رسالة مواطن غلبان الى من يهمه الامر

الكاتب: د.محمد عودة

تعقيبا على جملة الإجراءات والتغييرات التي اجريت على الساحة الفلسطينية خاصة التقاعد المبكر وتسمية نائبا لرئيس اللجنة التنفيذية ورئيس الدولة ،حيث ان تسمية النائب ادت الى اثارة لغطاً في الشارع( للعلم منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية موجود وقد شغله عدد من الاخوة منهم عبد الرحمن السكسك،احمد سعدي السروري،يحيى حمودة وآخرهم ابراهيم بكر) التي احدثت الكثير من النقد لحد التشهير ، مباركة من الكثيرين ولا يجوز اغفال الاصوات المنافقة ،ولكي تغير لقيادة  الصورة لدى الشارع ومن اجل ان تحظى التغييرات بقبول شعبي يجب الانتباه الى ان وسائل التواصل ليس بالضرورة ان تعكس الحقيقة فعدد المباركين الضخم فيه الكثير من النفاق ،وعلى القيادة ان تتلمس اهات الناس البسطاء وان تعتمد في تقييم وضعها الجماهيري على  نبض الشارع وليس على ترحيب دولي على اهميته .

إن تآكل سمعة ومصداقية النظام السياسي الفلسطيني جماهيريابسبب عدم قدرتها لى انجاز الاهداف المطروحة خاصة انجاز المشروع الوطني في الاستقلال والتحرر وذلك  لان الظروف المحيطة  واختلال موازين القوى حالت دون ذلك ،هناك الكثير من الانجازات ويمكن المراكمة عليها لانجاز الهدف ،قد لا يستطيع المواطن تلمسها وعليه من الضرورة بمكان تزويد المواطنين بالمعلومة .

فالمواطن يريد ان ويرى تغييراً حقيقياً وملموساً على أرض الواقع، أهلنا في القطاع الحبيب يموتون جوعا والخوف ان يعم الجوع الذي بدأ في شمال الضفة الغربية الى كل الاماكن ،فالحصار الاقتصادي الذي تمارسه حكومة الكيان وقرصنة اموال الشعب الفلسطيني إضافة الى اخفاق المجتمع الدولي في توفير شبكة امان مالية للسلطة الوطنية (امريكا ،الاتحاد الاوروبي وفي المقدمة الاشقاء العرب ) مما حول آلاف الموظفين الى رهائن بيد البنوك واسهم في تقليص كافة النشاطات الاقتصادية مضاف اليه دخول 250000 عامل كانوا يعملون في الخط الاخضر الى قفص البطالة الذي اسهم بشكل كبير في ركود اقتصادي قد يصل لدرجة  الانهيار في اي لحظة..

على القيادة السياسية ان تبرهن للجمهور ان الإجراءات الجديدة بما فيها تعيين نائب للرئيس اتت ضمن حاجة وطنية وليس بسبب الضغط الخارجي،لذلك مطلوب ان يطل بين الفينة والاخرى  من يتحدث باسم القيادة الى الجمهور ويقدم شرحا وافيا عن اسباب كل هذه التغييرات وماذا سيطال المواطن منها، للعلم المواطن الفلسطيني سريع الاستيعاب ويستطيع ان يتفهم بالإقناع خاصة ان استطعنا ان نجعل الشعب يرى الضوء في نهاية النفق.

لو كنت من صناع القرار لبدأت بإجراءات على الارض يفهمها المواطن وقد تكون على النحو التالي: -

أولا: - تفعيل الاستراتيجيات الاربع التي اقرها المؤتمر العام السادس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح (العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية) خاصة الاستراتيجية الاولى والتي تطالب بإنجاز الوحدة الوطنية بأقصى سرعة ممكنة واصلاح مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني لكي تستوعب الكل الفلسطيني ولنذهب مجتمعين من اجل انجاز الاستراتيجية الرابعة.

ثانيا: - تفعيل الاستراتيجية الرابعة والتي تقتضي تكثيف العمل على الساحة الدولية من اجل ايجاد افق سياسي يؤدي الى وقف العدوان كخطوة أولى ومن ثم تحويل حل الدولتين الى واقع ملموس، وهذا بالضرورة سيؤدي الى الخلاص من الاحتلال وسينهي الاستيطان على طريق تحقيق الاستقلال الناجز والانفكاك الاقتصادي عن الكيان. كما سيمكن دولة فلسطين من اعادة الاعمار واستكمال بناء مؤسسات الدولة.

ثالثا: - تكثيف العمل مع جامعة الدول العربية ومع الدول الشقيقة بشكل فردي لتفعيل شبكة الامان المالي والتي اقرت في أكثر من قمة عربية من اجل ان تفي دولة فلسطين بالتزاماتها تجاه الشعب موظفين (ما يشمل انتظام الرواتب وتسديد المستحقات)، تجار موردين وبنوك.

رابعا العمل على محاربة الفساد الاداري والمالي واعتماد اسس الشفافية في الصرف والتوظيف من خلال وضع الانسان المناسب في المكان المناسب، لاستعادة ثقة وايمان الشارع بالدولة ومؤسساتها ونظامها السياسي، بالتأكيد كلما كان الإنجاز أسرع كلما استعدنا ثقة الجمهور بشكل أسهل وأسرع