حين تُمنع الكاميرا… تُستباح الحقيقة

الكاتب: بسام زكارنة
منذ بداية العدوان على غزة منعت إسرائيل دخول الصحفيين الأجانب بهدف قتل الحقيقة وعزل الشهود. لكنها واجهت هذه المرة معادلة جديدة: الفلسطيني نفسه بات الصحفي والضحية أصبحت الراوي وصورة تُلتقط بهاتف بسيط أصبحت أقوى من آلاف المقالات.
إسرائيل لم تكتفِ بالمنع بل استهدفت الصحفيين بشكل مباشر ، و وفق تقرير لجنة حماية الصحفيين استُشهد 128 إعلامياً منذ بداية العدوان بينهم 123 فلسطينياً جميعهم في غزة ما يجعل عام 2024 الأعنف بتاريخ الصحافة.
العدو يرى في الكاميرا خطراً يفوق الرصاصة لأنها تفضح جرائمه وتُسقط روايته الكاذبة فمشهد طفل تحت الأنقاض يهدم أكاذيب صهيونية غربية تُبنى منذ عقود.
في المقابل يمارس الإعلام الغربي دوراً مشبوهاً فيضع كلمة “إبادة” بين قوسين ويتعامل مع المقاومة كإرهاب ويتجاهل الاحتلال الذي بدأ منذ 1948 و اختصر القضية الفلسطينية وكانها بدأت في السابع من اكتوبر، أما الإعلام العربي ففي كثير من الأحيان يُستخدم لتلميع الجريمة وخدمة مصالح الأنظمة التابع التابع لها بصمته أو تغطيته المنحازة.
بالتأكيد، إليك الفقرة المعدّلة لتسلّط الضوء على تعذيب وتجويع الأسرى الفلسطينيين ومعاناتهم، مع الحفاظ على سياق المقال:
ورغم وجود أكثر من 8000 أسير فلسطيني بينهم أطفال ونساء وشيوخ يُعانون من التعذيب النفسي والجسدي والتجويع المتعمد والإهمال الطبي والحرمان من أبسط الحقوق… لا يُذكر منهم أحد. بينما تُبنى عناوين كبرى على خمسين أسيراً إسرائيلياً و تُخاض لأجلهم المعارك الإعلامية والسياسية ، لأن الصحفي الذي يجرؤ على قول الحقيقة يُتَّهم بـ”معاداة السامية” ويُطارد ويُفصل ويُسحق مهنياً.
الكاميرا اليوم ليست أداة نقل… بل جبهة مقاومة والقلم ليس وسيلة وصف… بل سلاح ، ولهذا تُستهدف الكاميرا ولهذا نكتب ونُوثّق ولهذا تُخشى الحقيقة