الخبر الذي نُشر كي يُنفى!؟
الكاتب: رأي مسار
في السياسة والإعلام، يحتل تسريب الأخبار مكانةً هامةً ومؤثرةً في صناعة الرأي العام.
تارةً يُستخدم كبالون اختبار لمعرفة ردود الفعل حول موقفٍ سياسي، وتارةً أخرى لاستدراج تأييدٍ للفكرة التي ينطوي عليها أو معارضة لها.
الخبر الذي انتشر بين يدي الزيارة الوشيكة التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للمنطقة، بدءاً من المملكة العربية السعودية ثم الإمارات وقطر، والتي تمّ استثناء إسرائيل منها – حتى الآن -.
الخبر المقصود مصدره الجريدة الإسرائيلية التي توصف أحياناً بشبه الرسمية الجيروساليم بوست، ومفاده أن الرئيس ترمب سوف يعلن اعترافه بالدولة الفلسطينية أثناء زيارته.
محترفو السياسة وخاصة الرسميون منهم، لم يصدقوا الخبر، مع أن مزاج الرئيس ترمب المتقلب والمفاجئ يحتمل مناورةً من هذا النوع تصريحاً أو تلميحاً، إلا أن سطوة وسائل التواصل الاجتماعي ومنابرها، وفّرت لهذا الخبر الخارج عن السياق انتشاراً واسعاً، انقسمت حوله الملايين بين مصدقٍ ومكذب، حتى أن كثيراً من المحللين عالجوا الأمر كما لو أنه قضيةٌ تستحق.
خبر الجيروساليم بوست ينتسب إلى التسريبات التي يصدق عليها القول "أنه سُرّب كي يُنفى" والذي أكّد هذه المقولة نفي السفير الأمريكي في إسرائيل للخبر، والذي اتخذ صيغة السخرية منه ووصفه على أنه هُراء، من حيث الشكل والمضمون، ووصف مصدره بأنه يفتقر إلى الصدقية والموضوعية، ولا يُستبعد أن يكون مصدر التسريب والنفي هو السفير ذاته.
غداً يكون ترمب في السعودية وبعدها في الإمارات وقطر، ومع أن قراءةً لمقدمات الزيارة والتطورات الحاصلة بشأن التطبيع المفترض والدولة الفلسطينية المفترضة، لا تشجع على الاعتقاد بأن الرئيس ترمب سوف يعلن شيئاً إيجابياً صريحاً بهذا الشأن، إلا أن مزاج ترمب المتقلب والمفاجئ، قد يقول شيئاً ما بهذا الشأن، وهذا ما سيتأكد أو يُنفى بصورةٍ قاطعةٍ خلال أيّام الزيارة.
