعزالية على حساب مدرسة الليث (أي الأسد) الاتصالية التفاعلية.

(تعيش الأسود في جماعات "زُمَر" ما لا يفعله النمر الذي يعيش منفردا ، وتتواصل الأسود بالحركات التعبيرية الجسدية المختلفة والمتطورة جدا، وعبرالتواصل البصري، والتعابير الصوتية المتعددة)

(ليزر) التنظيم

          إن المشاكل البنيوية تتفجر عندما ترى الكادرات المتقدمة في الصفوف الأولى التي يطلق عليها مسمى (القيادات) -رغم أن ]الموقع[ المتقدم ولو كان رأس الهرم لا يعني ]القيادة[ بمفهومها العلمي أبدا-عندما تراهم يتعاملون مع البناء التنظيمي كعملية توظيف أو استخدام أو حتى استغلال بيّن، لا كعملية استثمار لقدرات الأعضاء الخلاقة ومشاركة، أو كنور جديد يضاف لأنوار أخرى فيركزها ويحولها لأداة ليزر قاطعة.

       هذه المشاكل النبوية تتفاقم كلما ثم خرق التعاهد غير المكتوب بين الاطارات العليا والدنيا وهو التعاهد الذي ينص على تقابل ]المساهمات[ و]العائدات[، أو بشكل آخر على الالتزام الطوعي مقابل الهدف الجامع، أي اننا كلما اقتربنا من الهدف معا نحقق التزاما أكبر به، وكلما كان الهدف هو آخر ما يفكر به المسؤول في موقعه، كلما تناقص الالتزام وتناثر التنظيم (بأعضائه وكوادره) فتاتا على موائد للئام.

التنظيم الباهت ومظاهر العقلية اللانضالية[2]

      أشرنا لاهتمام القيادة بالموضوع السياسي والاستراتيجي واقتصاره عليها بكثير من الحالات، وفي مقابله ابتعاد او تهاون بالشأن الداخلي حيث اوضحنا عقلية "استخدام" التنظيم كحشد ومناسبة وتحكم عقلية السلطان لا الانسان ما أفقدنا ديمومة التواصل التنظيمي.

إن العقلية المتحكمة في كثير من القيادات هي عقلية الهوى والأنا وافتراضها امتلاك الحقيقة، والنأي عن الآخر، ونكران الديمقراطية، ورفض تفعيل الأطر، أوتسخيفها أو تعطيلها ، ما هو في حقيقته تراجع ونكوص عن عقلية الثورة وعقلية النضال وعقلية المقاومة والكفاح، عقلية التنظيم والمشاركة وعقلية التغيير ما يتمظهر بالأشكال التالية:

1.       إسقاط الأدوار : حيث يتم تغييب الأطر بإضعاف أدوار الكوادر، وإفقاد المصداقية التي تجر علينا الويلات، فكيف بتنظيم لا تتواصل كل فئاته ضمن خماسية التنظيم المعروفة (إطار(فريق عمل) ، ومهمة عمل واضحة لكل عضو ، واجتماع أسبوعي مُلزم، وتقرير يقدم أسبوعيا، وتثقيف ذاتي وجماعي وتواصل جماهيري مثابر ) وهذه مظهر يشترك الجميع في تكريس السلبية فيه.

2.       تكريس نهج الاستبداد : ما يقابله من تصعيد لفكرة الزعيم الملهم أو القائد الأوحد سواء أكان هذا (الزعيم) المفترض مسؤول شعبة أو مسؤول منطقة أو مسؤول شبيبة أو عضو مجلس ثوري (أو أي مسميات اخرى بالفصائل السياسية...) مكلف بملف وصولا للجنة المركزية (او المكتب السياسي بفصائل منطمة التحرير الفلسصطينية) . وهذه البذرة التي كانت في زمن معنى في حركة فتح تحت مسمى (الأبوات) أصبحت اليوم تحت شكل آخر هو (الإقطاعيات) في أي مجال يتسلمه الشخص ويتعامل معه وكأنها مزرعة والده رحمه الله، فيصبح حاله كما يقول المثل العامي في التواصل مع الآحرين (أذن من طين وأذن من عجين).

