كل فيتو وأنتم بخير

الكاتب: رأي مسار
كأن الفيتو في مجلس الأمن، اخترع من أجل أن تتخذه أمريكا لمنع صدور أي قرار فيه بعض مصلحة للفلسطينيين.
لم نفاجأ بالفيتو الأخير الذي سبقه خمس فيتوهات في أشهر الحرب على غزة، كما لم نفاجأ بالعزلة الأمريكية عن العالم حين صوّت أربعة عشر عضواً من أعضاء مجلس الأمن إلى جانب قرار وقف النار، لتنفرد أمريكا بالفيتو، فقد فعلتها مراتٍ عديدة لتسجل أن الدولة العظمى بالنسبة لإسرائيل مجرد مقطورة تجرها الدولة العبرية ورائها أينما اتجهت حتى لو كان الأمر يتعلق بحرب إبادة مكتملة الأركان.
المفاجئ قليلاً هو تبرير المندوبة الأمريكية للفيتو على أنه يؤثر سلباً على الجهود المبذولة لوقف النار، والمقصود هنا مبادرة ويتكوف التي منذ إعلانها حتى الآن أو منذ تدخل إدارة ترمب تحت عنوان وقف النار قتل من غزة آلاف الشهداء كلهم من الأطفال والمدنيين ومن ضمنهم مجازر لم توفر المتزاحمين على مراكز توزيع الغذاء، ولم توفر كذلك أطقم المسعفين وسيارات الإسعاف وما تبقى من غرف مستشفيات وحتى الخيام.
أية جهود تخشى عليها المندوبة الأمريكية من أن يهدرها قرار مجلس الامن لوقف النار، إنه تبرير يصدق عليه القول عذرٌ أقبح من ذنب.
الحقيقة الساطعة التي أظهرتها حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة تقول إن من يستطيع وقف الحرب ولا يفعل فهو شريك فيها حتى لو تظاهر بعكس ذلك، وهذه القاعدة لا يستثنى منها أحد.
وكل فيتو وأنتم بخير