ترمب.. مائة يوم من الفشل
رأي مسار
استطلاعات الرأي تكفي كمؤشرٍ على تقدم شعبية أي رئيس أو تراجعها، والمقياس الذي يعتمده المُستطلَعون، هو مدى ما حقق الرئيس من وعودٍ عرضها في حملته الانتخابية.
استطلاعات الرأي أظهرت تراجعاً مدوياً لشعبية الرئيس ترمب في أمريكا، ولو أجري استطلاع على نسبة تراجعه وتراجع أمريكا في العالم لبلغ المؤشر سلباً ما يزيد عن ثمانين بالمائة.
لقد بالغ ترمب في وعوده كما بالغ الناخب الأمريكي في الثقة به وفي قدراته، حتى العرب المسلمين منحوه أصواتهم بعد أن صدّقوه بأنه عاقد العزم على إنهاء الحروب، وخاصة الحرب على غزة وإحلال السلام في الشرق الأوسط.
بمقارنةٍ مع الوعد والذي تحقق بالفعل، يظهر جلياً أن كل ما وعد به تحقق عكسه تماماً، وبدل رؤية انتهاء الحرب على غزة، وإحلال السلام في الشرق الأوسط، رأى ناخبوه حسنوا النية، أن الذي حدث بالضبط هو المشاركة في فتح أبواب جهنم على غزة، وتقرير مصيرها بإفراغها تماماً من أهلها وتحويلها من وطنٍ، إلى مجرد مشروع استثماري يُبني فيه منشآتٍ سياحية، على طبقة من جثث أطفالها ونسائها وشبابها.
ما الذي أخفق فيه داخل أمريكا فهنالك من يترصده ويلاحقه ويحاسبه، وليس لنا دخلٌ في ذلك، أمّا ما فعل في العالم فقد حوّل قضايا شعوبه إلى حقل تجارب أفقد الدولة العظمى صدقيتها حتى عند أقرب حلفائها، وفتح الأبواب واسعة لخصومها كي يستفيدوا من مغامراته.
ما حققه ترمب في المائة يوم الأولى من خراب، يحتاج غيره سنوات لتحقيقه، وهذا مؤشر يفترض أن يكون كافياً على ماذا سيحل في العالم لو أكمل الرجل ولايته؟