3.       لا شك أن أي سلطة مركزية لا تكون مجردة من الهوى والنزق-إلا من رحم ربي- فمتى ما تركز المال والتحكم بالرقاب في يد أي شخص دون حسب أو رقيب كلما نشط الانتهازيون من (البِطانة) في تزيين كل شئ للمسؤول أو القائد في أي موقع ما يقابله من تحقير أوتسخيف أوتتفيه أو استبعاد الآخرين، فيظل القائد مشرئب العنق على الناس، وتضحك شياطين الإنس عالياً.

4.       عقلية الحكم والسلطان والبطانة وإسقاط الأدوار ما هي إلا تكريس للاستبداد (الديكتاتورية) ولو في نظرية (المستبد العادل ) ما لا يصح إذ لا عدل مع استبداد، هذه العقلية لتستمر بالنمو والتسلق "والتعملق" والانتعاش فلا بد لها من قصقصة أجنحة المخالفين، أوحتى المتحالفين ضمن مستوى معين، لأن الحليف القوي ضرره عليها أكبر، ومن هنا تنشأ نظرية التعامل مع (التنظيم) ليس كمؤسسة وليس كأعضاء مناضلين، وإنما كلهم وأطرهم وجدت أولم توجد فهم عبارة عن "حشد" فقط يتم توظيفه أواستغلاله لغرض، كتمرير موقف سياسي، أو الدجل على الناس أو تلميع صورة، أو كسيف مسلول ضد الآخرين.

5.       يتم استخدام الآلية القديمة المتجددة في التعامل مع الأعضاء وهي آلية الترغيب والترهيب، أو المكافأة والعقاب، فيتم تصنيف الناس بين موالي أو معارض-وإن لم تُقل- وهي نفس مدرسة (الإخوان المسلمين) في عقلية الفسطاطين، فإما يُقمع أويُطوّع أو يحيّد أو ينبذ، لا سيما والمال لا يعرف قيما أو خلقاً كما السيف عند البطانة بشكل أساسي.

العقلية المنهجية

          المشاكل المنهجية في التنظيم، وباعتقادي أنها عصب الحقيقة الغائبة عن وعينا، هي المشاكل التي تعاني منها كثير من التنظيمات السياسية في عالمنا العربي، اذ يتم استبدال النظام والقوانين وسُبل الادارة الرشيدة (أو القيادة الحكيمة) بما يتوافق أو يتم تطويعه لرغبات ]الذات[المحصنة والبعيدة عن المحاسبة، وبما يتوافق مع الطموحات الشخصية وأحيانا مع النزق والكِبر (أن تمشي بالأرض مرحا) بعيدا عن الدرع الذاتي أو الجماعي بضرورة اتباع المنهج الاداري/القيادي العلمي، أو الرشيد الذي يُعلي من القيم، ويثبت المبادئ ويسير بين البدائل في حقل الزهور المتنوعة الألوان والروائح الزكية.

      يمكننا أن نعرف التفكير بأنه: (نشاط العقل أو منهج العقل في حل المعضلات و المشاكل التي تواجه الإنسان ومحاولة التكيّف مع بيئته و فهم ما يصادفه من ظواهر).

والتفكير أيضًا جهد عقلي مبذول وشاق لانتزاع فكرة من سيل أفكار أولية أو سابقة ما يشكل مخرجًا أو خريطة طريق

       وفي إطار رفضنا للتفكير الخيالي والتفكير الخرافي والتفكير بعقول الآخرين (العقلية النقلية المسلوبة)، وبمعنى آخر بعيدا عن الأوهام أوعن المحرمات بعقلية القوالب المصبوبة بتحريم مناقشة المسلمات يأتي التفكير التجريبي، والتفكير العلمي ما بين التفكير النقدي والتفكير الإبداعي لينشيء المحددات والمسارات التي نريدها أو التي يجب أن نتبعها في تفكيرنا وحكمنا وإدارتنا التنظيمية.

