الرد الإسرائيلي بلا مردود

الكاتب: عمر حلمي الغول
جاء الرد الإسرائيلي على الصاروخ اليمني ال27، الذي أصاب مطار اللد، احد ابرز معالم السيادة الإسرائيلية يوم اول امس الاحد 4 أيار / مايو الحالي سريعا بعد 24 ساعة، حيث شنت 30 طائرة إسرائيلية بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية هجوما على العديد من المواقع اليمنية، واستهدف مديرية باجل في محافظة الحديدة غرب اليمن، واستهدفت مصنعا للإسمنت، وأيضا قصفت ميناء الحديدة، وهي اهداف عادية ومعروفة، ولا يوجد فيها اهداف نوعية هامة.
شاء بنيامين نتنياهو وأركان ائتلافه الحاكم القول، ان الرد إسرائيلي مباشر، ودون اشتراك الطائرات الأميركية او البريطانية، بهدف رد الاعتبار للذات الإسرائيلية، التي امتهنت بعد سقوط الصاروخ الباليستي (الفرط صوتي) اليمني على مطار اللد، ولذر الرماد في عيون الشارع الإسرائيلي، مترافقا مع بروباغندا اعلامية لتضخيم الحدث، وايهام الرأي العام بأن اليد الإسرائيلية طويلة، وقادرة ان تصل الى أي دولة عربية او في إقليم الشرق الأوسط، وفقا لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي تفاخر بشكل دائم بعد ضرب حزب الله في لبنان والأراضي السورية وتغوله الإبادوي في فلسطين على قطاع غزة والضفة الفلسطينية.
وإذا نجحت الضربات والاستهدافات الإسرائيلية في كل من لبنان وسوريا، فإن الرد الإسرائيلي أمس الاثنين 5 مايو الحالي لم يحقق ما تطمح له القيادة الإسرائيلية، أولا لأن اليمن بعيد عن الحدود الإسرائيلية؛ ثانيا الطبيعة الجغرافية لليمن مختلفة تماما عن لبنان وسوريا، لأن فيها جبال شاهقة وتضاريس صعبة؛ ثالثا فقدان إسرائيل للمعلومات الاستخبارية الدقيقة عن الأهداف الخاصة ب"انصار الله" الحوثين؛ رابعا جاء الرد شكليا وغير ذي جدوى، لأن الأهداف ليست سرية، ولا تؤثر في القدرة العسكرية اليمنية.
وهناك سؤال أو أسئلة، سيطرحها الشارع الإسرائيلي بعد انقشاع غبار القصف الاستعراضي، هل تم القضاء على قدرات الحوثيين؟ وماذا إذا قام اليمنيون بإطلاق صاروخ أو مسيرات جديدة على إسرائيل غدا او بعد غدٍ؟ وما هي ردود الفعل داخل المجتمع الإسرائيلي عندئذ؟ وما هو الموقف الذي ستبرر به الحكومة الإسرائيلية موقفها؟ هل ستلجأ لقصف جديد لإيران لتعويض والتغطية على الفشل في تحقيق اهداف نوعية في اليمن، مع ان الخارجية الإيرانية أعلنت أمس ان لا صلة لها بما قام به الحوثين؟ كما سيطرح الاعلاميون والعسكريون الإسرائيليون سؤالا، إذا كانت القوات الجوية الأميركية والبريطانية منذ منتصف شهر اذار / مارس الماضي وهي تقصف اليمن دون تحقيق نتائج حتى الان، ولم تؤثر أو تحد من قدرة أنصار الله على إطلاق المسيرات والصواريخ على إسرائيل، ماذا سيضيف القصف الإسرائيلي جديدا؟
المؤكد ان المستويين السياسي والعسكري الإسرائيلي في حالة ارباك، وعدم قدرة على الإجابة على أي من الأسئلة المطروحة، وستلجأ للذرائع والديماغوجيا الإعلامية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وبلا رصيد، الامر الذي سينعكس سلبا على الوضع في إسرائيل، ويزيد من حدة الازمات الداخلية، خاصة إذا قام اليمنيون بقصف المطار الأهم في إسرائيل أو غيره من المواقع السيادية الإسرائيلية، خاصة وان الناطق باسم الحوثين وجه إنذارا لشركات الطيران الدولية التوقف عن ارسال طائراتهم لإسرائيل، محملا أيها المسؤولية عن أية أضرار تطالهم نتيجة قصف المطارات الإسرائيلية، مع لهذا من أخطار على عزلة إسرائيل، وضرب السياحة والاقتصاد الإسرائيلي، بعد ان سعت إسرائيل لترميم صورتها، والايحاء للسياح ولشركات الطيران، أن الوضع في إسرائيل بات مناسبا، ولا يوجد اية اخطار؟
النتيجة الجلية حتى اللحظة الراهنة من الضربة الجوية الإسرائيلية أمس لليمن كانت بلا مردود ولو بالحد الأدنى، وكشفت ان الضربة الجوية استعراضية أكثر من أي شيء آخر، وستكون لها نتائج عكسية على الشارع الإسرائيلي، ولن تنقذ هيبة نتنياهو ولا اركان ائتلافه النازي الحاكم.