حماس لم ترفض ولم تقبل.. ونتنياهو يجني الأرباح
رأي مسار
كنا نأمل بأن تحظى غزة بشهرين ثمينين يرتاح فيهما الناس هناك من النزف وتخف عليهم وطأة الجوع والعطش، ويتوقف النزوح المرهق من مكانٍ لآخر، وتنتظم عملية توزيع المؤن بما هو أفضل مما هي عليه الآن.
غير أن ما تمنيناه لم يحدث بكل أسف، ليجد نتنياهو ذريعةً لمواصلة الحرب، وتوسيع نطاق القتل العشوائي وتدمير ما تبقى من مرافق وبيوت.
وافق نتنياهو على مبادرة ويتكوف، التي جرى نقاشها معه قبل أن تُعلن، وبذلك يكون قد اصطاد عدة عصافير بطلقةٍ واحدة، أولها إرضاء الرئيس ترمب بالموافقة السريعة كعربون تعاونٍ واحترام للرئيس الذي يهمه كثيراً أن يُحترم، وثانيها حسّن صورته أمام ذوي المحتجزين، بموافقته على الصفقة وادعائه تأمين الإفراج عن نصفهم وفتح الأبواب أمام النصف الآخر، وكذلك حسّن صورته الملطخة بالدم، بادعائه مرونةً ينشدها العالم ويطالب بها.
نتنياهو لم يخفي سعادته واستثماره السريع لرفض حماس، مع أنها تقول إنها لم ترفض بصورة مطلقة بل وضعت بعض الملاحظات والتحفظات، ما اعتبر أمريكياً واسرائيلياً ليس فقط رفضاً لها بل وإعادة الأمور إلى نقطة الصفر كما قال ويتكوف.
أمّا نتنياهو الذي ناور أصلاً بالموافقة المبكرة فقد اعتبر ما حدث بمثابة إجازةٍ لمواصلة القتل والتدمير، وهذا ما يقوم به فعلاً، واضعين في الاعتبار أن كل يومٍ يمر دون إبرام الصفقة وتنفيذها يعني خمسين شهيداً وضعفهم من الجرحى على الأقل.