       يقول الكاتب زكي الميلاد إن "فكرة المنهجية تمثل شرطا أساسيا في عملية البناء الفكري؛ لأنها تبلور الرؤية، وترسم الطريق، ويتأكد هذا الشرط عند معرفة أن البناء الفكري هو عملية طويلة، وبحاجة إلى زمن طويل نسبيا، كما أنها عملية بطيئة لا تظهر ثمرتها، أو ثمراتها سريعا وعاجلا."

ويضيف قائلا أيضا "وعن رؤيتي لفكرة المنهجية في عملية البناء الفكري، وفي طريقة اكتساب المعارف والعلوم، هذه الرؤية ابتداء لا تولد فجأة، ولا تظل كما هي جامدة، من دون تغير أو تحريك، وإنما تظل في حالة تغير وتجدد وتراكم دائم ومستمر".

       وعليه من الممكن آن نعرف المنهجية (المنهج) بأنها:(نسق عقلي منظَّم في ربط الحوادث والظواهر المراد تفسيرها أوحلها بظواهر أو أحداث أخرى في نفس النطاق مما يوفر الجهد و الوقت والمال.)

مناهج التفكير و حركة فتح

          إن المنهج الذي يجب أن يسود في حركة فتح هو المنهج الذي

·        يرتبط بالأهداف السياسية من جهة أوبالفكر السياسي، والبرنامج أولا

·        وبالاتجاه الاقتصادي،

·        ثم ثالثا بالرؤية المجتمعية في العلاقات ضمن الدولة القادمة

·        ورابعا في تحديد شكل العلاقات مع المحيط العربي، والاسلامي، وأيضًا مع الإسرائيلي، والعالم.

·        أما خامسا فإن المنهج في التعامل داخل الإطار التنظيمي يجب أن ينبثق من أسس واضحة تدخل ضمن النظام ويتم تبينها ثم تطبيقها

ومنهج التعامل داخل الإطار هو الجزء الأهم والإخطر بالنسبة للعضو والعضوية والاتصالات الداخلية التي تمثل حياة التنظيم، وكي لا نبتعد كثيرا في المفاهيم سنميز في البداية بين بعض المفاهيم.

          ففي حين أن السراطية أو ]الاستراتيجية[ تعني ضمن ما تعنيه: (علم وفن وضع المخططات العامة) حسب المفكر العربي خالد الحسن، أو هي (أفضل السبل /الجسر لتخطي العقبات بالوصول من الضفة حيث نحن واقعا إلى الضفة الثانية للنهر حيث يجب أن نكون مستقبلا، استنادا للقدرة والفرصة والإمكانية).

        وعليه تصبح ]الأهداف[ والغايات (الغايات هي الأهداف الكبيرة، والأهداف هنا هي الصغيرة أي المستتبعة للغايات) هي الضابط للإستراتيجية على اعتبار أنها تُصنع لتحقيق الغايات وعليه تُرسم السياسات (قواعد العمل) وتوضع الخطط والبرامج.

        أما أن تحدثنا عن ]المنهج[ ومنه المنهج الفكري فيمكننا أن نعرفه بالتالي : المولى سبحانه وتعالى يقول (لكل جعلنا منكم شِرعه ومنهاجا) (المائدة 48) وفي هذا التعريف الأولى فالمنهج أو المنهاج يعني الطريق الواضح وضمن تعريفات عديدة فإننا نميل لاعتبار المنهج (نظام للتفكير يحدد أنواع أو انماط التفكير، ويشكل المنهج القواعد المرجعية العامة عند التعامل مع المشكلة والبدائل) ، أو لنقل ببساطة أن ]المنهج أو المنهجية[ الفكرية -حيث لن تفرق بينهما- سياسيا وتنظيميا هنا يعني: (الطريق العقلي المتبع للوصول للهدف).

 فالمنهج التاريخي تكون كل تحليلاته وتعاملاته مع المشاكل وطبيعة قراراته المتخذة مرتبط بالمقارنات التاريخية والمفاضلات

 والمنهج الماضوي وهو أيضا تاريخي لكنه يمجّد الماضي على حساب الحاضر ولا يرى المستقبل أفضل أبدا إلا إذا استنسخ الماضي

 بينما المنهج الوعظي هو الذي يأمر ويضع التعليمات ولا يرى بالآخرين إلا منفذين

 والمنهج القضائي يفصل ويحكم ويقضي فإما حق أو باطل وإما برئ أو مدان

 بينما المنهج الفلسفي يحاول أن يجد علاقات بين مختلف مكونات الأمر حتى لو كانت الروابط وهمية ويربطها بما هو أوسع منها

 أما المنهج الثوري الكفاحي فهو منهج التعامل مع الواقع بعقلية نقدية تغييرية ، يفهم الواقع ويسعى لخوض الصراع لتغييره .

