الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 3:56 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:17 PM
المغرب 7:47 PM
العشاء 9:18 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

المنظمة بين أبو مازن الأول وأبو مازن الأخير

رأي مسار

 

بين الأول والأخير جرت في أنهار الشرق الأوسط مياهٌ كثيرة، واشتعلت حروبٌ إن لم تكن القضية الفلسطينية هي سببها، فكانت إمّا أحد أسبابها أو الذريعة المناسبة لها.

نقطة البداية كانت في العام 1964 وعرّابها زعيم الأمة آنذاك حمال عبد الناصر، الذي اختار الشقيري لمرحلة التأسيس الأولى، وليرعى كل الخطوات التالية، ومن ضمنها تثبيت مؤسسات وهياكل المنظمة، كما لو أنها دولةٌ في المنفى، وتشكيل جيش التحرير من العساكر الفلسطينيين المجندين في الجيوش العربية، وتأسيس الصندوق القومي الذي اعتبر وزارة مالية المنظمة، وفي سياق ما يلزم لتعزيز المكانة والدور، منح الرئيس عبد الناصر منظمة التحرير إذاعة تحمل اسمها تبث على موجات إذاعة القاهرة القوية والمسموعة في كل أرجاء العالم العربي.

كان ذلك قبل حزيران 1967، وكانت المنظمة تنمو وتتكرس، ولكن كظلٍ للظاهرة الناصرية، ولم يكن ذلك مجرد مزايا ومكاسب، خصوصاً بالنسبة للمؤسس الشقيري.

بعد ذلك الحزيران الأسود قرر من تبناه ودعمه وثبّته بقرارات من القمم التخلي عنه، وإعفاءه من موقعه وقد فعل عبد الناصر ذلك لولادة بديل فلسطيني أكثر جدوى من الشقيري مجسّداً ببزوغ ظاهرة الكفاح المسلح، واحتلال حملة البنادق مكانة مميزة، حيث يطلقون النار في زمن الهزيمة، ما عزز جدارتهم في قيادة مرحلة ما بعد حزيران، وكانت معركة الكرامة التدشين القتالي للظاهرة الفلسطينية بصورتها الجديدة.

كانت فتح قد أجمعت عبر مؤسساتها القيادية على تسمية ياسر عرفات "أبو عمّار" ناطقاً رسمياً باسمها وكان ذلك بداية صعود الرجل سلم القيادة الأعلى للحالة الفلسطينية.

التطور النوعي الذي حدث في عهد قيادة عرفات هو حصول المنظمة على صفة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وكان خليفة عبد الناصر أنور السادات، هو عرّاب هذا التطور، ولولا موقف مصر الحاسم في قمة الرباط، لظل التمثيل المنفرد للمنظمة مجرد حكايةٍ متنازعٍ عليها.

مرحلة عرفات كانت مرحلة التزاوج الصعب ولكن المؤثر بين الديبلوماسية والقتال، وفيها حدث التمدد الواسع للظاهرة الفلسطينية على ساحات دول المواجهة ودول الاسناد، وكانت بحق مرحلة الإنجازات الكبرى التي حصدت اعترافاتٍ ثمينة انخرط فيها العالم كله، فمن لم يتعرف بالمنظمة رسمياً اعترف بها ضمنياً، وجرى التعامل معها على هذا الأساس، إلى أن قرر العالم فتح ملف الحل السياسي للقضية الفلسطينية وللصراع العربي الإسرائيلي بعد حرب الخليج، وكانت منظمة التحرير التي مُنعت من المشاركة المباشرة في مؤتمر مدريد، هي عرّاب الوفد الذي كان مشتركاً مع الأردن.

ياسر عرفات وحرّاس المنظمة، لم تعجبهم الصيغة التي وضعها الأمريكيون لتركيبة الوفد، ما حدا بهم إلى فتح القناة الخلفية السرية والتعجل في بلوغ تفاهمات واتفاقات من خلالها.

كل شيءٍ كان ممهوراً بختم المنظمة، إلا أن ما لم يحسب له حساب، هو الخطر الذي انطوى عليه اندماج المنظمة مع السلطة بصورة مطلقة على نحوٍ جعلها مرتبطةً وجوداً ودوراً وفاعلية بتقدم العملية السياسية أو تأخرها.

لقد فشلت الطبقة السياسية الفلسطينية في إيجاد تكاملٍ بين السلطة وما توفر لها من إمكانيات وبين المنظمة التي تحوّلت بفعل ذلك إلى أقرب ما تكون إلى جهازٍ من أجهزة السلطة ومؤسساتها.

الخلاصة ودون التوسع في الشرح وإيراد القرائن وبمقارنةٍ موضوعية بين ما كان قبل أوسلو بشأن المنظمة وما هو كائن الآن، فالمنظمة ليست هي تلك التي عرفناها بل هي بالضبط ظل السلطة لا أكثر بل أقل.

عودةً إلى العنوان.. كان أبو مازن "الشقيري" هو الأول في روزنامة تأسيس المنظمة أمّا أبو مازن الأخير فها هو يشاهد تهميش المنظمة والصراع المرير من أجل أن تستعيد بعض دورها في أيام نفوذها الذهبي.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...