ترمب... الزيارة "التاريخية" 2

رأي مسار

شهد اليوم الأول من زيارة ترمب في السعودية أحداثاً ملفتة، منها الصفقة العسكرية التي بمقتضاها يتحقق للمملكة تفوقٌ عسكريٌ كمّيٌ ونوعيٌ في المنطقة، وبالمقابل توفر لإدارة ترمب متنفساً مالياً مهماً في زمن الحرب الاقتصادية الكونية، التي يخوضها والتي ما يزال الجدل حول الربح والخسارة فيها محتدماً داخل أمريكا وخارجها.

الجديد هو الجائزة التي حصل عليها نظام الشرع، بإعلان الرئيس ترمب وبتوصية سعودية، عن إنهاء العقوبات المفروضة على سوريا، وذلك يلبي جانباً مهماً من جوانب إنعاش الاقتصاد السوري المنهار، والأهم من ذلك نشوء علاقةٍ مع الدولة السورية، تفتح شهية الأمريكيين نحو إلحاقها مستقبلاً بمسيرة أبراهام التطبيعية، التي إن لم يحن الوقت بعد للدخول فيها سراً أو علناً إلا أن عائقاً كبيراً أُزيل فعلاً من طريقها.

الملاحظ من اليوم الأول أن حكاية التطبيع السعودي الإسرائيلي تراجعت كثيراً في سوق التداول السياسي، وأهم ما يتصل بها هو التسليم الأمريكي الرسمي، بأن القرار النهائي في هذا الشأن هو بيد المملكة، وهذا ما أعلنه صراحة الرئيس ترمب، والمملكة اتخذت موقفها مسبقاً وتواصل التأكيد عليه مفاده لا تطبيع مجاني.

وكذلك فيما يتصل بالشأن الفلسطيني حيث الراهن فيه هو وقف الحرب على غزة، من خلال جهود السيد ويتكوف، فما يزال الوقت مبكراً على رؤية حسمٍ بهذا الشأن، لعل المحطة التالية تحمل جديداً حيث الدوحة، المعنية مباشرةً بهذا الأمر، تشهد جهداً مركزاً لإخراج صفقة حلٍ وسط مؤقت، بين حماس وإسرائيل، ولكن أساسها مبادرة ويتكوف.

اليوم ستجري قمة خليجية أمريكية ربما تحمل نتائجها إشاراتٍ سياسيةٍ يمكن البناء عليها، وهذا ما سيكون موضوع رأي مسار في الحلقة الثالثة من الزيارة "التاريخية" غداً.