الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:14 AM
الظهر 12:36 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:31 PM
العشاء 8:57 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

تشي جين بينغ… صوت الشرق الهادر يعلنها لا لسرقة النصر ولا لبعث الاستعمار بثياب ناعمة أو بنيرانٍ غاشمة

الكاتب: بسام زكارنة

في زمنٍ تتكسر فيه مرايا العدالة على جدران الهيمنة ويتهالك فيه النظام الدولي تحت وطأة الكيل بمكيالين يخرج الرئيس الصيني شي جين بينغ من قلب الشرق كصوت حضاري هادر لا يهادن ولا يساوم بل يكتب بيده بياناً  فكرياً وإستراتيجياً غير مسبوق في صحيفة روسيسكايا غازيتا الروسية مخاطباً العالم بلغة التاريخ والمستقبل:

“لن نسمح لكم بسرقة النصر… ولا بإعادة استعمار العالم لا بالأدوات الناعمة ولا بالقوة”.

أولاً : ذاكرة النصر لا تُسرق… لأنها كُتبت بدماء لا تجف

حين قال شي إن الصين وروسيا قدمتا أعظم التضحيات لهزيمة الفاشية لم يكن يستعرض سردية وطنية بل كان يُطلق تحذيراً استراتيجياً مدوياً :

“لن نسمح بإعادة كتابة التاريخ على مقاس أيديولوجيا الغرب”.
المعركة اليوم ليست معركة سلاح فحسب بل معركة فكرية وحضارية يقودها القلم المسموم حيث تسعى واشنطن بكل قوة إلى اختطاف شرعية النصر وإعادة صياغة سرديات التحرر وفق رؤيتها لتحويلها إلى روايات مفبركة تُدَرّس في جامعات الجنوب وتُفرض عبر الإعلام والسياسات الاقتصادية كما فعلوا مع تشي غيفارا الذي صوّرته الدوائر الغربية كرمز للعنف والتمرد متجاهلين جوهر نضاله من أجل العدالة والمساواة، أما هوغو شافيز الذي قاوم الهيمنة الإمبريالية بكل ما أوتي من قوة فقد تم تصويره كديكتاتور في الإعلام الغربي بينما كان في الحقيقة أحد أبرز الرموز التي تحدّت النظام العالمي القائم هذه السرديات المفروضة تُقَدم للأجيال في الجنوب على أنها الحقيقة الوحيدة وتُدمج قسراً في الوعي الجماعي ليُصبح من المستحيل على العديد من الشعوب فهم حقيقة معركتهم ضد الاستعمار الحديث وتداعياته.”

لكن ذاكرة الشعوب ليست ورقة في أرشيف البيت الأبيض بل هي دماء تسري في وجدان المقهورين ورايات خُطت بالنار والصبر من لينينغراد إلى سايغون ومن الجزائر إلى بغداد.

ثانياً : لا للاستعمار الناعم… ولا لإمبراطورية تُخفي السوط بالقفاز

رسالة شي ليست رفضاً للهيمنة العسكرية فقط بل تفكيكاً صارخاً  لأدوات “الاستعمار المعولم” الناعم الذي يلبس أقنعة الحرية والديمقراطية ويُخفي خلفها خريطة السيطرة. ويمكن تلخيص أدوات هذه الهيمنة الجديدة بـ:
    •    إعلام يُشوّه كل من يقول “لا” لواشنطن.
    •    عقوبات اقتصادية لا تقتل إلا الفقراء كما حدث في سوريا وإيران وكوبا.
    •    منظمات “حقوقية” تتحرك حسب الزرّ الأمريكي وتغض الطرف عن فظائع الحلفاء.
    •    فوضى مُبرمجة تحت لافتة “ثورات حرّة” كما جرى في ليبيا واليمن.
    •    صناديق اقتراع مشروطة برضا البنك الدولي كما في حالات عديدة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية.

الرئيس شي سمّى الأشياء بأسمائها:

“لا مكان في العالم لقوة تفرض إرادتها ولا لقانون يُكتب في واشنطن ويُنفذ في عواصم الجنوب”.

عواصم الجنوب لم تعد تستقبل الرسائل بل تكتبها… من هراري إلى جاكرتا ومن طهران إلى كراكاس الكرامة تعود بلغة السيادة الوطنية.

ثالثاً : لا لعدالة تُبنى بالصواريخ… ولا لتحالفات تُدار من البنتاغون

شي لم يكتب مقالاً دبلوماسياً تقليدياً بل قدم خارطة طريق لعالم جديد:
    •    عالم لا يُدار من قطب واحد يقرر من هو “الديمقراطي” ومن هو “المنبوذ”.
    •    عالم لا تُصنع تحالفاته في قواعد الناتو بل على موائد التعاون والاحترام.
    •    عالم لا تُحدد فيه ملامح التنمية بناء على الركوع للمساعدات المشروطة.

صوت شي هو سؤال أخلاقي وإنساني:

هل تُبنى العدالة بالصواريخ؟ هل تُدار الحرية من طائرات مسيرة؟ هل التنمية تُمنح لمن يبيع إرادته فقط؟

رابعاً : نهوض لا يعرف الانكسار… وبعث حضاري لا يطلب الإذن

الصين لا تنادي بالصدام بل بالتوازن ، لا تدعو للهيمنة بل للشراكة ، لكنها تقولها بوضوح لا يقبل التأويل:

“لن نركع تحت سيف العقوبات… ولن نتراجع أمام تهديد القواعد العسكرية… ولن نسمح بسرقة نصر الشعوب التي نهضت من رماد الحروب”.

إنه خطاب شعوب لا تنسى من جنوب أفريقيا التي كسرت نظام الفصل العنصري إلى فلسطين التي تقاوم منذ أكثر من قرن إلى فنزويلا التي كسرت الحصار إنها شعوب لم تنكسر رغم كل ما فُرض عليها من تجويع وتشويه وتجريف للذاكرة.

شي يُعلنها بلغة الحضارات الحيّة:

“نحن لا نطلب إذناً للنهضة… نحن نمارسها”.


حين يتكلم الشرق على الغرب أن يُصغي

ما كتبه الرئيس شي جين بينغ ليس مقالاً بل بيان عالمي من أجل العدالة يعكس تحوّلاً حقيقياً في ميزان القوى: من نظام يُدار من مركز واحد إلى نظام تحكمه الشعوب الحرة.

إنه صوت الملايين الذين لم يُهزموا رغم الحروب والغزو والحصار… صوت يقول:

لن نُهزم ولن نُستعمر بعد اليوم… لا بالنار ولا بالإعلام ولا بالبنك الدولي.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...