المنهج  الثوري التغييري المقاوم

          إن المنهج الثوري الكفاحي المقاوم أو الجهادي يمثل طريقه التفكير، ويتمثل في أسلوب القيادة وأسلوب الإدارة الداخلية الذي يرتكز على قواعد هامة هي :

-       هو المنهج الذي يعظم من دور الإطار (الجماعة/الفريق) على حساب الفرد فيه، فالقيمة لكل فرد في إطاره وقيمة الإطار بمخرجاته الجماعية.

-       هو المنهج الذي يصل لا يقطع ، ويتابع ولا يتراخى ويعتمد الدورية والمثابرة والديمومة في العمل (في الاجتماعات واللقاءات والمؤتمرات ، ودورية المحاضر والتقارير عن سير العمل، والرد على الشكاوى ، وإجراء المراجعات والمحاسبات في اوقاتها ... ).

-       وهو المنهج الذي يعتمد على الاجراءات والقواعد كحاكم لمجمل سير الأمور في التنظيم السياسي ، فللنشاط أي نشاط قواعد تحكمه ، وللانضمام للحركة (التنظيم، المؤسسة، الجماعة، الحزب...) قواعد ، ولقياس الالتزام قواعد ، وللترقي الحركي قواعد، وعليه فالنظام عامة والقواعد هي اساس الحكم ومقياس التطور والتقدم.

-      إن المنهج القيادي الذي يحترم الإطار كإطار لا ينكر تميزات بعض الافراد فيسمح لهم بالمبادرات والإبداعات، والإسهام عبر القنوات المتبعة، لذا فهو منهج انساني ليس تقليدي ولا وظيفي.

-      إن المنهج الثوري منهج متوازن ما بين بناء الشخصية الواعية والمثقفة وفي ذات الوقت الفاعلة الناشطة والعاملة وهي المؤثرة في الجماهير. وبين رحابة قبول النقد في مقابل التزام العمل وتحقيق المبادرة والابداع فلنا يدان يدٌ تنتقد ويدٌ تبدع معا وسويًا.

-       أن المنهج الثوري كسياسية هو منهج يركز ولا يشتت، ويؤكد ولا يشكك ، فيركز على الهدف الرئيسي (إزالة الاحتلال ...) ولا يجعل للثانوي تعديا على الرئيس أبدا.

-       المنهج الثوري منهج فهم واضح لمعادلات الواقع وللمتغيرات ، وإدراك دائم للمستجدات والتعامل معها بشكل مختلف، وقد تختلف نسب الفهم فنميز بين الأعضاء، وتظهر الرؤية القيادية مع وضوح الرؤيا وصفاء الفكرة إلا أن ذات الفهم الواضح للمتغيرات والمستجدات مباشرة أو عبر القدوة القيادية ضرورة.

-       المنهج الثوري السياسي يبتغى المصلحة من حيث فلسطين أولا ، ومن حيث أن القاطرة الفلسطينية لا يستر إلا في القطار العربي ومن حيث فهم وجودنا الأصيل في معادلة حضارة أمتنا العربية الإسلامية بشقيها المسيحي والإسلامي المنفتحة على العالم.

-     إن المنهج القيادي المؤثر بالجماهير هو المنهج الفدائي الذي يضحي بوقته وجهده وروحه من أجل الجماهير، فيقع معنى القدوة والتأثير في روع الجماهير.

-      إن القواعد المتبعة أي المنهج الذي يحكم حراكنا السياسي والإداري والتنظيمي لا ينفصل أبدا عن الأخلاق والقيم الاصلية ومنطق القدوة والنموذج الذي يجب أن يتحلى به الجميع في مقابل الجماهير.

