الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 3:55 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:18 PM
المغرب 7:48 PM
العشاء 9:20 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

ترمب وعبثية التهجير إلى الأردن ومصر

عاد الرئيس دونالد ترمب إلى الحديث عن تهجير أهل غزة، بحيث بنا لهم قصوراً في الخيال، مؤكداً من جديد أن من يغادر غزة لن يعود إليها ثانية، ما يعني منح من سيغادرون غزة أوطاناً وهميةً موزعةً على كل مكان يقبل المهجرين إليه.

الرئيس ترمب ما يزال في مخيلته مصر والأردن، والمحيّر في أمره أنه يتحدث عن بلدين يرفضان بقوة ومبدئية قبول أي مهجر فلسطيني، وقد أبلغا الرئيس الأمريكي بذلك منذ اليوم الأول الذي أعلن فيه خططه بتهجير أهل غزة وتفريغها من سكانها.

مصر والأردن ومعهما العالم العربي كله، رفضا سياسة التهجير من فلسطين إلى أي مكان، وتعزز الرفض واتخذ سمة القرار الاستراتيجي حين تم تأكيده بقرارات القمم العربية والإسلامية، وسيتأكد من جديد بعقد المؤتمر الدولي الذي تقوده المملكة العربية السعودية وفرنسا.

رفض الأردن ومصر للتهجير، تجاوز كونه تضامناً مع الأشقاء الفلسطينيين، ودعماً لصمودهم وبقائهم على أرض وطنهم، وعلى أساسية وأهمية ومبدئية ذلك، فإن الرفض جاء ليقين من الأردن ومصر بأن الأمر يمس أمنهم القومي، وهذا ما جعل رفض فكرة ترمب بالتهجير ليس مجرد قرارات حكومية بل وبرلمانية وشعبية ترقى إلى مستوى الإجماع المطلق.

عودة ترمب للحديث من جديد عن إخلاء غزة من سكانها، وتهجيرهم عنها إلى غير رجعة، دليلٌ على أن رئيس أكبر دولة في العالم يفقد صلته بالحقائق والواقع، ليس بشأن غزة فقط وإنما بشأن كل قضية تكون أمريكا طرفاًً فيها بدءً من حرب أوكرانيا التي زف للعالم بشرى إنهاءها منذ اليوم الأول لولايته وكذلك الأمر في غيرها من الملفات التي وعد بإغلاقها، فإذا بها تتفاقم على نحوٍ أكثر تعقيداًَ بكثير مما كانت عليه الأمور قبل ولايته.

حكاية تفريغ غزة من ملايينها وافتعال بدائل وهمية في أماكن مستحيلة، إنما هو إعلان عن مسؤولية أمريكية مباشرة عن كل ما يجري في غزة، وهذه حقيقة لا يخفيها التباكي على معاناة أهل غزة وجوعهم وعطشهم وإهدار كرامتهم، فالعالم يدرك أن بوسع ترمب وقف الحرب في ساعة واحدة، ولكن ما دام يريد تفريغ غزة من أهلها فليس أمامه من أجل ذلك سوى تبني الحرب عليها وتوفير كل مستلزمات إدامتها وهذا ما يحدث حتى الآن.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...