-       إن المنهج الذي يحكمنا في النظام الداخلي للحركة (نموذج حركة فتحن والفصائل) محدد بعناوينه الرئيسة من التزام وانضباط وخصوصية (سرية)، ومركزية ديمقراطية ونقد ذاتي وهو إن لم يكن متبعا فلا قيمة للنصوص ، وإن لم يمارس دوريا فلا يرسخ في الأذهان ، وإن لم تنطلق المقاييس التنظيمية منه فلا قيمة لما نكتب ونسطر.

-       إن المنهج الذي يحكم عقولنا كأعضاء في التنظيم يجب أن يكون أنا مهم ، أنا مؤثر، أنا لي دور، أنا فخور بانتمائي، أنا أشارك إذا أنا ابن فتح ، فيصبح منطلق الأهمية في القدرة والنشاط وتوفر الوقت وليس منطلق الأهمية -وعليه الصراع والتكالب- على عنق الزجاجة أي بالتكالب على المراكز المتقدمة فقط . فالعضو لمجرد أنه عضو هو محترم وله مكانته بالتزامه بالمساهمات وهوفاعل وهام ومؤثر وفخور.

      

خاتمة

        دعوني أستعير مقولة للكاتبة السورية سميرة المسالمة التي تقول قولا يجدر بنا اخذه بعين الإعتبار وان أشرنا لمثله في الكثير مما كتبناه (أن السياسة تعني المشاركة السياسية، وحرية الرأي والتعبير والتظاهر، وتالياً النقد، وفي أساسه النقد الذاتي، لأن أية حركات سياسية لا تواجه ذاتها ولا تنتقد تجربتها، هي حركات لا تستحق الحياة، إذ إنها تبدو غير واثقة من نفسها، ولا حتى من مسيرتها، فضلاً عن أن ذلك يعني أنها فقدت حيويتها، وقدرتها على التطور والتجديد)

         نختم هذه المداخلة بالقول مما كنا قد سطرناه في مقال آخر تحت عنوان: المؤتمر السابع لحركة "فتح" مرآة عاكسة أم فجر جديد؟ أنه وفي البعد التنظيمي الداخلي كما كانت حركة فتح وفيّة دوما لمسلسل النضالات (شهداء وجرحى وأسرى...) منذ البدء، ومنذ رسم البطل ظاهر العمر الزيداني حدود فلسطين حديثا، ومنذ صرخ عز الدين القسام هذا "جهاد نصر أو استشهاد"، ستظل وفية لهما، ولقضيتنا وتاريخنا ومستقبلنا وللخالد ياسر عرفات الذي جعل حطّته (كوفيته) رمزا لفلسطين والثورة المستمرة من خلال "شبل أو زهرة سترفع علم فلسطين في القدس" عاصمة الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين.إننا أدعى ما يكون تنظيميا لتكريس مفهوم "العضوية لا الموقع كأولوية"، واعتبار العضو المناضل من حيث هو عضو في التنظيم يعني الإيمان والالتزام والفعالية والعطاء والإثمار، ويعني المشاركة لكل من موقعه والدور والممارسة، ما هو مدعاة للفخر بانتمائه للأمة وفلسطين والحركة.

        لا عضوية بلا إطار تنظيمي، ولا عضوية بلا مسؤولية واضحة، ولا عضو بلا مسؤول أبدا أو مرجعية نظامية، ولا عضو لا يعرف دوره أو عمله أو موضع مشاركته.

        ولا عضو بلا اشتراك مالي شهري في هذا الجهد التنظيمي الطوعي من حيث أن التنظيم (التزام أخلاقي وعمل تطوعي). إن غير ذلك لا يكون إلا حلم الانتهازيين والمستلقين الذي يريدون التنظيم جسرا نحو نجومية السلطة الخداعة، لا نحو آداب النضال ومقارعة المحتل، وقيم حضارتنا وثورتنا وحركتنا التي ترتبط بمرتكزين أساسيين هما: التضحية والإيمان المطلق بالنصر، ما هو دأبنا ومسيرتنا الجماهيرية المستمرة ولن تتوقف قافلتها بإذن الله إلا حين تظهر فلسطين الواحة المشرقة جليّة من البعيد.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...